تقع أخطاء كثيرة في تطبيق السنة ، و مرد ذلك إلى أسباب، من أهمها
الجهل بدرجات السنة و الذهول عن مراتبها ، حيث تستوي لدى بعض الناس المؤكدة و الخفيفة ،كذلك الذي رأيته يقيم الناس و يأمرهم بصلاة ركعتين قبل المغرب ، فهذا حتما أساء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم، لأنّ أنس يخبر في الحديث الصحيح أن فيهم من كان يصليها فلا يكفه رسول الله صلى الله عليه و سلم ،و فيهم من لم يكن يصليهما فلا يأمره ، و لكنّ هذا الجاهل تعدى الحدود التي وقف عندها رسول الله صلى الله عليه و سلم ففعل ما لم يفعله . و إنما أوتي من قبَل جهله بمراتب السنن ، و أن فيها المؤكد و غير المؤكد
و من الأسباب كذلك ،عدم تلقي السنن عن الضابط المتقن ، العارف بما يروي ، ، مما يترك المجال أمام التقديرات المتفاوتة، و الإجتهادات المتباينة ، كذاك الذي أراد أن يبعد بين ضبعيه في السجود فبالغ حتى صار كالممدود ، و كالذي أراد أن يضع يديه على صدره فوضعهما على ترقوّته
و من أسباب وقوع الخطإ في تطبيق السنة ‘ الغلو و المزايدة حيث تخضع السنة للأمزجة ، كمن يبالغ في رفع قميصه إلى حد الركبة ، و منهم من يعتقد أن السنة هو الإئتزار إلى نصف الساق ، و في صحيح البخاري أن أهل الصُفة كانوا يلبسون ثيابا ،بعضها إلى نصف الساق و البعض إلى الكعبين ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقر كلا الفريقين
و من أعظم الأسباب في ذلك ، سوء الفهم و ضحالة المعرفة بلغة السنة ، كمن يبالغ في إلزاق قدمه بقدم غيره إلى حد الدوس و الإزعاج ، كل ذلك يقع باسم السنة، و ذلك هو مبلغ علمه من حديث :" كان أحدنا يَلزق منكبه بمنكب صاحبه و قدمه بقدمه" و فهم هذا من الإلزاق المماسة المبالغ فيها وإنما قوله "يلزق" يعني يقرب و يضم ، من لزق به الشيء ، و لزقته فعلته من غير إحكام و لا إتقان فهو ملزق أي غير وثيق
و الغريب أن بعض الناس يشغل نفسه بأمر القدمين بأكثر مما شغله الشرع، فتراه و لا هم له سوى ملاحقة أقدام من يليه ، حتى يخرج من الصلاة و هو لا يدري ماذا قرأ به الإمام
و من سوء التقدير و كلالة الفهم ما يفعله بعض من ينسب نفسه للسنة و السلفية ، عند السلام حيث يلوي عنقه يمينا و شمالا على هيئة مستقبحة ، و كأنه يلتفت إلى خلفه ... سبحان الله ما هذه بسنة السلام ، إنما سنة السلام أن يلتفت يمينا و شمالا من غير مبالغة ، فإذا فعل ذلك ظهرت صفحة وجهه ، من غير ليّ و لا التفات
هذا ، و من رغب في التفصيل فعليه بهذه الوصلة :
اضغط هنا