عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 09 / 2001, 44 : 10 AM   #1
الحارث 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 783
+ تاريخ التسجيل » 04 / 08 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 752
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

الحارث غير متواجد حالياً

افتراضي هشاشة في الإجراءات الأمنية .. وصعوبة في قيادة الطائرات لغير المحترفين

هشاشة في الإجراءات الأمنية .. وصعوبة في قيادة الطائرات لغير المحترفين

(الهجمات التي أصابت أمريكا مؤخرا، مازالت حديث المحللين والمختصين، واليوم نستعرض في هذا التقرير بعض الإجراءات الإعتيادية في المطارات الأمريكية، ومعلومات فنية عن الطائرات وقيادتها، وذلك من خلال المقال الذي نشرته جريدة الرياض السعودية لكاتبه د.سعد الأحمد أستاذ هندسة الطيرن المساعد كلية الملك فيصل الجوية)
الإسلام اليوم: للأسف الشديد كانت الطائرات المدنية الوسيلة الرئيسية في الهجمات التي اصابت مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاجون، فهذا الأمر سيؤثر سلباً على الصورة البراقة للنقل الجوي كأسرع وآمن وسيلة نقل عرفها الإنسان. وواقع الاجراءات الأمنية والادارية المعتبرة في المطارات الأمريكية ومن واقع المتطلبات التدريبية لقيادة طائرات ضخمة كالتي استخدمت في تلك الهجمات ومن واقع أنظمة الطائرة نفسها كلها أمور جدير بالفرد معرفتها.
والإلمام بما حدث بصورة بعيدة عن الخيال العلمي أو التفسيرات المستحيلة.المطارات الأمريكية وسهولة الاختراق تتميز صناعة النقل الجوي في أمريكا بأنها تعمل ضمن منظومة القطاع الخاص الأمريكي الضخم حيث تتنافس مئات من شركات الطيران مختلفة الأحجام على الربحية والربحية فقط. هذا التنافس المحموم جعل شركات الطيران تقدم العديد من المزايا المتنوعة للزبون ابتداء من البرامج المتنوعة لأسعار التذاكر المخفضة الموسمية والأسبوعية والحجوزات المسبوقة المدفوعة و... الخ. كذلك فإن شركات الطيران تحرص على جذب زبائنها بتوفير مزايا متنوعة منها السرعة في اجراءات سفرهم في المطارات وتقليل وقت الانتظار والدقة في وقت إقلاع الطائرات، ولذلك فإنه من غير المستغرب أن ترى على شاشات المطارات وقت إقلاع لشركة ما الساعة التاسعة وثلاث وأربعين دقيقة وأن يغلق باب الطائرة في الوقت نفسه بدقة ويبدأ دفع الطائرة للخلف لتغادر بوابة الصالة. كانت نتائج تلك المرونة ايجاد عامل (الثقة) وهو العامل الذي يميز التعامل مع القطاع الخاص الأمريكي بمختلف أنشطته التجارية. ونظراً لأن المطارات (وهي قطاع خاص أيضاً بطريقة أو بأخرى) تعمل من أجل كسب المزيد من شركات الخطوط العاملة من خلال مدارجها وصالاتها فهي تعمل على إرضاء شركات الخطوط العاملة من خلال مدارجها وصالاتها فهي تعمل على إرضاء شركات الخطوط وذلك بتحقيق مطالبها والتي منها سرعة إجراءات السفر والتقليل من وقت المكوث في المطارات.
أدى هذا العامل مع عامل "الثقة" إلى أن تكون المطارات الأمريكية أشبه بمحطات الأتوبيس حيث عليك فقط أن تبرز التذكرة أو بطاقة الصعود لتجد نفسك داخل الطائرة من دون التأكد ان الاسم الذي في التذكرة أو البطاقة هو بالفعل يعود لحامله أو اسم وهمي. كذلك فإن أي شخص يسطو على معلومات بطاقة الائتمان (خاصة عن طريق الإنترنت) يستطيع شراء تذاكر الكترونية بأسماء وهمية ويستخدمها بأسماء من يشاء. القليل جداً من المطارات الأمريكية تدقق من وقت لآخر بالسؤال لرؤية هوية ذات صورة (Pictured ID) للمسافر وعندما يظهر المسافر بطاقة أي بطاقة ذات صورة (قد تكون معمولة بالكومبيوتر الشخصي وقد تكون بلغة غير انجليزية) فإن الرد يكون "مرحباً بك على خطوطنا.. وتجد نفسك داخل الطائرة تقابل فيها بكل ترحاب. إذن ما ذكر من أسماء في قائمة الركاب (المانيفست) قد لا يعود بالضرورة إلى من هو بداخل الطائرة فقد تكون أسماء اختيرت بعناية لغرض ما.
تهريب المختطف للسلاح داخل الطائرة عادة تمر جميع أمتعة المسافر/ المسافرة عبر أجهزة الكشف الاشعاعية مرتين أو أكثر منذ الدخول للمطار إلى ركوب الطائرة بينما يمر المسافر بنفسه عبر بوابات الكترونية تكشف هي الأخرى عن الأسلحة أو المتفجرات بأنواعها. وبعد حادثة "لوكربي" تم تطوير أجهزة الكشف في المطارات لكي تستطيع أن تميز الأسلحة أو المتفجرات البلاستيكية. المطارات الأمريكية تتميز بتجهيزاتها الحديثة وهذا مثار للشك في كيفية دخول أسلحة مع ركاب عاديين (أقصد دون تعاون منظم مع بعض العناصر العاملة في المطار) وإن كانت أسلحة بيضاء معدنية إللى الطائرات الانتحارية.
السيطرة على الطائرة هناك إجراءات دولية متفق عليها يتبعها الطيارون في حالة اختطاف الطائرات وهي الاستسلام المباشر والفوري وذلك حفاظاً على الأرواح البريئة وإعطاء وقت أطول للمفاوضات. فلقد أثبتت التجارب السابقة ان العراك مع الخاطفين لا يأتي بنتائج إيجابية بل على العكس يتسبب في هيجان المختطفين وقيامهم بأعمال أكثر خطورة قد تنال تصفية الركاب أنفسهم. بعد الاستسلام والرضوخ لمطلب الخاطف أو الخاطفين يعمد الطيار إلى إرسال إشارة عبر جهاز في الكابينة حيث يدخل الرقم 7500في خانة جهاز (Transponder) ويضغط الزر ليقوم الجهاز بإرسال إشارة معينة إلى رادارات المراقبة الجوية تفيد أن الطائرة مختطفة حيث يقوم المراقبون الجويون بادارتها بطريقة مختلفة منها اعطاؤها أولويات المرور عبر المسارات الجوية أو التنسيق لهبوطها في المطارات، القليل والقليل جداً من خطوط الطيران العالمية لديها رجال أمن على الرحلات نظراً للتكلفة العالية لهذا الاجراء.
اقتحام الخاطفين لمقصورة القيادة (Cockpit) ليس من السهولة أيضاً كون باب مقصورة القيادة يبقى مقفلاً أثناء الطيران ويفتح بواسطة الطيارين أنفسهم بعد التأكد بواسطة العين السحرية (كالتي موجودة في بعض أبواب المنازل) حيث يسمح للمضيفة بخدمة الطيارين. كذلك يوجد مفتاح واحد مع مضيفة غير معروفة، إلا ان اغلاق باب مقصورة القيادة دائماً يطبق لدى القليل نظراً لعدم اعطاء هذا الاجراء الاحترازي أهمية تليق بفائدته. الملاحظ ان جميع الطائرات الأربع لم ترسل إشارة الاختطاف مما يحمل معه تفسيرات كثيرة منها ان الخاطفين لديهم درجة معينة من الإلمام بالطيران مكنتهم من إغلاق أجهزة (Transponder) فوراً. ولم تتضح الصورة بعد عن إذا كانت الاتصالات الصوتية قد سجلها الصندوق الأسود والذي يبدو الأمل ضعيفاً في الحصول عليه سليماً نظراً لشدة الاصطدام والحرارة الشديدة وقد تغيب مواد الصندوق إلى الأبد.ولقيادة الطائرات إلى أهدافها هناك الكثير من الاحتمالات في كيفية تمكن الخاطفين من التوجه بتلك الطائرات إلى أهدافها بدقة. التفسير الأول أنه يوجد على كل طائرة طيار/ مختطف لديه "تأهيل التخصص" (Type Rating) على الطائرة نفسها مكنته من استخدام أنظمة الملاحة للتوجه إلى مدينة نيويورك أو غيرها من الأهداف. وهذا التفسير قد يضيق الخناق على التعرف على الطيارين إذ ان هناك شركات تدريب محدودة تقوم بتأهيل الطيارين على الطائرات المدنية الكبيرة.
ويمر الطيار المدني بسلسلة من الدورات التدريبية قبل تمكنه من الوصل لمستوى "تأهيل التخصص" على طائرة معينة .التفسير الثاني أن المختطفين لديهم إلمام محدود بالطيران وانهم اختاروا ذلك اليوم الذي كانت الأجواء فيه صافية في منطقة الساحل الشمالي الشرقي من الولايات المتحدة الأمريكية وقاموا بعد أن حلقت الطائرات بتوجيهها بصرياً إلى مدينة نيويورك. وقد يتساءل الكثير وأنا منهم، هل يستطيع طيار ليس لديه "تأهيل التخصص" من المناورة بطائرة ضخمة حديثة مثل البوينج 767ليصيب المبنى بتلك الدقة وبتلك السرعة؟ عادة تلك الطائرات لديها أنظمة حاسوبية تمنع من وصول الطائرة إلى سرعات عالية جداً بالقرب من الأرض. كذلك فإن المناورة بطائرات بمثل هذه الضخامة والتعقيد ليست فقط مسك مقبض القيادة ومقبض المحرك. وبما أن الطائرات الأربع من فصيلة الطائرات الحديثة فإن افتراض أن هناك طيارون محترفون يبدو هو الأقرب للتصديق.


صبراً يا أقصى لن أنساك ...
ميعاد العزة في مسراك ...

 

  رد مع اقتباس