الموضوع: الفراق
عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 09 / 2011, 48 : 09 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الفراق


من طبيعة حياتنا أنها متقلبة لا تثبت على حال، تتغير فيها الظروف والأحوال بين وقت وآخر، وتبعاً لذلك نشعر بالسعادة أوقاتاً، ونشعر بغير ذلك أوقاتاً أخرى.
ولعل من أسباب ذلك هما التلاقي والافتراق، ففي التلاقي مع من نرتاح لهم تكون الحياة هانئة تغمرها المحبة ويظللها الصفاء، وشعارها في ذلك الاحترام والتواد.
ولكن لأن الدنيا لا تدوم على حال، فإننا نجد بأن الظروف المختلفة تفرّق بين الناس فينتقل بعضهم إلى أماكن أخرى، فيتركون أثراً على من عاشوا معهم وأحبوهم.

ورغم أن من ينتقلون من مكان واحد قد يكونوا أكثر من شخص، إلاّ أن الفراغ والتأثير الذي يتركونه يختلف من شخصٍ لأخر، وذلك لاختلاف مكانتهم في نفوسنا.
فيكون التأثير علينا أكبر عندما يفارقنا من لهم مكانة خاصة في حياتنا وفي قلوبنا.
حيث سيشغلون –بعد ذلك- قسماً كبيراً من تفكيرنا،
يتعذر علينا وصالهم، ولا نستطيع نسيانهم،
فهم وإن غابوا عنّا أجساداً وأشكالاً، إلا أنهم في قلوبنا مشاعراً، وأمامنا أطيافاً،
نتخيلهم دائماً معنا أو أمامنا، فيؤنسنا جمال ذكراهم.

عندما نتذكرهم نتذكر اللحظات السعيدة التي عشناها معهم،
ونتذكر أنهم كانوا البلسم لكل جرح،
ولذا فنحن ننتظرهم انتظار المريض للعلاج.

إن الفراق يُشعرنا بقيمة من فارقونا،
وبقدر حبنا لهم يزداد مقدار شوقنا لهم ولأخبارهم،
يُذكرنا بهم كل شبر من الأماكن التي تواجدنا بها معهم،
يُذكرنا بهم كل شيء أحبوه، فأحببناه لأجلهم.
نحادث أطيافهم في سكون الليل، ونراهم في زرقة السماء،
ننتظر عودتهم فيطول الانتظار،
ويبقى الأمل بقرب التلاقي من جديد،
. . . وحتى يحين ذلك لا نملك إلا أن نقول:
أن ما يدبره الخالق سبحانه وتعالى، لا بد أن يتقبله القلب بهدوء،
ولا بد للحياة أن تسير.

  رد مع اقتباس