عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 05 / 2011, 31 : 02 PM   #8
د.ساري الرياض 
العضويه الماسيه

 


+ رقم العضوية » 36200
+ تاريخ التسجيل » 12 / 05 / 2008

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,037
+ معَدل التقييمْ » 254
شكراً: 1
تم شكره 11 مرة في 11 مشاركة

د.ساري الرياض غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نشر الفرح في حياتنا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله 12 نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تتناوب الأيام في تلوين الحياة بين الفرح، والحزن، والانتظار للمجهول،
وعندما نقارن بين الفرح والحزن في حياتنا نجد بأن فترات الفرح في مجملها أقل من حيث الكم من فترات الحزن أو عدم الرضا،
وفي المقابل نجد أن فترات أو لحظات الفرح وإن كانت قصيرة فإنها تُلغي ما قبلها من فترات الحزن وإن طالت.
وتكون المشكلة الكبرى عندما تخلو حياة البعض من الفرح، ولا يكون للفرح أي مساحة فيها.
ما دعاني لذكر هذه المقدمة هو حوار جرى بين أب وابنه، بعد أن أحضر الابن نتيجته الدراسية للفصل الدراسي الأول الماضي، وتبيّن للأب بأن نتائج ابنه قد تراوحت بين الممتاز والجيد جداً في كل المواد تقريباً ما عدى مادة التعبير التي لم يتحصل فيها الابن على درجة النجاح، فكان هذا الحوار القصير (باللهجة العامية) بين الأب وابنه:
الأب: فيه أحد يرسب في مادة التعبير؟
الابن: . . . . (لا جواب).
الأب: ممكن تقول لي كيف رسبت في التعبير؟
الابن: ما قدرت أجاوب.
الآب: ليش . . وش السؤال إللي جاكم؟.
الابن: السؤال اللي جانا كان يقول: أكتب عن الفرح في حياتك؟.
الأب: وبعدين؟
الابن: ما عرفت وش أكتب، وقدمت الورقة فاضيه.
الأب: وليش ما كتبت عن الفرح في حياتك؟
الابن: ( وعيناه دامعتان ) لأني ما عرفته، ولا تعودت عليه . . . كل حياتي في البيت تهديد وأوامر.

اكتفي بهذا الجزء من الحوار الذي يعبّر عن حال شريحة ليست قليلة من الأبناء والبنات والزوجات في المنازل نتيجة لتعامل بعض الآباء والأزواج معهم.
فكم هو مؤلم ما ذكره هذا الابن عن حاله وحال غيره ممن تختفي قناديل الفرح من بيوتهم على الرغم من سهولة إيجادها.
عندما نبحث عن المصدر الرئيسي للفرح، نجد بأن الإنسان هو دائماً من يصنع الفرح ويدخل البهجة والسرور على نفسه وعلى الآخرين، وهو أيضاً الذي يتسبب بالحزن والكآبة التي قد تصل إلى مرحلة الإحباط، فيُحبط نفسه وغيره.
من المؤسف أننا نجد أن بعضاًً من الآباء لا يخصصون وقتاً كافياً ليقضوه مع أسرهم يستمعون إليهم ويمازحوهم، حيث تتوزع أوقات هؤلاء الآباء بين العمل، والنوم، والخروج من المنزل للسمر مع أصدقائهم ليعود بعضهم في أوقات متأخرة، فلا يقابلون أولادهم إلا في أوقات المصاعب والعقوبات.
إن ثمن إيجاد الفرح في حياتنا غير مكلّف في جزء كبير منه، فهو يعتمد في أساسه على فتح القلب والأذن، والنظر بإيجابية لمن نتعامل معهم وخاصة أفراد الأسرة،
يعتمد على الابتسامة التي تفتح أقفال القلوب، فالشخص الذي يبتسم كثيراً يؤثر تأثيراً إيجابياً على الآخرين أكثر من الشخص "المقطب" بشكل دائم .
ويعتمد نشر الفرح بداخل الأسرة على قوة العلاقة الحميمية بين أفراد الأسرة، ولعل احد أساليب التعبير عن هذه العلاقة هو احتضان الأب للابن، والابنة والزوجة جسدياً ومعنوياً حتى تسري تيارات الحب والفرح فيما بينهم.
إن إعادة نشر الفرح في حياتنا شيء ممكن وليس صعب التحقيق، فهو يبدأ من الأب والأم في المنزل، ويسري في المدرسة والعمل وبقية الأماكن حتى يتحقق حب الناس لبعضهم البعض.
يبقى الحديث عن الفرح وتحقيقه شيئاً ممتعاً، ولكن، في المقابل، فإن لحظات الفرح التي نعيشها يلزمها الشكر لله ثم لمن منحنا تلك اللحظات من الفرح.
ختاماً، أدعوا الله بأن تعم الأفراح كل مكان، وأن تصل إلى كل من ينتظرها، وأن يجعل فرحتنا الكبرى هي يوم نلقاه سبحانه وتعالى.
عبد الله 12
جعل الله ايا منا وايام الجميع مليئة بالمسرات اكثر من رائع
بارك الله فيك
تقبل مروري د ساري الرياض

  رد مع اقتباس