عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 05 / 2013, 22 : 10 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي عندما نفرح بما يُزعجنا


قد يكون هذا العنوان غريباً بواقعه العام نظراً لأن الشيء الطبيعي هو أن نفرح لما يُسعدنا ويريحنا سواء كان ذلك في الملبس أو المأكل والمشرب، أو من حيث الرائحة والصوت والشكل واللون، وإلى غير ذلك مما تدركه حواسنا، ولكن العنوان نفسه قد يكون حقيقياً في حالات خاصة تتضح أكثر من واقع التجربة.

ولعلي أوضح ذلك من خلال هذا المثال الحقيقي الذي رواه زميل ليّ في العمل، حيث يقول زميلي بأن أكثر ما كان يزعج زوجته أثناء نومه هو " شخيره" المرتفع، وكان أكثر ما يضايقه أيضاً هو شخير زوجته المزعج مما يضطر أحدهما في الغالب إلى النوم في مكان منفصل عن الأخر.
يقول زميلي: استمر الحال كذلك لعدة سنوات وكلانا يتحمّل الآخر على الرغم من صعوبة الأمر، وإلى ان مرضت زوجتي مؤخراً وأصبحت لا تستطيع أن تنام بسبب الآلام التي كانت تنتابها، وإن نامت يكون ذلك باستخدام الأدوية المسكنة، ومع ذلك يكون نومها متقطعاً تتخلله أنات الألآم التي كانت تشعر بها.
ويستمر قائلاً: كان من الطبيعي أن اعرض حالة زوجتي على العديد من الأطباء بحثاً عن علاج لآلامها التي استمرت لأكثر من ثلاثة شهور كنت خلالها أعاني لمعاناتها، وإلى ان قيّض الله ليّ من الأطباء من عرف سبب تلك الآلام، واستطاع أن يعالجها، فتعافت الزوجة وأصبحت تنام بصورة طبيعية وعادت إلى "الشخير" من جديد.
ويكمل زميلي قصته: على الرغم من انزعاجي من صوت ذلك الشخير لعدة سنوات خلت، إلا إن ذلك الإزعاج قد أصبح مدعاة للسعادة بعد أن شفيت زوجتي واستردت عافيتها واصبحت تنام بدون آلام.
إن قصة زميلي مع زوجته تقودني إلى الحالة الخالدة في حياة كلُ منّا، وهي حالة أمهاتنا اللائي يضطرهن إزعاج أطفالهن للاستيقاظ عدة مرات في الليلة الواحدة نتيجة لبكاء أطفالهن بسبب جوعهم أو لأي سبب أخر، فيكون ذلك الإزعاج برداً وسلاماً على قلوب الأمهات، لأن ذلك البكاء يعني غالباً بأن فلذات أكبادهن بخير، وفي المقابل فإن عدم بكاء الطفل وعدم إزعاجه للأم يعني في نظرهن بأن الطفل ليس في حالته الصحية الطبيعية.

من الحالتين السابقتين يتبيّن لنا بأن من أكثر ما يُقلقنا على من نحب هو اختفاء ما تعودنا أن يزعجنا منهم، وهذا يدعونا بصورة غير مباشرة لنقبل من نحبهم كما هم وذلك من خلال التركيز على إيجابياتهم دون النظر بنظرة النقد إلى ما قد يكون لديهم من سلبيات خارجة عن إرادتهم.
ويكون ذلك من خلال إقناعنا لأنفسنا بأن الحياة ليست وردية كلها، وكذلك الأشخاص، فالكمال هو لله وحده فقط، وهذا يدعونا لأن نقلل من أسلوب الانتقاد في حياتنا، وأن نضع أنفسنا في مكان الآخرين عند تقييمهم لنا، فلو وضعوا عيوبي تحت المجهر فبالتأكيد لن يقبلوا بي.

الشيء المؤكد بأن الآخرين عندما نقبلهم كما هم سيكونون أكثر قابلية لتعديل أي ملاحظات قد تكون لديهم.

ودمتم سالمين.

  رد مع اقتباس