الموضوع: تطوير الوئام (2)
عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 10 / 2018, 11 : 07 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي تطوير الوئام (2)

بعد مرور عدة أيام على انفصال أبو خالد ورفاقه عن الوئام، سأل الأستاذ وافي حارس الوئام أبو الكلام وقال له: أنت كل يوم تبنشر كفرات سيارات الجيران؟.
قال أبو الكلام: بابا .. أنا فيه يوم واحد بس سويت كفر بنشر.
وافي: ليش ؟ .. وبقية الأيام .. ليش ما سويت اللي قلت لك عليه؟..
أبو الكلام: بابا أبو خالد .. هو جيب حارس ... نفر أسود مرة كبير .. أنا فيه خوف منه ...
وافي: وش هالكلام الفاضي ... وين هذا اللي تقول عليه .. أروح أمسح فيه الأسفلت ...
أبو الكلام: هو فيه تحت ... جنب فيلا بابا أبو خالد.
غضب الأستاذ وافي، وأنفعل نتيجة لهذا التحدي من قبل الجيران، ونزل علشان يؤدب حارس الجيران.
عطر الحروف وغلا شافوا وافي وهو نازل بسرعة يهدد ويتوعد، وحاولوا يستفسرون منه عن السبب، ويهدّون عليه، لكن ما فيه فائدة ...
حاولت شموع الغربية أن تثنيه عن الخروج، فقال لها: بس دقيقتين أمسح الأسفلت وراجع لكم.
خرج من المبنى متجهاً إلى الفيلا المجاورة، وإذا به يشاهد "عيدي الكبير" واقفاً عند باب الفيلا، وهنا تذكر الأستاذ وافي كلام أبو الكلام (نفر أسود مرة كبير)، فحوّل اتجاهه، وبدل ما يدخل الفيلا سوى نفسه رايح للبقالة اللي في آخر الشارع وذلك تطبيقاً لعبارة الدفاع المدني التي نسمعها دائماً " المرجو اتخاذ الحيطة والحذر"، وكذلك نصيحة "أحذر تسلم"، وأيضاً مقولة "من خاف سلم".
كل هذه العبارات وغيرها جعلت وافي يبتسم للسيد عيدي الكبير ويسلم عليه، ويقول له: تبغى شيء من البقالة أجيب لك معي؟.
............
طبعاً في الفيلا المجاورة، كانوا "فألينها"، كبسات وبلوت، حتى أنهم علّموا عيدي الكبير لعبة البلوت علشان يكون رابعهم في اللعب، بس المشكلة مع عيدي الكبير أنهم يخافون يهزمونه علشان لا يعصّب عليهم ويحوسهم، ولهذا فالفريق المقابل له ولرفيقه يتعمدون الخسارة دائماً طلباً للسلامة.

بعد أسبوع تقريباً من شوفة وافي لعيدي الكبير، بدأ الأستاذ وافي يفتقد للمناقرة مع الثلاثي الشيخ أبو خالد، خلف، وعبدالله، وخاصة بعد سفر فتى الجميزة في مهمة عمل، وبالذات بعد أن أصبحت جميع مواضيع الحوارات التي كانت تتم في الوئام لا تخرج عن المواضيع النسائية مثل أخر تسريحات الشعر، وتصاميم الفساتين، والطبخات.
ومما أضاق صدره أيضاً أن المشرفات والعضوات طالبوا بعاملات (شغالات) لكل منهن، مع العلم بأنهن يقضين أكثر أوقاتهن بالسواليف أو ممارسة هواياتهن، أو في عالمهن الخاص، حيث وجد أن رانيا تمضي أكثر وقتها وهي ترسم على الجدران، ثم تحولت إلى الرسم على الأسقف.
وشموع الغربية ما شاء الله عليها "غائصة" بين الكتب والمراجع، وعطر الحروف تمضي وقتها بين شغل قماش الجوخ والقراءة أحياناً، بينما غلا تتناول القهوة باستمرار ساهمة أحياناً وتكتب خواطرها أحياناً، ورحيل تتحدث مبتسمة مع طائرها الجميل في قفصه وتدندن أحياناً.

ولهذا توجه وافي ليصلي الظهر في المسجد القريب لعلمه بأن أبو خالد يصلي هناك، وتعمّد أن يصلي بجوار أبو خالد. بعد الصلاة سوى وافي نفسه أنه ما يدري أن اللي جنبه أبو خالد، وكأنه تفاجأ بوجوده.
سلّم وافي على أبو خالد، فرد عليه أبو خالد بفتور، ولكن إصرار وافي جعل أبو خالد يأخذ ويعطي معه.
بعد الخروج من المسجد، قال وافي: ما ودكم تزورونا؟.
قال أبو خالد: الصراحة الأيام هذي حنا مشغولين شوي. (ما عندهم إلا السواليف، ومتابعة المباريات، لعب البلوت، ودق الكبسات).
قال وافي: تراكم عزيزين عليّ، وودي نرجع مع بعض مثل أول.
في هذه الأثناء مرّ خلف عليهم وسوى نفسه ما شاف وافي، ودخل الفيلا بدون ما يسلّم.
وهنا ولعّت مع وافي، ودخل يجري وراء خلف يبي يحوسه، وفي نفس اللحظة خرج عيدي الكبير ومعه برميل الزبالة (أكرمكم الله) علشان يرميه، وهنا تغيرت مشاعر وافي من الغضب إلى البحث عن النجاة، فعاد إلى أبو خالد يتبسط معاه بالكلام "رضي من الغنيمة بالإياب".
قال أبو خالد: خليني أشوف الموضوع مع الزملاء، وأرد لك خبر إن شاء الله بكره بعد صلاة الظهر.
...............
بعد ما دقوا الكبسة ذاك اليوم، وبعد ما سوى لهم عيدي الكبير الشاهي، عرض أبو خالد طلب وافي بالرجوع على خلف وعبدالله.
قالوا، الصراحة الأستاذ وافي عزيز وغالي علينا، بس إذا عصّب يرميك بأقرب شيء عنده ... مشكلته في سلاحه الباليستي.
وأخذ خلف زمام الحديث وقال: ذاك اليوم رماني بجواله، وأنكسر وخلاني أدفع قيمة جوال أي فون رغم أنه نوكيا القديم.
قال عبدالله: نفس الشيء، مرة رماني بفنجال الشاهي .. الله ستر ما جاء فيني لكن كسر الشباك، وخلاني أدفع قيمة الشباك.
قال أبو خالد: حنا نشترط عليه أن هذا ما يتكرر .
قال خلف وعبدالله: تراه إذا زعل ينسى الشرط.
قال أبو خالد: طيب أنتو ليش تخلونه يزعل منكم؟.
قالا: حنا كذا ... ما نعرف للمجاملات .. يعني قشران.
بعد مداولات طويلة، تم الاتفاق على مسودة اتفاقية أمنية بين الطرفين تتضمن الآتي:
- يتعهد الأستاذ وافي بعدم رمي الأشياء على خلف وعبدالله.
- يتم تعيين عيدي الكبير مرافقاً لهما، ليتفاهم "شخصياً" مع الأستاذ وافي في حالة الإخلال بالتعهد.
- تخصيص غرفة كبيرة في الوئام كمكاتب لكل من الثلاثي مع مستلزمات الشاهي والقهوة والفصفص وغيرها أسوة بالصبايا.
- تخصيص مكتب سكرتارية لهذه المكاتب يجلس فيه عيدي الكبير.
- إقامة حفل ترحيبي كبير للثلاثي وعيدي الكبير بإشراف هيئة الترفيه بالوئام.
- تعيين عيدي الكبير مشرفاً على منتدى الركن الهادئ.
- موافقة الثلاثي على مشروع تطوير المنتديات، وشكر الأستاذة رانيا وجميع الزميلات على جهودهن.
..........
بعد صلاة الظهر من اليوم التالي، عرض أبو خالد مسوّدة الاتفاقية الأمنية على وافي، الذي فكر قليلاً ثم وافق عليها على مضض، وعلى أن يتم البدء بتنفيذها بعد يومين.
.........
تمت العودة، ودبت الحياة في الوئام من جديد، وعاد السرور إلى الجميع، حيث تحولت المنتديات إلى خلية نحل من كثرة المشاركات والفعاليات ...
ولكن "أبو طبيع ما يخلي طبعه" ... حيث حدث قبل أربعة أيام أن نرفز عبدالله الأستاذ وافي اللي كانت واصله معاه لأنه قبل شوي مستلم فاتورة الكهرباء للوئام واللي كانت حوالي 4000 ريال، فما كان من الأستاذ وافي إلا أن تناول خرامة الورق ورماها على عبدالله فأصابت دولاب الحديد وأحدثت صوت شديد في المكتب.
بعدها تذكّر وافي الفقرة الثانية من الاتفاقية الأمنية وتذكّر عيدي الكبير الموجود في الغرفة المجاورة، فقام الأستاذ وافي ولبس غترته، وطق اللثمة ومسك الباب. ومن يومها ما أحد عارف وين راح.
سمعنا إشاعات تقول أنه في مكة بحثاً عن الآمان.. وفيه أخبار تقول أنه وصل سيبوه في الفلبين.

(نهاية الجزء الثاني).

  رد مع اقتباس