عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 04 / 2013, 34 : 03 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي خلك ذئب . . والعنطزة


نعاني في مجتمعاتنا من الكثير من التجاوزات التي نعايشها في معظم الأماكن العامة وخاصة عند نقاط تقديم الخدمات للناس، ولعل من أكثر السلوكيات السلبية التي نعاني منها هي عدم احترام بعضنا للوقوف في الطوابير والتي تعتمد على تقديم الخدمة للأول ثم للذي يليه.
ولو أردنا أن نتحدث عن سبب انتشار ظاهرة "اختراق" الطوابير عندنا لوجدنا بأن للتربية دور كبير في ذلك وخاصة في مرحلة الطفولة، ولعل أحد الأمثلة على ذلك هو ما يسمعه معظم الأطفال من عبارات تحفيزية كان يقولها بعض الآباء لأبنائهم الصغار مثل عبارة "خلّك ذيب، وخلّك دائماً قدام"، أو عبارة "سبّع نفسك"، وكذلك عبارة أبو فهمي المشهورة "إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب"، فقد يكون لهذه العبارات وتكرارها على مسامع الأطفال دور في غرس فكرة التجاوزات في الطوابير وغيرها.
طبعاً لن يخيب الابن ظن والده فيه فنجد ذلك الابن يحرص على أن يكون الأول في كل مكان ما عدى في المستوى الدراسي، ولعل أبرز تلك الأماكن هو طابور بوفيه (مقصف) المدرسة حيث نشاهد في الغالب كل أنواع الفوضى والتزاحم والمشاحنات أمام المقصف لأن كل ابن يريد أن يكون الأول في الطابور تنفيذاً لتوجيهات ابيه (خلّك ذيب).

كما أن من أسباب فوضى الطوابير لدينا هو التعالي (العنطزة الغير مبررة) حيث يأنف البعض من الوقوف في الطوابير التي يقف فيها من يعتقد بأنهم اقل منه مكانة خاصة إذا علم بأنهم سينالون الخدمة قبله.
ولتوضيح ذلك أورد هذا المثال الذي حدث قبل عدة أيام أثناء أزمة المياه في جدة، وذلك عندما اضطررت للذهاب إلى المكان المخصص لتوزيع صهاريج (وايتات) المياه، وكان عليّ أن أقف في طابور يقف فيه مواطنون ومقيمون من جنسيات أسيوية.
بعد دقائق من وقوفي في الطابور حضر أحد المواطنين ونظر أولاً في الواقفين في الطابور لبعض الوقت، ثم توجه مباشرة إلى الموظف الذي يقوم بتسليم البطاقات للحصول على الوايت.
أخبر الموظف ذلك المواطن (الذي لم يعجبه بعض الواقفين في الطابور) بأن عليه أن يعود ويقف في الطابور مثل غيره، فما كان من ذلك الشخص إلا أن قال بالحرف الواحد: "يعني تبيني أوقف مع . . . . .، و . . . . ." ( حيث ذكر بعض الجنسيات).
وعندها قال له الموظف: " كلهم أوادم مثلك مثلهم . . إذا تبغى وايت وقّف في الطابور".
الغريب إن ذلك الشخص "ركب رأسه" وغادر المكان مُفضلاً أن يعود إلى بيته بخفي حنين وبدون "وايت" على أن لا يُقال عنه أنه وقف في نفس الطابور مع . . .، و . . . .

اعتقد انه حان الوقت لنتخلى عن ثقافة الذيب والعنطزة ونتعلق بثقافة الانسانية التي تفرض علينا التعامل الراقي مع الآخرين، بحيث يضع كل شخص نفسه في مكان الآخرين، وأن يحترمهم كما يريدهم أن يحترمونه، وأن يعلم بأن الوقوف في الطوابير هو الحل العادل الذي يحفظ الحقوق للكل.

  رد مع اقتباس