الأم هي النغمة الأولى التي تعانق الطفل عند خروجه للحياة، فهي مصدر غذائه، وهي الحانية عليه، وهي من تقوم برعايته على مدار الساعة، ويظل هذا الطفل طفلاً في عين أمه مهما بلغ من العمر.
وفي المقابل يحمل كل ابن وأبنه مشاعر لا نهاية لها من المحبة للأم، ويعبّر الأبناء والبنات عن هذه المحبة بالبر بالوالدين وخاصة بالأم والحرص على إسعادها بكل طريقة. ويكون التعبير أكثر رقة لو كان الابن شاعراً أو كانت الابنة شاعرة.
وفيما يلي مقتطفات من قصائد قالتها الشاعرة المصرية روحية القليني في أمها في أكثر من ديوان من دواوينها الشعرية.. .
حيث قالت هذه الأبيات في ديوان "أنغام حالمة" الذي أهدته لأمها:
يا من وهبت لنا الحياة أمـــومة
ممزوجة بالعطفوالرحمــــــات
وبمحكم القرآن توحــــي دائــــماً
بالأم أفديــــها وأبـــــــذل ذاتي
وأصونها في مقلتي من الردى
وأطيعها في الجهروالخطوات
لو لم تكن ربى وسرسعـــادتي
لعبدت أمي فهي نورحيـــــاتي
لكنني يــــا رب مؤمنـــــــة بمن
خلق الحيــــاة وأنزل الآيـــــات
وتتوجه الشاعرة إلى الله في قصيدة أخرى طويلة عنوانها (الأم)، نقتطف منها هذه الأبيات فتقول:
ووقفت في المحراب خاشعة وفي
نجوى الدعاء همست في السجـدات
يا رب صن أمــي وسـر سعـادتي
يا رب وأحفظـها بحـــق صـــلاتي
من ذا الذي أدعــوه غيرك حافظـا
أمـــي الحبيبـــــة أجمـــل المنحـات
هي بسمتي، هي عالمي، هي مؤنسي
وهــاديتي في أحلــــــــك الظلمــــاتِ
في قلبهـــا عطـف الوجــود بأسـره
كــم ذللــــت برضــــائها عقبــــاتي
تقسو الحيـــــاة فتمسح الدمع الذي
قد سال منهّـــــلاً على الوجنـــــاتِ
وتحيله بيــــد الحنــان بشــــاشـــة
تبـدو كطيف النور في القسمـــاتِ
وبعد أبيات عديدة تصف الشاعرة من خلالها حنان وتضحية الأم، تختتم قصيدتها بهذا البيت فتقول:
أمـــاه عفواً إن عجزت عن الوفاء
قــد جل حبك عن مــدى كلماتي
أن الحديث عن الأمومة حديث ممزوج بالعاطفة السامية الصادقة التي لا يشوبها زيف أو نفاق لأنها عاطفة فطرية.
داعياً الله أن يحفظ الأمهات ويجزيهن خير الجزاء، ويجمعنا معهن في الفردوس الأعلى من الجنة.