عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 05 / 2011, 42 : 10 AM   #9
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: فاقد الشيء يعطيه أحياناً

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أشكرك أستاذي الحجاج لكريم ترحيبك، ويسعدني بأن أتواجد في هذه المنتديات الرائعة بكم وببقية المنتسبين لها.
كما أشكرك لمداخلتك القيّمة والتي تضمنت وجهة نظر احترمها كثيراً، فهي صحيحة في مجملها لأن العطاء المادي لا بد أن يكون مستنداً على رصيد سابق يمكن الرجوع إليه.
ما عنيته في طرحي هو أنه لا يمكن الأخذ بمقولة "فاقد الشيء لا يعطيه" على الإطلاق، لأن هناك حالات يكون فيها عطاء من أشخاص ينتج عنه سعادة وإبهار لغيرهم، بينما هم ( الأشخاص الذين أعطوا) لم يكونوا سعداء في حياتهم. ولعلي اذكر مثلاً لحالة من تلك الحالات وهي حالة الكاتب الأمريكي المشهور "ديل كارينجي" مؤلف أكثر الكتب مبيعاً على مستوى العالم وخاصة كتابه "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس" الذي يُصنف بأنه من أروع الكتب في كيفية التعامل الصحيح مع الناس، والذي استفاد منه كل قرأه وتسبب في سعادة كثير منهم، ولكنه (كارينجي) لم يكن سعيداً فانتحر.
واسمح لي بأن أذكر مثالاً أخر لشخصية مشهورة في مجال الرياضة كانت ولا زالت أكثر اللاعبين إمتاعاً لغيره في فنون كرة القدم، ولكنه كان محطماً بداخله، وانتهى به الأمر إلى عالم المخدرات الذي لم يستطع الخروج منه حتى الآن، ذلكم هو من أُطلق عليه الأسطورة "ماردونا".

أستاذي:
أتفق معك فيما ذكرته في مداخلتك الجميلة عن أن إنتاج الشعراء يكون نتيجة لمشاعر / معاناة، ولكن ما عنيته في الموضوع هو أن العديد منهم لم يكونوا سعداء في حياتهم ولكنهم خلفوا لنا ولغيرنا السعادة نتيجة لاستمتاعنا بشعرهم ومضامينه. ولعلي أذكر مثالاً لذلك أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي وهو أبي فراس الحمداني الذي ترك لنا أجمل الشعر وأعذبه والممزوج بالحكمة، ولكنه كما قال في هذه الأبيات مخاطباً ابنته:

أبنيّتـي لا تـحزنـي كل الأنــــام إلى ذهـــابْ
أبنيّتـي صبراً جـميلاً للجليل مـن الـمـصابْ
نوحي علـيّ بحسـرةٍ من خلفِ ستركِ والحجابْ

قولـي إذا ناديتنـي وعييتُ عـن ردِّ الجـــــوابْ
زين الشبـــــاب أبو فراسٍ لم يمتَّعْ بالشبــــابْ

ولعلي اختم بما قاله احد الآباء حول الفقد والعطاء:
لقد حرمني أبي من الحنان، كان قاسياً حدَّ الضرب، بعيداً حدّ الغياب، جافياً حدّ العطش,,.لكنني رحيم بأبنائي, قريب منهم، حنون عليهم,, لقد فقدت، ولابدّ أن أعوض ما فقدته كي لا يعيش أبنائي تجربة الحرمان.

أخيراً أستاذي الحجاج:
أسعدتني مداخلتك واستفدت منها، فلك شكري وامتناني.

  رد مع اقتباس