الموضوع: إظهار المشاعر
عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 11 / 2013, 31 : 07 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي إظهار المشاعر


تعاني بعض الأسر من الصمت المطبق في التعبير عن مشاعر المحبة وإظهارها بين أفرادها سواء كان ذلك بين الزوج ورفيقة دربه، أو بين الوالدين وأبنائهما.
وقد يكون المبرر لبعض هؤلاء في عدم إظهارهم لمشاعرهم الودية هو أنهم لم يتربوا على ذلك لكونهم لم يتعودوا سماع كلمات الحب والتشجيع أثناء طفولتهم يقولها الوالدان تجاه بعضهما البعض.
وقد يكون من المبررات أيضاً أن بعض الأزواج يتخوفون من أن يُساء فهم توددهم لزوجاتهم ويؤدي إلى تعاليهن عليهم، وأن يقلل من شانهم في أعين الزوجات.
وفات على هؤلاء بأن يقتدوا بسيد البشر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي كان يُظهر محبته لأهل بيته، بل أنه صلى الله عليه وسلم فداه نفسي قد أوصانا بأن نعبّر عن حبنا لكل من نحبه بعبارة "أُحبك في الله".

ويختلف الناس من حيث قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم الودية تجاه الغير، فمنهم من يعبّر عن ذلك بالقول والفعل، ومنهم من يعجز عن الكلام بسبب الخجل أو الخوف ولكنه لا يعجز عن التعبير عن ذلك بعينيه التي تظهر من خلالهما حقيقة المشاعر. ولعل ما يؤكد ذلك ما قاله ابن القيم رحمه الله: "إن العيون مغاريف القلوب، بها يُعرف ما في القلوب وإن لم يتكلم صاحبها".

إن إظهارنا لمشاعر المحبة الصادقة تجاه من نحب يُسعدهم ويُشعرهم بقيمتهم ومكانتهم في نفوسنا، ويجعلهم –في المقابل– يتفانون في التعبير عن مشاعرهم تجاهنا قولاً وفعلاً.
فكم ستشعر الزوجة بالمحبة والأمان عندما تجد بأن زوجها يحرص على مشاعرها في كل وقت، وعندما يزيل همومها ويمسح دموعها، وغير ذلك من المبادرات التي يكون لها كبير الأثر في نفسها.
وكم سيشعر الزوج بالسعادة عندما يلمس حرص زوجته على ما يحبه زوجها، وكم سيكون ممنوناً لها إذا جعلت من بيتهما مركزاً للدفء والحنان.

إن إظهار مثل هذه المشاعر هو بمثابة المطر الذي سيتبعه بأذن الله الربيع الدائم الذي سيغمر العلاقة بين الطرفين، ذلك الربيع الذي سيجعل أغصان الحياة والحب تورق في أعماقنا فلا تدع للتوتر أو الفراغ العاطفي مدخلاً إليها ، حيث سنغرس من خلال إظهارنا لمشاعر المحبة ما سنجنيه من الخير بقية أيام العمر.

إن البعض يربط دائماً صفة البخل بمن يحب جمع المال من دون أن يصرفه، وغاب عنهم بأن البخل بإظهار المشاعر الموّدة هو أكثر تأثيراً على النفوس من البخل بالمال، فكم من بخيل بالمشاعر قد عاش سنوات عديدة مع أهل بيته مغدقاً عليهم من ماله من دون أن يُظهر محبته لهم قولاً، فكانت النتيجة هي شعور أهل بيته بالحرمان العاطفي مما قد يضطرهم للبحث عما ينقصهم خارج البيت.

إننا مُطالبون بأن نُظهر الكرم الصادق في مشاعر المحبة تجاه الجميع وخاصة تجاه أفراد الأسرة، ولنحرص على أن نغرس وننمي في نفوس أبنائنا القدرة على التعبير عن مشاعر مودتهم للآخرين لنضمن بمشيئة الله زيادة مساحة الحب في حياتنا حاضراً ومستقبلاً.

  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عبدالله 12 على المشاركة المفيدة:
رآنيا  (21 / 11 / 2013)