عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 05 / 2012, 43 : 06 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي حالك أفضل من غيرك


تعطّل جهاز التكييف في سيارتي فجاءة ظهر يوم أمس، وكانت الساعة تشير حينذاك إلى حوالي الواحدة والنصف ظهراً. ونظراً لوجود التزامات كان يجب علىّ أن أنجزها في أكثر من مكان فقد استخدمت السيارة بدون تكييف، مع العلم بأن درجة الحرارة كانت قد قاربت الـ 40 درجة مئوية، ولم يكن أمامي إلا الصبر وأنا أرثي لحالي في ذلك الوقت.
بعد دقائق معدودة تجاوزتُ شاحنة صغيرة كانت تحمل بعض الأشخاص في "حوض" الشاحنة وكانوا تحت أشعة الشمس مباشرة. قارنت حالي بهم فوجدت بأن وضعي افضل حالاً من وضعهم، حيث أني بداخل السيارة ولست مثلهم تحت أشعة الشمس مباشرة فحمدت الله على ذلك، ودعوته سبحانه وتعالى بأن يعينهم ويساعدهم.
بعد ذلك بفترة بسيطة مررت بمجموعة كبيرة من الفنيين والعمال الذين كانوا يقومون باستكمال"سفلتة" أحد الشوارع تحت اشعة الشمس الشديدة وفوق "الأسفلت" الحار الذي كانوا يفرشونه قبل تمهيده، وقلت في نفسي: سبحان الله . . اجتمعت عليهم حرارة الجو، وأشعة الشمس الحارقة من فوقهم، وحرارة الأسفلت في الشارع من أسفلهم . . ومع هذا أراهم يعملون بجد بينما كنت أنا إلى قبل دقائق أرثي لحالي بسبب تعطل مكيّف السيارة.

بعد ان تجاوزت المجموعة التي كانت تقوم بأعمال السفلتة للشارع شعرت بأنهم أفضل حالاً مني في تقبل وضعهم الذي كانوا فيه، فعلى الرغم من أن ظروفي المكانية كانت أفضل بكثير من ظروفهم، إلا أنني كنت متاففاً في البداية إلى أن شاهدت غيري أسوى مني ظروفاً، ولكنهم كانوا أفضل منّي تقبلاً لواقعهم.
تذكرت بعد ذلك الكثير من المواقف التي تمر بنا فنتعامل معها وكأنها نهاية العالم، بينما لو تعاملنا معها بهدوء وقارنّا أوضاعنا بغيرنا ممن تكون أوضاعهم أكثر منّا صعوبة لوجدنا بأن ذلك الغير قد تقبّل وضعه وتعامل معه بعقلانية، ولم يجعلها تؤثر عليه وتعيق حياته.

إن في حياتنا الكثير من الصعاب التي نمر بها، بل إنه لا يوجد أي شخص منّا لم يُعانِ من مشكلة في حياته، ولكن الفرق بين الأشخاص هو في التعامل مع المشاكل التي تواجههم.
فقد تكون تلك الصعاب إيذاناً بتغيير إلى الأفضل، فالفشل والإخفاقات قد تكون بداية لإصلاح أخطائنا، وقد تكون سبباً لأكتشاف بعض الملكات التي لم نكن نعلم باننا نملكها.
من الأفضل أن نتعامل مع المواقف المزعجة الطارئة بحكمة ورغبة وعزيمة لتجاوزها بدلاً من الإنكسار أمامها، فنحن بأيدينا وحسب نظرتنا لما نواجهه أن نشعر بالإحباط فننكسر، أو أن نستفيد من الفشل ليكون بداية لإصلاح أخطائنا، والسير إلى الأمام.

ودمتم سالمين.

  رد مع اقتباس