عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 04 / 2011, 31 : 10 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الإنسان والتغيير


قرأت موضوعاً يتعلق بدراسة ردود الأفعال لدى الضفدع وذلك من خلال تطبيق تجربتين تم إجرائهما من قبل مجموعة العلماء المعنيين بدراسة السلوكيات المختلفة لدى الضفدع، وذلك عندما قاموا في التجربة الأولى بوضع ضفدع في إناء بهماء شديد الحرارة، فما كان منه إلا أن أخذ يقفز عدة مرات حتى تمكن من الخروج من الإناء الذي وُضع فيه.
وفي التجربة الثانية، وضع العلماء الضفدع في إناء مشابه للإناء الأول به ماء درجة حرارته عادية، حيث لاحظ المعنيون بالتجربة بأن الضفدع قد ظل بداخل الإناء بدون أن يحاول الخروج منه كما فعل سابقاً. وبعد مرور بعض الوقت اخذوا في رفع درجة حرارة الماء بالتدريج وببطء وإلى أن وصلت درجة حرارة الماء إلى درجة الغليان، ووجدوابأن الضفدع قد بقي في الماء حتى مات دون أن يحاول الخروج من الإناء كما فعل في التجربة الأولى.
وقد فسر العلماء ما حدث بأن الجهاز العصبي للضفدع لا يستجيب إلا للتغيرات الحادة والمفاجئة، أما التغيّر البطيء على المدى الطويل فإن الجهاز العصبي للضفدع لايستجيب له، وهذا يفسر لماذا قفز الضفدع من الإناء في التجربة الأولى بسبب شدة حرارة الماء التي كانت مفاجئة له، بينما بقي في الإناء في التجربة الثانية لأن درجة حرارة الماء كانت عادية ثم تدرجت في الارتفاع ببطء بمرور الوقت.
والآن نصل إلى علاقة هاتين التجربتين بالإنسان والتغيير، والتي يمكن اختصارها بأن التغيرات المحيطة بمعظمنا تكون في الغالب تغيرات كثيرة، ولكن معظمها تغييرات بطئيه لا نعطيها حقها من الاهتمام والاستجابة والتعامل، مما يؤدي إلى تقصيرنا في أشياء كثيرة دون أن نشعر.
ولعل أكثر ما يمكن الاستفادة منه بالنسبة للتجربة الثانية هو أن نبدأ بالتفكير بعمق عن مدى تفاعلنا مع ما نواجهه من متغيرات متتالية تمر علينا في حياتنا الخاصة وفي المجتمعات التي نعيش بها وتلك التي من حولنا، وأن نجعل لنا محطات توقف على فترات متقاربة لنعرف تأثير أي متغيرات علينا لنحدد مواقفنا منها، ولنقارن مدى استفادتنا منها، أو خسارتنا لا قدر الله، وحتى لا نكون كالضفدع الذي تغيرت درجة حرارة الماء من حوله بدون أن يفطن لذلك، فكانت النتيجة أن لقي حتفه في مكانه.
وقد يكون أهم تلك التوقفات المطلوبة هي أن نقارن وضعنا الحالي بما كنا عليه في أوقات ماضية وذلك بالنسبة لعلاقتنا مع الخالق سبحانه وتعالى، وهل نحن أقرب إليه الآن مما كنا عليه في السابق؟. كما ينبغي أن تكون لنا وقفات مع النفس لنقيّم علاقاتنا مع الغير وخاصة الأسرة، ونقيّم ما اكتسبناه من معارف وعلوم على المستوى الشخصي، وهل سعينا إلى تطوير أنفسنا وزيادة معرفتنا بما هو مفيد؟، أم أننا أشغلنا أنفسنا بما لا يفيد حتى تعدانا الآخرون؟.


وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه.

  رد مع اقتباس