عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 05 / 2011, 11 : 01 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الحب الحقيقي شمعة لا تنطفئ


لعل من أكثر المواضيع التي تحدث عنها الشعراء والكتّاب قديماً وحديثاً في قصائدهم، وفي كتاباتهم المختلفة هو موضوع الحب .
والحب في معناه العام هو مشاعر وأحاسيس مبهجة تنبع من داخل كل منّا فتتدفق لتملأ القلوب العطشى بالسعادة كما يُخصب المطر الأرض من بعد طول جفاف،وتُشعِره بأنه قد أصبح لحياته قيمة ومعنى، فيكون بعد ذلك مصدراً للعطاء والإيثار والوفاء.
ينتج عن هذا الحب ميل فطري إلى أن نكون مع من تحبه النفس، حيث لا يخضع ذلك لترتيبات أو تنظيمات معيّنة، خاصة وإن المشاركات الوجدانية وتوارد الأفكار لايمكن تقييدها بالقرب المكاني فهناك من يشعر بك ويشاركك مهما بعدت المسافة بينكما.
وتختلف أطروحات الشعراء والكتاب عن الحب في أساليبها، ولكن غالبيتها تتفق على أن الحب شيء جميل في مجمله وإن اختلفت نهاياته من شخص إلى آخر،حيث ترتبط تلك النهايات أحياناً بالكيفية التي بدأ فيها الحب من طرف تجاه الطرف الآخر.
فقد يحدث الحب لدى البعض نتيجة لأول نظرة، وقد ينشأ بعد أول لقاء، كما أنه قد يحدث نتيجة للإعجاب بجاذبية الوجوه وغيرها.
ولكن مما يؤخذ على بعض الكيفيات التي يحدث فيها الحب هو أنه قد لا يستمر طويلاً، حيث أنه من الممكن أن ينهار بعد حدوث أول مشكلة تتعلق بأحد الطرفين أو بكليهما، وقد يكون السبب الرئيسي لذلك الانهيار هو أن الحب قد بُني علىالظاهر أكثر منه على الشخصية الحقيقية للمحبوب، وقد يكون السبب أيضاً هو أن الحب بصدق كان من طرف واحد فقط.
أعتقد بأن أطول أنواع الحب عمراً هو ذلك الحب الذي ينشأ بين طرفين متدرجاً بقوته صعوداً، وذلك بعكس الحب الذي يكون عنيفاً في بداياته، فإنه في الغالب يأخذ بالضعف، ثم يتلاشى في مرحلة لاحقة.
ولهذا فإن العاطفة الهادئة الدافئة في الحب هي أفضل وسيلة للإبقاء عليه متأججاً لأطول فترة، لأن تلك العاطفة الهادئة ستكون مرتبطة بالعقل وستوزع دفئها بهدوء على مر الزمن، ولن تتأثر كثيراً بالانفعالات والتغيرات المتتالية التي تحدث للحب عندما يكون مبنياً على السرعة في تكوينه، والتي قد لا تخلّف بعد ذلك إلا الندم.
والمشاعر الهادئة في الحب تشبه إلى حد كبير النار الهادئة أثناء الطبخ، لأن النار الهادئة تبقي على مستوى ثابت للحرارة يساعد في إنجاز ما يتم طبخه بدون أن يحترق، وذلك بعكس النار الشديدة التي تؤدي إلى الاحتراق السريع للطعام، وكذلك الحال بالنسبة للمشاعر الهادئة فهي تمنح الدفء المحبب الذي يساعد في استمرار ونمو علاقة المودة بين المحبين.
فكم هم الذين أحرقتهم نار الحب القوية في مراحل مبكرة من بداية الحب، وما أكثر من منحتهم نار الحب الهادئة دفئاً مستمراً ممتداً عبر حياتهم كلها.
إن الذين تعاملوا بالحب وحده في علاقاتهم عاشوا سعداء حتى في فقرهم وحتى مع إساءة الآخرين لهم لأن ينبوع سعادتهم ينطلق من دواخلهم ومن ذاتهم ويحلّق مع تطلعاتهم ويكون الوقود الذي يساعد في استمرار اشتعال شمعة الحب طوال حياتهم.

  رد مع اقتباس