عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 10 / 2018, 55 : 08 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي من آثار الثقة الكاملة في العمالة المنزلية









تستعين نسبة لا بأس فيها من الأسر السعودية بالسائق الخاص والعاملة المنزلية، أو بكليهما معاً للقيام بمهام محددة لكل منهم وذلك طبقاً لظروف كل أسرة، ويحدث أن تستمر بعضاً من هذه العمالة لدى كفلائها سنوات عديدة يتم خلالها منح الثقة بصورة كبيرة لها إلى درجة اسناد تربية الأطفال بالكامل للعاملة وذلك بسبب انشغال الأم، أو نتيجة لإهمالها على الرغم بأن تلك العاملة قد لا تكون مؤهلة بالنسبة للتعامل مع الأطفال سواء من حيث الخبرة أو من حيث المستوى التعليمي، وكذلك الحال بالنسبة للسائق الذي يتم تكليفه بالتدريج بمهام عديدة هي أساساً من مهام الأب.
ومنح الثقة بهذه الصورة ينتج عنه سلبيات عديدة أولها عدم قدرة العاملة على إشباع عاطفة الأمومة التي يحتاجها الأطفال، وذلك لكون هذه العاملة تؤدي مهام وليست لديها القدرة على منح عاطفة الأمومة فينشأ الأطفال في جو خالٍ من حب وحنان الأم الطبيعي، ومن الآثار السلبية تأثر الأطفال بصورة كبيرة من حيث النطق والكلمات المستخدمة، وقد ينتج عن ذلك التأثير على عقيدة الأطفال نظراً لكون نسبة من العاملات لسن مسلمات، كما قد ينجم عن ذلك أيضاً إساءة معاملة الأطفال أو ضربهم من قبل العاملة، والأدلة على ذلك كثيرة، ولا تخلوا الصحف من أخبارها كل أسبوع.
أما بالنسبة للسائق فإن أخطر ما قد ينتج عن الثقة الكاملة في بعضهم هو التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال من الجنسين، ناهيك عما قد يحدث بين السائق والعاملة المنزلية خاصة وأن معظم العمالة المنزلية النسائية يتم استقدامها من مجتمعات قد لا تعارض إقامة العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج.
ما دعاني للتطرق هذا الموضوع هي مناظر شاهدتها في ظروف مختلفة وخاصة عند الانتظار أمام المدارس تؤكد إساءة استخدام بعض السائقين لهذه الثقة العمياء لعل آخرها ما شاهدته في المسجد يوم أمس قبل صلاة الجمعة حيث كان الأب يقرأ القرآن وكان بجواره ابنه كثير الحركة ذو الخمسة أعوام تقريباً، وحتى يتخلص الأب من كثرة حركة ابنه، طلب منه أن يذهب ليجلس مع السائق الشاب وهو أسيوي كان جالساً بعده بأربعة صفوف. انتقل الابن إلى السائق وأخذ السائق يلاعبه ثم أجلسه على "حجره" فهدأ الطفل، وبقي الحال لعدة دقائق حرصت بعدها على متابعة الإمام الذي صعد إلى منبر الخطابة.
حقيقة استفزني كثيراً ذلك المنظر، وخاصة عندما شاهدت الطفل قد هدأت حركته بعد أن جلس بحضن السائق مما يعنى بأن هذا الأمر ليس جديداً، أو أنه قد تعود عليه.
حرصت بعد الصلاة على إبلاغ الأب -الذي لم أكن أعرفه- بما شاهدته، وخطورة ذلك على ابنه ومستقبله، فوعدني خيراً، وأشك في ذلك لأن ردة فعله لكلامي كانت باردة كجليد الأسكيمو.
باختصار، الثقة العمياء في غير مكانها لا تجلب إلا الضرر الكبير جداً والذي قد لا يتم اكتشافه إلا بعد خراب مالطا. والحل في أن يؤدي الأب والأم دورهما الحقيقي في تربية الأبناء ومتابعة شئون أسرهم بكل تفاصيلها، وقد ورد ذلك في الحديث الذي رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه.


ودمتم سالمين

  رد مع اقتباس