عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 09 / 2016, 36 : 12 PM   #3
رحيق مختوم 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 42605
+ تاريخ التسجيل » 08 / 04 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 47
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

رحيق مختوم غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ابدا باسم الله مستعينا راض به مدبرا معينا

نعم ايها الاخوة: فَالْعِلَّةُ الَّتِي خَلَقَ اللهُ تَعَالَى النَّاسَ لَهَا اَوْ مِنْ اَجْلِهَا: هِيَ الْعِبَادَةُ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ {لِيَعْبُدُونِ(نعم اخي: وَاللَّامُ فِي لِيَعْبُدُونِ: لَامُ التَّعْلِيلِ: نعم اخي: لَكِنْ مَاهِيَ اِرَادَةُ اللهِ فِي خَلْقِ هَؤُلَاءِ النَّاسِ لِيَعْبُدُوهُ؟ هَلْ هِيَ اِرَادَةٌ كَوْنِيَّةٌ؟ اَوْ شَرْعِيَّة؟ نعم اخي: لَكِنْ مَا هِيَ الْاِرَادَةُ الْكَوْنِيَّةُ؟ وَمَاهِيَ الْاِرَادَةُ الشَّرْعِيَّة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اَلْفَرْقُ بَيْنَهُمَا: اَنَّكَ اَخِي حِينَمَا تَسْاَلُ مَثَلاً عَنْ شَيْءٍ مَا هَلْ كَانَ اَمْ لَمْ يَكُنْ: فَاِنَّكَ تُلَاحِظُ: اَنَّهُ لَوْ كَانَ: لَاَرَادَهُ اللهُ كَوْناً: لَكِنْ هَلْ شَرَعَهُ فِي الشَّرْعِ: بِمَعْنَى هَلْ اَمَرَ بِهِ اَوْ نَهَا عَنْهُ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّهُ سُبْحَانَهُ اِنْ كَانَ شَرَعَهُ: فَهُوَ مُرَادُهُ تَعَالَى فِي اِرَادَةٍ شَرْعِيَّةٍ: وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ مَثَلاً: اَنْتَ الْيَوْمَ مَثَلاً اَخِي صَلَّيْتَ الْعِشَاءَ: فَهَذَا الْفِعْلُ وَهُوَ الصَّلَاةُ: هَلْ وَقَعَ اَوْ لَمْ يَقَعْ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: بَلْ وَقَعَ مِنْكَ هَذَا الْفِعْلُ: فَهَذَا الْفِعْلُ يُسَمَّى اِرَادَةً اِلَهِيَّةً كَوْنِيَّةً: لَكِنْ اَخِي: هَلْ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَمَرَكَ بِصَلَاةِ الْعِشَاءِ اَمْ لَمْ يَاْمُرْكَ؟ وَالْجَوَابُ: اَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَمَرَكَ: وَلِذَلِكَ فِعْلُكَ هَذَا وَهُوَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ: يُسَمَّى اَيْضاً اِرَادَةً اِلَهِيَّةً شَرْعِيَّةً اَرَادَهَا اللهُ لَكَ فِي شَرْعِهِ الْاِسْلَامِيِّ كَمَا اَرَادَهَا لَكَ فِي قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ الْكَوْنِيِّ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ: نعم اخي: وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ مَثَلاً آَخَرَ: وَهُوَ اِنْسَانٌ مَا لَمْ يُصَلِّ الْعِشَاءَ: بَلْ بَقِيَ جَالِساً فِي الْمَقَاهِي: نعم اخي: فَعَدَمُ صَلَاتِهِ اَوْ تَرْكُهُ لِلصَّلَاةِ حَصَلَ اَمْ لَمْ يَحْصَلْ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: بَلْ حَصَلَ: نعم اخي: فَهَذَا الَّذِي حَصَلَ مِنْهُ مِنْ تَرْكِهِ لِلصَّلَاةِ: هُوَ اِرَادَةٌ كَوْنِيَّةٌ اَرَادَهَا اللهُ فِي كَوْنِهِ اَنْ تَحْصَلَ بِاخْتِيَارِهِ هُوَ لَا بِاخْتِيَارِ اللهِ لَهُ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَاتَشَاؤُونَ(بِاخْتِيَارِكُمْ اَوْ عَدَمِ اخْتِيَارِكُمْ{اِلَّا اَنْ يَشَاءَ الله(نعم اخي: لَكِنْ هَلْ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَمَرَهُ بِتَرْكِ الصَّلَاةِ: وَالْجَوَابُ: اَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَاْمُرْهُ بِذَلِكَ: فَهَذَا الَّذِي حَصَلَ مِنْهُ مِنْ تَرْكِهِ لِلصَّلَاةِ بِاخْتِيَارِهِ هُوَ لَا بِاخْتِيَارِ اللهِ لَهُ: يُسَمَّى اِرَادَةً كَوْنِيَّةً لَاشَرْعِيَّةً: نعم اخي: فَهَذِهِ الْاِرَادَةُ الْكَوْنِيَّةُ وَالشَّرْعِيَّةُ: تَفْتَرِقُ مَعَ الْمَعْصِيَةِ فِي تَرْكِكَ لِلصَّلَاةِ مَثَلاً: وَتَجْتَمِعُ مَعَ الطَّاعَةِ فِي اَدَائِكَ لَهَا: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى: اَرَادَ طَاعَةَ الطَّائِعِ شَرْعاً وَاَمَرَهُ بِهَا وَوَفَّقَهُ اِلَيْهَا وَيَسَّرَهُ لِلْيُسْرَى وَهِيَ الْجَنَّةُ: وَاَرَادَهَا لَهُ كَوْناً اَيْضاً: وَلَمْ يُرِدْ مَعْصِيَةَ الْعَاصِي شَرْعاً: وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ اَرَادَهُ كَوْناً اَنْ يَكُونَ حَرّاً فِي اخْتِيَارِهِ لِلطَّاعَةِ اَوِ لِلْمَعْصِيَةِ: فَاِذَا اخْتَارَ الْمَعْصِيَةَ فَاِنَّ اللهَ اَرَادَهَا لَهُ كَوْناً: وَوَفَّقَهُ اِلَيْهَا: وَيَسَّرَهُ لِلْعُسْرَى: وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى{فَاِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ: فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ: عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِير( وَلِذَلِكَ فَاِنَّ طَاعَةَ الطَّائِعِ: تَجْتَمِعُ فِيهَا الْاِرَادَةُ الشَّرْعِيَّةُ مَعَ الْاِرَادَةِ الْكَوْنِيَّةِ: وَاَمَّا مَعْصِيَةُ الْعَاصِي: فَتَنْفَصِلُ فِيهَا الشَّرْعِيَّةُ عَنِ الْكَوْنِيَّةِ؟ لِاَنَّ اللهَ مَااَرَادَهَا لَكَ شَرْعاً اَخِي الْعَاصِي: بَلْ اَرَادَهَا لَكَ كَوْناً؟ لِاَنَّكَ اَنْتَ اخْتَرْتَهَا: وَلَمْ يُرْغِمْكَ سُبْحَانَهُ عَلَيْهَا: بَلْ تَرَكَكَ عَلَى اِلْهَامِكَ: وَلَمْ يُرْغِمْكَ اَيْضاً اَحَدٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ عَلَيْهَا: وَذَلِكَ بِحُكْمِ حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ الَّتِي اَعْطَاكَ اللهُ اِيَّاهَا: فَاِمَّا اَنْ تَتَزَوَّجَ الطَّاعَةَ: وَتُطَلِّقَ الْمَعْصِيَةَ: وَاِمَّا اَنْ تُطَلِّقَ الطَّاعَةَ: وَتَتَزَوَّجَ الْمَعْصِيَةَ: فَلَا الزَّوَاجُ يَحْصَلُ بِالْغَصْبِ: وَلَا الطَّلَاقُ يَقَعُ بِالْغَصْبِ: وَاِلَّا فَاِنَّهُ زَوَاجٌ بَاطِلٌ: وَطَلَاقٌ بَاطِلٌ اَيْضاً: وَلِذَلِكَ جَعَلَ اللهُ حُرِّيَّةَ اخْتِيَارِكَ اَمَانَةً فِي عُنُقِكَ: فَاَطْلَقْتَ لِنَفْسِكَ الْعَنَانَ فِي خِيَانَتِهَا: فَاَطْلَقَ اللُهُ لَكَ الْعَنَانَ اَيْضاً فِي التَّمَادِي فِي هَذِهِ الْخِيَانَةِ: جَزَاءً وِفَاقاً يُحَاسِبُكَ بِمُوجَبِهِ: عَلَى اسْتِهْتَارِكَ فِي مُرَاقَبَتِكَ لِجَلَالِ اللهِ وَعَظَمَتِهِ وَقَدَرِهِ: نعم اخي: فَاِذَا كَانَ اللهُ قَدْ اَعْطَاكَ حُرِّيَّةَ الِاخْتِيَارِ وَمَلَّكَكَ اِيَّاهَا تَمْلِيكاً: فَمِنْ حَقِّهِ هُوَ اَيْضاً اَنْ يَكُونَ لَدَيْهِ مَايَمْلِكُ مِنْ مُطْلَقِ هَذِهِ الْحُرِّيَّةِ فِي الِاخْتِيَار: فَاِمَّا اَنْ يَخْتَارَ لَكَ الْجَنَّةَ بِاِحْسَانِهِ وَتَفَضُّلِهِ عَلَيْكَ: وَاِمَّا اَنْ يَخْتَارَ لَكَ النَّارَ بِعَدْلِهِ: وَاِلَّا فَاِنَّ فَاقِدَ الشَّيْءِ لَايُعْطِيهِ: بِمَعْنَى: اَنَّهُ سَبْحَانَهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ يَمْلِكُ حُسْنَ التَّصَرُّفِ فِي حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ: وَلَوْ لَمْ يَكُنْ حُرّاً فِي اخْتِيَارِهِ سُبْحَانَهُ: فَمِنْ اَيْنَ جَاءَ بِهَذِهِ الْحُرِّيَّةِ الَّتِي اَعْطَاكَ اِيَّاهَا فِي حُسْنِ اخْتِيَارِكَ اَخِي اَوْ سُوءِ اخْتِيَارِكَ: هَلْ جَاءَ بِهَا مِنْ اِلَهٍ آَخَرَ مَثَلاً: تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيرَا: نعم اخي: فَاِذَا كَانَ اللهُ مَحَبَّةً: فَلَيْسَتْ هَذِهِ الْمَحَبَّةُ عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي يَفْهَمُهُ الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ: وَاِنَّمَا هِيَ عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي يَفْهَمُهُ اَحْقَرُ عَامِّيٍّ مِنْ عَوَامِّ النَّاسِ: وَلَدَيْهِ مِنَ الْفَهْمِ وَالْحِكْمَةِ: مَالَيْسَ عِنْدَ اَكَابِرِ رِجَالِ دِينِهِمْ وَقَسَاوِسَتِهِمْ: وَهُوَ قَوْلُهُ: اِذَا كَانَ حَبِيبُكَ عَسَلاً: فَلَا تَلْحَسْهُ كُلَّهُ: نعم اخي: فَاَنْتَ حِينَمَا تَلْحَسُ مِنْ جَلَالِ اللهِ وَقَدْرِهِ وَعَظَمَتِهِ وَقُدُّوسِهِ مِمَّا لَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ: فَمَاذَا اَبْقَيْتَ مِنْ اُلُوهِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ وَاَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ مَايَسْتَحِقُّ اَنْ تُحِبَّهُ بِهِ عَلَى اَسَاسٍ مِنَ الِاحْتِرَامِ الْمُتَبَادَلِ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ سُبْحَانَهُ: وَهَلْ هَذِهِ الْمَحَبَّةُ الصَّلِيبِيَّةُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ تُسَمَّى مَحَبَّةً: اَمْ تُسَمَّى سُخْرِيَةً وَاسْتِهْزَاءً بِمَقَامِ اللهِ الْقُدُّوسِ وَجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ: نعم اخي: فَالْاِرَادَةُ الشَّرْعِيَّةُ: هِيَ مَااَمَرَ اللهُ بِهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الشَّرْعِ: وَالْاِرَادَةُ الْكَوْنِيَّةُ: هِيَ مَااَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَشَاءَ اَنْ يَقَعَ بِالْفِعْلِ: نعم اخي: وَلِذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُون(اَللَّامُ هُنَا فِي كَلِمَةِ لِيَعْبُدُونِ وَهِيَ لَامُ التَّعْلِيلِ اَخِي: هَذِهِ اللَّامُ: هَلْ تُوضِحُ الْاِرَادَةَ الْكَوْنِيَّةَ؟ اَمِ الْاِرَادَةَ الشَّرْعِيَّةَ؟ بِمَعْنَى هَلْ اَرَادَ اللهُ بِهَا اِرَادَةً كَوْنِيَّةً: اَمْ اِرَادَةً شَرْعِيَّة؟ نعم اخي: وَالْجَوَابُ الرَّاجِحُ هُنَا: هُوَ الْاِرَادَةُ الشَّرْعِيَّةُ: لَكِنَّ الْعُلَمَاءَ اخْتَلَفُوا فِي مُرَادِ اللهِ هُنَا عَلَى قَوْلَيْنِ: فَبَعْضُهُمْ قَالَ اِنَّهَا شَرْعِيَّةٌ وَهُوَ الْقَوْلُ الرَّاجِحُ اِنْ شَاءَ الله: بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَهُمْ؟ لِيَاْمُرَهُمْ بِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ: فَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ: وَمِنْهُمْ مَنْ لَايَعْبُدُ: بِمَعْنَى اَنَّ الْعِبَادَةَ هُنَا: هِيَ عِبَادَةٌ شَرْعِيَّةٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حِينَمَا اَمَرَهُمْ اَنْ يَعْبُدُوهُ: وَلَكِنَّهَا عِبَادَةٌ غَيْرُ مُلْزِمَةٍ لَهُمْ بِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مِنْ عَوَاقِبَ فِي الدُّنْيَا نَتِيجَةَ تَجَاهُلِهِمْ لَهَا: وَلَكِنَّ تَجَاهُلَهُمْ لَهَا: مُلْزِمٌ لَهُمْ: بِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ عَوَاقِبَ وَخِيمَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَا اِكْرَاهَ فِي الدِّينِ(أَيْ فِي الْعِبَادَةِ وَالتَّوْحِيدِ{فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ: وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ: اِنَّا اَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ(الَّذِينَ تَجَاهَلُوا هَذِهِ الْعِبَادَةَ: عَوَاقِبَ وَخِيمَةً وَهِيَ{نَاراً اَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا: وَاِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ: بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقَا(وَنُلَاحِظُ هُنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: اِحْتَرَمَ حُرِّيَّةَ الْاِنْسَانِ: وَاحْتَرَمَ عَقْلَهُ وَتَفْكِيرَهُ فِيمَا يَخْتَارُ مِنْ عِبَادَةٍ: وَلَمْ يُلْزِمْهُ عَلَى عِبَادَةٍ لَايُرِيدُهَا وَلَوْ كَانَتْ قَائِمَةً عَلَى تَوْحِيدِهِ سُبْحَانَهُ: بِمَعْنَى اَنَّهُ لَمْ يَفْرِضْ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ مَحَبَّتَهُ بِالْقُوَّةِ: وَاِنَّمَا بِاخْتِيَارِ هَذَا الْاِنْسَانِ: دُونَ ضَغْطٍ اَوْ اِكْرَاهٍ مِنْ اَحَدٍ عَلَيْهِ: فَمَاذَا يُرِيدُ الْخَنَازِيرُ الصُّلْبَانُ الْخَوَنَةُ مِنَ اللهِ الْمَحَبَّةِ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ!؟ هَلْ يُرِيدُونَ اَنْ يَفْرِضَ اللهُ مَحَبَّتَهُ عَلَى مَخْلُوقَاتِهِ بِقُوَّةِ السَّيْفِ: اَوْ بِقُوَّةِ الصَّلِيبِ: اَوْ بِقُوَّةِ الْفِدَاءِ الصَّلِيبِيِّ الْكَاذِبِ الَّذِي يَزْعُمُونَهُ لِخَطَايَا الْبَشَرِيَّةِ مِمَّنْ اَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ بِزَعْمِهِمْ: لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ وَعَلَى صُلْبَانِهِمُ الْقَذِرَة: وَهَلْ يَسْتَحِقُّ فِدَاءً لِخَطَايَاهُ مَنْ تَجَاهَلَ اللهَ فِي قَلْبِهِ وَعَقْلِهِ وَاَحَبَّ غَيْرَهُ: زَاعِماً حُبَّهُ بِكُلِّ اَحَاسِيسِهِ وَمَشَاعِرِهِ: زَاعِماً اَنَّهُ ابْنُ اللِه: بَلْ هَلْ نُكَافِىءُ ابْنَ اللهِ الَّذِي فَدَى خَطَايَانَا بِزَعْمِهِمْ عَلَى الصَّلِيبِ: بِاَنْ نَاْكُلَ مِنْ لَحْمِهِ! وَنَشْرَبَ مِنْ دَمِهِ! اَلَا يُذَكِّرُنَا هَذَا: بِقِصَّةِ الْكَلْبِ الَّذِي اَنْقَذَ صَاحِبَهُ فِي الصَّحْرَاءِ الْقَاحِلَةِ مِنْ دُبٍّ مُتَوَحِّشٍ مُفْتَرِسٍ كَادَ اَنْ يَاْكُلَهُ: فَمَاذَا كَانَتْ مُكَافَاَةُ هَذَا الْكَلْبِ اِلَّا اَنْ ذَبَحَهُ صَاحِبُهُ وَاَكَلَهُ بَعْدَ اَنْ كَادَ يَهْلِكُ مِنَ الْجُوعِ!؟ نعم اخي: وَاَمَّا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ فَقَالَ لِلْاَسِيرَةِ الَّتِي اَنْقَذَتْهَا نَاقَتُهَا وَنَذَرَتْ اَنْ تَذْبَحَهَا اِنْ اَوْصَلَهَا اللهُ سَالِمَةً بِهَا اِلَى الْمَدِينَةِ: بِئْسَمَا جَزَيْتِهَا لَا وَفَاءَ لِنَذْر ٍفِي مَعْصِيَةِ اللهِ: وَهَذَا هُوَ دِينُنَا الْاِسْلَامِيُّ الَّذِي يَرْاَفُ بِالْاِنْسَانِ وَالْحَيَوَانِ: وَلَايَكْتَفِي بِالرَّاْفَةِ بِالْمُجْرِمِ: بَلْ يَرْاَفُ بِالضَّحِيَّةِ اَيْضاً: وَلِذَلِكَ رَاَفَ بِالْمُجْرِمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَسِيراً: اِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ( وَرَاَفَ بِالضَّحِيَّةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِاَنَّهُمْ ظُلِمُوا: وَاَنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير: اَلَّذِينَ اُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ اِلَّا اَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ: وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ{لَفَسَدَتِ الْاَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِين( نعم ايها الاخوة: اَلْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: اَنْقَذَنَا بِزَعْمِهِمُ الْبَاطِلِ: مِنْ خَطَايَا كَادَتْ تُهْلِكُنَا: بِفِدَائِهِ لَهَا عَلَى الصَّلِيبِ: بِمَا سَالَ مِنْ دِمَائِهِ: وَبِمَا تَحَمَّلَ مِنْ آَلَامٍ وَاَوْجَاعٍ اَزْهَقَتْ رُوحَهُ بِزَعْمِهِمْ: فَمَا حَاجَتُنَا بَعْدَ ذَلِكَ اِلَى اَنْ نَاْكُلَ مِنْ لَحْمِهِ وَنَشْرَبَ مِنْ دَمِهِ: هَلْ لِنَزِيدَ مِنْ آَلَامِهِ وَاَوْجَاعِهِ الَّتِي تَحَمَّلَهَا مِنْ اَجْلِنَا بِزَعْمِهِمْ: يَبْدُو اَنَّهُ لَمْ يَعُدْ مِنْ رَاحَةٍ لِجَسَدِ الْمَسِيحِ اَبَداً لَا قَبْلَ الْمَوْتِ وَلَابَعْدَ مَوْتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام: نعم اخي: فَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {لِيَعْبُدُونِ(مَعْنَاهَا الْاِرَادَةُ الْاِلَهِيَّةُ الشَّرْعِيَّةُ: وَهَذَا هُوَ الرَّاجِحُ: وَهَذَا هُوَ قَوْلُ سَيِّدِنَا الْاِمَامِ عَلِيِّ بْنِ اَبُو طَالِبٍ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآَيَة: نعم اخي: وَهُنَاكَ قَوْلٌ آَخَرُ اَيْضاً غَيْرُ رَاجِحٍ مَرْوِيٌّ عَنِ السَّلَفِ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَالضَّحَّاكِ: وَغَيْرِهِمْ: يَقُولُ عَنْ هَذِهِ الْاِرَادَةِ الْمَعْبُودِيَّةِ الْمَاْلُوهِيَّةِ التَّوْحِيدِيَّةِ: اَنَّهَا اِرَادَةٌ اِلَهِيَّةٌ كَوْنِيَّةٌ: فَقَالُوا{وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُونِ(بِمَعْنَى: اَنَّهُمْ لَابُدَّ اَنْ يَعْبُدُوا: وَنَقُولُ لِهَؤُلاء: هُنَاكَ كَثِيرٌ مِنَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ: لَمْ يَعْبُدُوا: وَلَمْ يُوَحِّدُوا: قَالُوا: نُجِيبُ عَنْ ذَلِكَ بِجَوَابَيْنِ:

  رد مع اقتباس