الموضوع: الحوار والضجيج
عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 10 / 2018, 02 : 12 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الحوار والضجيج

حضرت مجلساً معظم الحاضرين فيه من الرجال ممن تجاوزت أعمارهم الأربعين عاماً. وكما هي العادة في معظم المجالس يتم تناول الكثير من المواضيع وخاصة مواضيع الساعة العامة والتي تتوزع بين الاقتصاد، الطقس، والمرور وغيرها.
وكان اللافت هو مشاركة أغلب الحاضرين في كل حوار مهما كان موضوعه، حيث كانت معظم العبارات المتداولة في الحوارات من الألفاظ والعبارات الحادة والقاطعة والتي يغلب عليها الحماس والانفعال، ويُصر قائلوها على أن كلامهم فقط هو الصح، بل كانت تتخللها بعض المفردات البعيدة جداً عن أي نقاش مفيد، أو فيها احترام للطرف الثاني في الحوار مثل (حرام عليك ... ايش فهمك أنت ... أخصرك منهم ...)، فيتطور الحوار إلى انفعالات متبادلة قد لا تأتي بخير.
ويزيد الاستغراب عندما نعلم بأن هؤلاء المتشنجون ليسوا من المتخصصين في أي موضوع من المواضيع التي يتصدون لها، بل أن مصادرهم في كل ما يقولون غير محددة ومعروفة.
لا يزال أكثرنا متأثر بالعاطفة أكثر من العقل، لا تزال في أحكام بعضنا نزعة من الانفعال الشخصي البعيدة عن الأسلوب العلمي، لا نزال عبيد المفردة والعبارة بدلاً من أن تكونا (المفردة والعبارة) أداة ووسيلة نسيطر عليهما لنستخدم المفيد منها في مكانه المناسب.

أعتقد بأنه يمكن التقليل من هذه الحوارات الانفعالية بالمزيد من التعلّم والاطلاع، عدم التسرع في إبداء الرأي، حسن الاستماع للأطراف الأخرى، أمساك اللسان عن الاندفاع قبل تبيّن الأمور واتضاحها، فالذي يتكلم والأمور من كافة زواياها القريبة والبعيدة واضحة أمامه قلما يندفع أو يبالغ، وقلما يعمد إلى العبارات القاطعة والحادة لأنه يستند إلى الحقيقة العلمية والمرجع المؤكد الذي يُغنيه عن أي ضجيج.
أتمنى أن نكف عن هذا المنهج الحاد والمتشنج إلى منهج يغلب عليه الفهم الشامل، النظرة الموضوعية، والاستماع لما يقوله الطرف الآخر بدون فرض رأينا عليه.

  رد مع اقتباس