الموضوع: اللغة المكسرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 12 / 2012, 21 : 01 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي اللغة المكسرة


دعاني قريب ليّ لحضور حفل أقامه في منزله كان على شرف شيخ من الباكستان تعرف عليه قريبي خلال احد اللقاءات الثقافية، وكان ذلك الشيخ لا يتحدث مع الموجودين إلا باللغة العربية الفصحى والتي كان يجيدها بكل طلاقه، وقد جمع إلى جانب إجادته للغة العربية الفصحى العلم الغزير بالتاريخ الإسلامي بكافة مراحله، ولهذا كان هو نجم تلك المناسبة.

تواصلت بعد ذلك اللقاء هاتفياً مع الشيخ، ثم دعوته إلى منزلي مع قريبي الذي عرّفني عليه، وكذلك بعض الأقارب، فكانت تلك الزيارة التي امتدت لعدة ساعات أشبه بالندوة الشاملة التي استفدنا منها جميعاً، والتي تركزت حول تاريخ انتشار الإسلام منذُ بدايته وحتى تاريخنا المعاصر.
الشيء الطريف والمخيف في نفس الوقت هو أن بعض أبناء إخوتي الذين تواجدوا في منزلي وقت وصول ذلك الشيخ وسمعوه يتحدث باللغة العربية الفصحى، استغربوا من تحدثه باللغة العربية الفصحى، ولهذا سألوني في وقت لاحق مستفسرين عن ذلك "الرجل" الذي كان يتكلم "لغة عربية مكسرة" حسب نظرهم.
فقلت لهم: سبحان الله، من يتكلم اللغة العربية الصحيحة نقول عنه أنه "يتكلم لغة عربية مكسرة"، ونقول عن أنفسنا بأننا نتكلم اللغة العربية "السليمة"، بينما لا يستطيع معظمنا أن يتحدث بجملة واحدة سليمة نطقاً ومعنى، ولهذا فقد انطبق علينا قول الشاعر المتنبي:

وكــــمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً
وآفَتُـهُ مِنَ الفَهْــمِ السّــقيــــمِ

تذكرت بعد ذلك كيف أن معظمنا قد أصبح يُساهم بغير قصد في هدم أو تشويه اللغة العربية بدلاً من المحافظة عليها، ولعل ذلك يتجلى بوضوح عندما نخاطب غير الناطقين باللغة العربية في منازلنا أو في الأماكن العامة بعبارات خاطئة لغوياً مثل قولنا: " أنت فيه روح بقاله"، أو " متى نفر يجي"، وغيرها كثير.

أخيراً، هي دعوة لنا جميعاً لنحافظ على لغتنا العربية الرائعة التي وسعت كل لفظ وغاية كما قال عنها شاعر النيل حافظ إبراهيم رحمه الله، ولنبدأ باستخدام العبارات الصحيحة عندما نخاطب الآخرين في منازلنا وفي كل مكان حيث يُساعد ذلك بأذن الله بالمحافظة على لغتنا الجميلة، كما يُساعد أيضاً في تعليم المُخاطبين اللغة العربية، ونطق عباراتها بطريقة صحيحة.

ودمتم سالمين.

  رد مع اقتباس