من طبائع عبدالله أنه يحب أن يكون أحسن واحد، وأن يكون عنده أحسن مما عند الناس، على الرغم من أنه غير مؤهل لذلك، لأسباب عديدة منها عدم جديته في تطوير نفسه.
أصابه الاكتئاب منذُ حوالي الشهر لأن بنت المالود ورانيا عندهم مدونات خاصة فيهم يكتبون فيها ما يريدون وفق ضوابط المنتدى، ولهم متابعيهم وهو ما لا يملكه الأخ.

جلس يفكر كيف تكون عنده مدونة مثلهم ... وأخذ يفكر ويفكر ... وأخيراً قرر الذهاب إلى المدير الكبير وافي يشوف معاه هالموضوع.
وقبل الدخول عليه لبس "خوذة حماية الرأس الخاصة بسائقي الدراجات النارية " ثم دار بينهما الحوار التالي:-
عبدالله: بالله كيف أنت مدير الوئام، ولا تعدِل بين الأعضاء.
وافي: أولاً فيه شيء اسمه أدب.. ليش ما دقيت الباب قبل ما تدخل؟، وبعدين أنت ما تعرف تقول السلام عليكم؟.
عبدالله: معليش ... خلينا في المهم.
وافي: المهم أنك تطلع من المكتب، وترجع بعد ما تدق الباب وتستأذن.
عبدالله: يا أخي ليش أنت معقدها كذا.
وافي: لو ما سويت اللي قلت لك عليه، أشيل الباب اللي وراك، وأكسره عليك.
بعد أن لمح عبدالله الشرر يتطاير من عيني المدير، جلس يتمتم ويقول "ما ينفع لك إلا عيدي الكبير .. هو اللي خلاك تهج من البلد".
خرج من المكتب، ثم عاد وطرق الباب ثم أذِن له وافي بالدخول.
عبدالله: السلام عليكم ... هاه ارتحت الحين؟.
وافي: وش عندك؟ .. لا تضيّع وقتي،
عبدالله: كيف تخلي بنت المالود ورانيا وغلا وفتى الجميزة يسوون مدونات .. وأنا ما سويت لي.
وافي (علشان يقهره زيادة): أبشّرك أني أبي أسوي لحارس المنتدى مدونه يكتب فيها باللغة حقته ..
عبدالله: وش سويت لك أنا؟.
وافي: هم اللي طلبوا المدونات.. أنت ما طلبت .. وبعدين أنت ما تعرف تكتب مثلهم... كويس مننا إننا صابرين عليك.
عبدالله: المهم أنا أبغي أسوي مدونة مثلهم .. أعطيني مكان أسوي فيه مدونتي.
وافي: أنت ما تفهم؟ .. أقول لك أنت ما تعرف تكتب زيهم.
عبدالله: سوي لي مدونة وأعطيني أسبوع .. وبعدها يمديك تقفلها لو ما أنا خليتها أحسن مدونة.
حتى يوفر وافي على نفسه كثرة النقاش، وحتى لا يزيد عليه الصداع، وافق أن يعطي عبدالله كُشك صغير بجوار مدونة بنت المالود يسوي فيه مدونته على أن يتم تقييمها بعد خمسة أيام.


أول شيء كتب عبدالله في المدونة كلمات ترحيبية بالجميع، واعداً إياهم باكتساح بقية المدونات.
مر اليوم الأول بدون أن يكتب شيء في مدونته التي اسماها "العسل الصافي"، وكذلك مر اليوم الثاني.
في بداية اليوم الثالث كتب وافي كلمة "أحممممم" في مدونة عبدالله لتذكيره بأننا اليوم هو الثالث والنتيجة إلى الآن صفر.
بعدها خرج عبدالله من مدونته وتوجه إلى مدونة بنت المالود اللي كانت ما شاء الله عليها جالسة تضيف خواطر جديدة في مدونتها.
دق الباب وقالت له تفضل، ثم دار بينهما الحوار التالي:
عبدالله: كيف حالك يا جارتنا؟،
بنت المالود: الحمد لله.
عبدالله: الصراحة ودي أطلب منك خدمة صغيرة.
بنت المالود: تفضل.
عبدالله: الحقيقة ان وافي أصر على أنه يكون لي مدونة باسمي، وأنا ما كنت أبغاها.
بنت المالود: ما شاء الله .. كويس.
عبدالله: المشكلة أني ماني فاضي هالأيام، وذهني مشغول بتأليف كتابي الجديد.
بنت المالود: وش المطلوب منّي؟
عبدالله: ودي تفزعين لي بكم خاطرة ممتازة، وكم بيت شعر أحطهم في مدونتي.
بنت المالود: سامحني يا أخوي .. الصراحة ما أقدر ... إضافة إلى أن المدير وافي محذرني منك
ومن التعامل معك، وأنا ما ودي أقطع رزقي.
عبدالله: يعني هذا أخر كلام عندك؟
بنت المالود: نعم.


وهنا خرج عبدالله من مدونة بيت المالود، وأتجه إلى مدونة رانيا في الدور الثاني، وعندها اتصلت بنت المالود برانيا وقالت لها على الأخ اللي في طريقه لها.
وصل إلى مدونة رانيا، ودق الباب، فقالت تفضل، وعندما شاهدته رانيا، أخذت جوالها وسوت نفسها تتكلم فيه على أمل أنه يطفش ويمشي، بينما جلس هو على كرسي انتظاراً لنهاية المكالمة.
استمرت المكالمة الغير حقيقية مدة نصف ساعة، والأخ متنّح ينتظر نهايتها.
في تلك الأثناء طرق وافي الباب ثم دخل يسأل رانيا عن موضوع يتعلق بالهاكات. حطت جوالها في الدرج وأخذت تكلم وافي اللي التفت لعبدالله وقال له: وش تسوي هنا ... رح اشتغل في مدونتك اللي صجيتنا عليها.
فقال عبدالله أنه جالس ينتظر مهندس الديكور يخلص شغله في المدونة حقته (ما يشبع من الكذب).
خرج وافي وجلست رانيا تنزّل بعض النصائح في مدونتها بدون أن تسأل "المتنّح" عما يريد، ولكن عندما بدأ عبدالله يتكلم معها عادت إلى جوالها وأخذت تتكلم فيه لفترة طويلة، ثم انهت المكالمة المزيفة، وبدأت تجمّع أغراضها تمهيداً لإقفال مدونتها وقالت له: معليش لازم أروح البيت الآن علشان أطبخ الغداء.
قال لها: أبغى منك بعض الحِكم والخواطر علشان أحطها عندي في المدونة.
رانيا: معليش قلت لك أني مشغولة الآن .. وبعدين يصير خير.
عبدالله: طيب أعطيني لو حكمتين الآن "تصبيرة" والباقي بعد رجوعك.
وكانت رانيا قد علمت من وافي مدة مهلة مدونة عبدالله، وأنها ستنتهي بعد يومين، فقالت للأخ اللي عندها: معليش أنا عندي مشوار ضروري للمدينة، وراجعة بعد خمسة أيام، وأوعدك أني أساعدك بعد ما ارجع .. (حريم تفكر صح .. ومسوية نفسها بريئة).


خرج الأخ هائماً على وجهه، ثم اتجه إلى المستشار الكبير خلف، حيث اشتكى عبدالله لخلف عن مشكلته مع مدونته وأنه يحتاج أشياء مفيدة يضعها فيها.
قال له خلف: أنا عندي لك فكرة زينة.
عبدالله: وش هي؟.
خلف: تنقز وتروح للي يبيع الخضار في أخر الشارع وتجيب منه أسعار مخفضة للبصل، الثوم، الطماطم، وبقية الخصار والفواكه، وتحطها في مدونتك ... أنا متأكد أنه ما فيه أحد سوى مثلك.
عبدالله: متأكد من كلامك؟.
خلف: أكيد.
نقز عبدالله وراح إلى محل الخضار والفواكه القريب منهم، وأخذ منه الأسعار بعد ما قال له أني راح أجيب لك زبائن إذا خفضت لي بالأسعار، ثم رجع ونزّل الأسعار المخفضة للخضار والفواكه في مدونته، وحط رقمه لتوصيل الطلبات.
في اليوم التالي وضع أسعار الدجاج واللحم والأسماك بأنواعها مع وجود خدمة التوصيل.
في اليوم الخامس: توالت الاستفسارات على المدونة، ثم بدأت الطلبات ترد على صاحب المدونة، ومن ضمنها طلبات لوافي اللي وافق على استمرار مدونة "العسل الصافي" لأنها وفرت عليه مشوار المقاضي.
بدأ عبدالله يتوسع في الخدمات المعروضة في المدونة، بحيث شملت كل شيء تقريباً مثل الملابس، الأثاث، البهارات، الجوالات المسروقة والجديدة.
ومع تزايد الطلبات تم افتتاح فروع للمدونة. ومع هذه التطورات أصبح خلف وعبدالله يلبسون مشالح وهم داخلين للمدونة وفوقها خوذات حماية الرأس لحماية رؤوسهم من مقذوفات وافي.
بعد شهر من هذه البداية أنشاء خلف وعبدالله موقع كبير اسمياه "خلف وعبدالله بابا" ( K&A BABA) للبيع أون لاين على وزن موقع علي بابا الشهير، وصاروا أثريا، وبطلوا يسلمون على وافي إذا قابلوه، أما رانيا ومكالماتها التصريفية فقد تم التعاقد معها كمراقبة عامة في الموقع، وسحبوا كلهم على وافي.

دمتم سالمين