عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 09 / 2018, 15 : 11 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي النقد وبعض توابعه









من البديهيات التي يُسلّم بها كل مخلوق بإن الكمال هو لله وحده سبحانه وتعالى، وأننا جميعاً معرضون للخطأ كما ورد في الحديث الشريف عن النبي صلّ الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي وابن ماجة " كل بني آدم خطاء, وخير الخطّائين التوابون".
ويحدث أحياناً أن بعض اجتهاداتنا قد لا تتوافق مع البعض، أو أنهم يرون أنه يمكن تحسينها، أو أنها ستكون أفضل لو تم التعديل عليها بكذا وكذا. وهذا ما يمكن أن يندرج تحت مسمى النقد.
ويختلف الناس في كيفية التعبير عن انتقاداتهم، كما يختلفون أيضاً في تقبّلها، ولذا فقد يتم قبول الانتقادات بسعة صدر، وقد تتسبب الانتقادات في حدوث خلافات بين الطرفين.
ولو استعرضنا بعض أسباب تقبل النقد لوجدنا منها ما يلي:-
- اختيار الوقت المناسب لطرح وجهة النظر.
- إظهار إيجابيات العمل، وأنه سيكون أجمل لو تم عمل كذا وكذا، وذلك بدلاً عن استخدام كلمة "ولكن" التي قد يكون لها أثر سلبي على صاحب العمل.
- يُفضل ألا يكون النقد في مكان عام، إذا كان النقد يتعلق بجوهر المضمون.
- يكون النقد على العمل مع الاحتفاظ بكل التقدير والاحترام لصاحب العمل المنقود.
بينما قد يكون النقد سبباً للمشاكل لعدة أسباب أيضاً منها:-
- النقد بتجريح، وخاصة إذا كان أمام الآخرين.
- عدم اختيار الوقت المناسب لإظهار الملاحظات.
- الحساسية الشديدة لدى البعض عند تعرض عملهم للنقد، حيث يفهمون بأن ذلك نقد لهم شخصياً، وتكون ردود أفعالهم بسلبية شديدة مع من انتقدوا عملهم.
السبب الأخير يُعاني منه قريب لي مع زوجته، وهو يثني عليها دائماً، فهي تقوم بكافة واجباتها تجاه الأبناء والزوج باقتدار. المشكلة كما يقول إنها تصر دائماً على طلب رأيه وابنائه عندما تلبس وتطبخ، وفي كل شيء تفعله، ويحدث أحياناً أن يزيد أو ينقص الملح في الطعام، فتسألنا عن رأينا في الطعام، فكنا نجيبها بأنه لذيذ ولكن ينقصه الملح أو العكس. وهنا تبدأ بعتابنا وبأننا لا نقدر تعبها، ولا يعجبنا العجب، ثم تقوم عن الطعام.
يقول أنه بعد أن لاحظت مع ابنائي ذلك، أتفقنا على أن نثني على الطعام دائماً مهما كان وضعه، والباب اللي يجي لك منه ريح، سده واستريح.
هناك من لا يحبون أن يسمعوا كلام النقد حتى ولو كان إيجابياً في مضمونه وتوقيته ومكان عرضه لأنهم يعتبرونه إهانة لهم، وهؤلاء يحبون أن يسمعوا المدح دائماً، ونسوا أشهر وأصدق مقوله سمعتها عن النقد الإيجابي قالها الفاروق عمر رضي الله عنه: " رحم الله من أهدى إليّ عيوبي".

دمتم سالمين

  رد مع اقتباس