عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 08 / 2002, 03 : 05 AM   #1
أمة الله 
وئامي مجتهد

 


+ رقم العضوية » 2522
+ تاريخ التسجيل » 17 / 05 / 2002

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 151
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

أمة الله غير متواجد حالياً

افتراضي اقرؤها قبل أن يسألكم السائلون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا قيل لنا أن شخصا نصّب نفسه متحدثا عن جهة ما و أخذ يطلق بالتصريحات من غير دراية و لا رويّة ، وهذه التصريحات لا تعبر في الحقيقة عن رأي تلك الجهة .
فما المفترض أن يفعل بهذا الشخص من قبل تلك الجهة ؟
الجواب واضح وهو : الــعــقــــــــــاب .
و العقاب يختلف خفة و شدة حسب قوة تلك الجهة وضعفها وحسب التصريحات التي تكلم بها الشخص من حيث الأهمية وعدمها .
فما بالنا لو نصب شخص نفسه متحدثا عن الله عزوجل وأخذ يطلق الفتاوى للناس في الأحكام الشرعية من غير رويّة ولا دراية دراية كاملة بالأحكام الشرعية و مصادرها ، أليس الأمر جد خطير ، إذن فلنقرأ السطور الآتية :
إن موضوع الفتوى هو بيان أحكام الله تعالى , وتطبيقها على أفعال الناس , فهي قول على الله تعالى .
ولذا شبه القرافي المفتي بالترجمان عن مراد الله تعالى , وجعله ابن القيم بمنزلة الوزير الموقع عن الملك قال :
" وإذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله , ولا يجهل قدره , وهو من أعلى المراتب السنيات , فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسموات ؟ فحقيق بمن أقيم في هذا المنصب أن يعد له عدته , وأن يتأهب له أهبته , وأن يعلم قدر المقام الذي أقيم فيه , ولا يكون في صدره حرج من قول الحق والصدع به ; فإن الله ناصره وهاديه ....... وليعلم المفتي عمن ينوب في فتواه , وليوقن أنه مسئول غدا وموقوف بين يدي الله " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منهم رجل يسأل عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه , ولا يحدث حديثا إلا ود أن أخاه كفاه .
وقال سحنون : " أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه "
فالذي ينبغي للعالم أن يكون متهيبا للإفتاء , لا يتجرأ عليه إلا حيث يكون الحكم جليا في الكتاب أو السنة , أو يكون مجمعا عليه , أما فيما عدا ذلك مما تعارضت فيه الأقوال والوجوه وخفي حكمه , فعليه أن يتثبت ويتريث حتى يتضح له وجه الجواب , فإن لم يتضح له توقف .
و نقل عن الإمام مالك أنه ربما كان يسأل عن خمسين مسألة فلا يجيب في واحدة منها , وكان يقول : " من أجاب فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنة والنار , وكيف خلاصه , ثم يجيب " .
وعن الأثرم قال : " سمعت أحمد بن حنبل يكثر أن يقول : لا أدري " .
و ختاما : أنه ما جعلني اذكر هذا الأمر إلا لما رأيت أن هناك ممن ينسبون إلى طلبة العلم أخذوا يتسارعون و يتسابقون و يفتون فيما لا يعلمون بل وينكرون على من هم أعلم منهم ، و يا ليتهم ينكرون عليهم بنفس طيبة و أسلوب حسن....
فالله المستعان .

منقول

  رد مع اقتباس