منتديات الوئام - عرض مشاركة واحدة

01 / 09 / 2014, 31 : 10 PM

رحلتي الباهرة إلى عالم الفطريات الساحرة 31 آب 2014

د . عدنان جواد الطعمة

إعتدت منذ عام 1993بالقيام سنويا عدة مرات لزيارة الغابات حول مدينتنا و المدن النائية

للبحث و جمع الفطريات المختلفة . وللمرة الخامسة سافرت إلى الغابات الممتدة بين

قرية روزن تال و قرية رودا في منطقة فالدبورج يوم أمس الموافق 31 آب 2014

من الساعة الثانية عشرة ظهرا إلى الساعة السادسة و النصف عصرا .

وصلت الغابة في الساعة الواحدة إلا ربع و حملت سلتي و السكين و العصا والكامرة

ودخلت الغابة مباشرة بالقرب من موقف السيارات . كانت السماء ملبدة بالغيوم .

بدأت قطرات المطر تتساقط . إحترت بادئ الأمر ما بين العودة إلى بيتنا إذا اشتدت

الأمطار وبين مواصلة السير والبحث عن الفطريات في عرض و طول الغابات . قلت في

نفسي أنك قد قطعت مسافة طويلة من أجل جمع الفطريات فلا داعي للعودة

و قررت مواصلة الرحلة في البحث عن الفطر يات و قلت أيضا المبلل ما يخاف من المطر .

أرتديت معطفي الخفيف من النايلون ضد الأمطار و غطيت رأسي بالقبعة و غطاء المعطف

و توكلت على الله وسرت في طريقي موجها عدسات عيني و الكامرة و حاملا خرجي

على ظهري و ماسكا عصاتي . و فجأة وجدت فطر صغير من النوع الممتاز إسمه كراوزه

غلوكه و فتحت سكيني و قطعته من جذوره . وحمدت الله و سرت بعض خطوات فوجدت

نفس الفطر بحجم أكبر شوية . إن بعض الأصدقاء الألمان إذا وجدوا فطرا صغيرا لا

يأخذوه . وأنا مقتنع بأن الفطر الصغير أيضا له قيمته خاصة إذا وجدت 10 قطع منه .

حبة حبة تصير كبة ههههههههه

وهكذا استمريت بالسير و البحث فوجدت كميات كثيرة من الفطر الصلب اللذيذ شتاين

بيلتز، كان نصفه مصابا بالرطوبة لكثرة الأمطار وقسم منه خايس و عفن . جمعت القطع

الصالحة و تركت القطع الأخرى المتقتة . وبين لحظة وأخرى وجدت فطرا لذيذا إسمه

براون كبا لونه بني قهوائي جميل و بأحجام مختلفة تسر الناظرين .

ثم وجدت فطرا مميزا أيضا إسمه مارونن بكميات لابأس بها وقسم منها ممرودا ومتفتتا

نتيجة الأمطار و عوامل التعرية و التآكل تاكله الحشرات . المهم إخترت الصالح منه .

من صفات هذا الفطر تظهر عليه بصمات خضرة اللون .لابد لي أن أشير أن الفطريات عالم

خاص بها و فيها آلاف الأنواع المنتشرة في كافة غابات ألمانيا و أوروبا و امريكا والعالم

أجمع . ينبغي علينا دراسة كل فطر و فصيلته و مزاياه و طعمه و لونه و أيضا دراسة

الفطريات السامة التي تشبه الفطر الصالح . سبحان الله على خلقه إنا خلقناكم زوجين

إثنين هنا أقصد بالتوأم أي كل فطر صالح له فطر سام يشبه بالشكل و اللون و لكن هناك

صفات أخرى مختلفة .

لدي في مكتبتي العامرة حوالي 30 كتابا و موسوعة عن الفطريات بالألمانية والإنكليزية

. هناك قد نجد فطريات في روسيا أو أمريكا تحمل نفس الصفات و الألوان والشكل عن

فطريات ألمانيا إلا أن الفطريات في روسيا وأمريكا سامة وغير صالحة عن الفطريات

الألمانية والعكس صحيح . قبل سنوات تسممت عوائل روسية مع أطفالها و جمعت

فطريات ألمانية سامة في حين أن نفس الفطريات في روسيا صالحة .

المهم يجب أن نتعلم و نميز بالفطريات الصالحة و الفطريات السامة لكي لا نقع في

غلطة أو أكلة بتكون الأكلة ألخيرة والمثل العربي الشعير يقول : رب أكلة منعتك من أكلات

أنا أتقن معرفة خمسين نوعا من الفطريات ، لكني أجمع فقط عشرة أنواع لأني متأكد من سلامتها .

إستمريت بالسير من غابة إلى أخرى ومن تل وهضبة إلى أخرى في الغابات المترامية

الأطراف جامعا كل فطر صحي و مصورا معظم الفطريات التي جمعتها و أيضا الفطريات

السامة المشابهل للفطريات الصالحة . كل شجرة تقريبا لها نوع الفطر الذي يحمل صفات

الشجرة يا سبحان الله . الأشجار الأبرية مثل شجرة عيد الميلاد و غيرها تتكاثر تحت

سيقانها أو جذوعها أو بالقرب منها أمامها أو حولها فطريات أهمها شتابن بيلتز أو براون

كابه أو كرازه كلوكه . بينما كنت منهمكا بالبحث و السير شاهدت أمام وتحت شجرة

البتولا التي أحبها 6 فطريات شجرة البتولا التي فقدتها من زمان في مدينتنا ، حيث كانت

مساحة واسعة من غابة مدينتنا بالقرب من مستشفى الجامعة مملوءة بأكثر من ستة

أنواع من فطريات شجرة البتولا بعدة ألوان زاهية كالأحمر والبرتقالي والأصفر و الرمادي

وغيرها من الألوان . للأسف الشديد من أجل بناء مبنى إضافي لمعهد الكيمياء و مباني

الجامعة والمستشفى تم هدم و قص أشجار البتولا .

لذا فرحت جدا يوم أمس بجمع فطريات البتولا التي عملت منها اليوم شوربة أو حساءا

مشهيا . ثم وجدت فطر الزبدة الراقي بلونه وطعمه و كذلك فطر الرمل و غيرهما .

وجدت كميات لابأس بها يمكن كيلوين من فطر كراوزه غلوكه بدأت بتنظيفه و قصه .

أصبحت السلة بالنسبة لي جدا ثقيلة بالإضافة إلى كيس من قماش وضعت فيه فقط

فطر كراوزه غلوكه . كنت أحمله بيدي اليسرى والعصا باليد اليمنى لكي أتكئ عليها عند

صعودي المرتفعات و لكي لا أزلق واتدحرج . أما الخرج فهو ثقيل أيضا فيه كامرتين

و فاكهة و بلوز و أشياء أخرى وكتالوجا عن الفطريات إذا اشتبهت بواحد منها .

مشيت ، الله أعلم ، أكثر من 12 كيلومترا لمدت تزيد عن خمس ساعات و عملت فقط

ربع ساعة إستراحة تناولت الفاكهة قبل عودتي إلى مدينتنا .

كانت غنيمة هذه الرحلة جدا غنية لتعدد أنواع الفطريات التي قمت بالمساء تنظيفها

و قصها و وضعها في أكياس في المجمدتين و جففت منها كميات كافية لعمل الحساء

و طبخت فطر شتاين بلتز لغداء و عشاء اليوم .

أتمنى أن تستفيدوا من هذه المعلومات و تستمتعوا بصورها

دمتم بودي و احترامي
تقبلوا مني عاطر تحياتي

د .عدنان

ألمانيا في 1 سبتمبر 2014