عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 10 / 2001, 16 : 07 AM   #2
الحارث 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 783
+ تاريخ التسجيل » 04 / 08 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 752
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

الحارث غير متواجد حالياً

افتراضي تعقيب

الفصل الثالث : رأس الجسر الديمقراطي :
يرى " بريجنسكي " أن أوروبا تؤدي دور منصة الانطلاق للتوسع التدريجي للديمقراطية باتجاه العمق الأوراسي ، ومن خلال هذا التصور بحث في أجواء أوروبا الداخلية ، وأكد على أنها سوق مشتركة لكنها ما تزال بعيدة في رأيه لأن تكون كياناً سياسياً ...ثم هو يقترب أكثر من وصف الحالة الأوروبية " بالتأسف " من الحقيقة الجارحة من أن أوروبا الغربية والوسطى ما تزال محمية أمريكية تذكر دولها الحليفة بالتوابع والوكلاء في العصور القديمة !!
واعتبر أن ما يزيد الأمر سوءاًَ ذلك الانحطاط المتفشي إذ الهوية الأوروبية هشّة ، وأزمة الثقة هي من يرسم ملامحها ... حاول بعدها المرور على المحاور " الجيوبولوتيكية " لكل من فرنسا وألمانيا خاصة انهما الأقوى .
خلاصة القول في هذا الفصل أنه يحاول من خلال هذا الوصف للحالة الأوروبية أن يحدد القضية المركزية لأمريكا بأنها الكيفية التي ينبغي أن تبني بها أوروبا المرتكزة أساساً على الرابطة الفرنسية –الألمانية بحيث تظل مرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية ، ويمتد الهدف الجيواستراتيجي المركزي لأمريكا في هذه المنطقة ليركز على دعم تأسيس شراكه عبر أطلسية أكثر أصالة عبر تمتين راس الجسر الأمريكي إلى القارة ألأوراسية من أجل أن تتحول أوروبا الموسعة إلى منصة انطلاق حيوية يفرض من خلالها على اوراسيا النظام التعاوني الديمقراطي الدولي على حد زعمه ( في الحقيقة هو يعني الخضوع لأمريكا ).
الفصل الرابع : الثقب الأسود.
دار فلك رأيه في هذا الفصل حول وضع روسيا " الجيوبوليتيكي " الجديد بشكل دقيق صاغ فيه عملية سقوط هذا الهرم ونتائج ذلك على العالم ثم قدر للآثار الاجتماعية التي أحدثتها النكبات التي حلّت بالشعب الروسي مما عجل على حد رأيه بسقوط امبراطوريتها ، تعرض بعد ذلك للخسارات التي تعرضت لها روسيا واعتبر أن سقوط أوكرانيا حجّم فرص عودة موسكو لبناء إمبراطوريتها " الأ وراسية " من جديد وهو بهذا يتعرض للمنافذ السياسية التي أطلت من خلالها روسيا على العالم وصدّرت له سياستها لينتقل بعد ذلك لقيام الدول المستقلة في آسيا الوسطى وسيطرتها على موارد حقلي المعادن والطاقة ، وسعي بعض هذه الدول ككازاخستان بالاتجاه نحو إيران ... ثم يقول ـ وخلافاً لما توقعه الروس ـ إن دول أوروبا الوسطى التي تحميها من الخارج تركيا وباكستان والمملكة العربية السعودية لم تشعر برغبة نحو مقايضة سيادتها السياسية الجديدة بالتكامل الاقتصادي .... وهذا التهاوي الذي طرح في هذا الفصل لمواقع مهمة أثرت فعلاً على السيطرة الأيدلوجية على العالم وهزت بالتالي روسيا وبذلك يحذر روسيا من مواجهة ضرورات البقاء من خلال التسارع نحو أروربا لملء ما يسميه بـ " الثقب الأسود " في أوراسيا .
الفصل الخامس البلقان الروسية :
رسم ملامح الأهمية " الجيوبوليتيكة " لهذه المنطقة بالنسبة لأمريكا ثم حاول تلمس القوى الفاعلة في هذه المنطقة متوقعاً عدم استقرار نتيجة صراعات عرقية تغتلي بها المنطقة ذاكراً في ذلك وعلى وجه الخصوص دولاً مثل : إيران وتركيا وما تحملهما هاتان الدولتان من تطلعات ، وأثرها على تطلعات روسيا الباحثة عن دور ، ورغم مساحة إيران الضيقة إلا أنها ـ كما يرى ـ تسعى للعب على ورقة إحياء الإسلام في آسيا الوسطى وهو بهذا يحاول وضع كل الاحتمالات الممكنة في المنطقة نتيجة التناقضات بين هذه المصالح المتنافسة لهذه الدول المتطلعة .
وأخيراً يطرح الهدف الأمريكي النهائي في هذه المنطقة بأنه : منع روسيا من الانفراد بالسيطرة على المجال الجيوبوليتيكي للمنطقة باعتبارها من القوى العالمية النافذة المتطلعة .
الفصل السادس مرساة الشرق الأقصى:
يضع في بداية حديثه محورين أساسيين على الولايات المتحدة الأمريكية أن تهتم بهما على حد رأيه:
- بناء علاقة وثيقة مع اليابان باعتبارها ضرورة لسياسة أمريكا العالمية .
- السعي نحو علاقة تعاونية مع الصين البرية باعتبارها حتمية بالنسبة لجيوستراتيجية أمريكا الأوراسية ، واعتبر أن هذه العلاقة بين ما يسميه القوى الرئيسية الثلاث أمريكا ، الصين ، واليابان توجد مشكلة إقليمية خطيرة كما أنها من الممكن أن تولد تحولات " جيوبوليتيكية " بنيوية .
وقد تطرق لاحتمالات اغتلاء المنطقة والدواعي المرشحة لبعث ذلك وأهمها رفض الصين لوضع تايوان المنفصل والتي أدى بزوغ نجمها إلى أن تراعي الدول المجاورة موقفها ، ودلل على ذلك بموقفي تايلاند وإندونيسيا في الأزمة التي وقعت عام 1996م بين الصين وتايوان إذ كانت ردود الجيران تتأرجح بين القول : إنه أمر طبيعي ، وبين الصمت على اعتبار أنه شأن داخلي صيني ...كذا يرى أن غياب توازن القوى الإقليمي لصالح الصين في المنطقة دفع كلا من استراليا وإندونيسيا الحذرتين من بعض إلى تنسيق عسكري متزايد ،هذه الحالة من الخوف المضطرد جراء تعاظم قوة الصين والحسابات المختلفة المتصادمة يحدث تحولات في المشهد " الجيوبوليتيكي " في شرق آسيا يتمثل في :
- إن الصين قوة صاعدة تملك مقومات الهيمنة .
- اعتماد الدور الأمني الأمريكي على تعاون اليابان يزداد باضطراد .
- اليابان تتلمس الطريق إلى دور أكثر استقلالية .
- تضاؤل الدور الروسي .
- تقسيم كوريا يصعب الإبقاء عليه ! وهو الأمر الذي يجعل التوجه الكوري المستقبلي موضوعاً لاهتمام جيوبوليتيكي متزايد من جانب جاراتها الرئيسيات .
سار بعد ذلك في تفاصيل العلاقات السياسية في ذلك الجزء من العالم الذي لا تغيب عنه شمس أمريكا! مركزا على الصين في طموحاتها وخياراتها ، والمدى المتوقع لنفوذها ونقاط التصادم .
ثم طرح اليابان بتفصيل اكبر وإمكانات توسع مجال طموحاتها الذي اعتقد أنه بفعل الثراء الاقتصادي قد بات يشغل اليابانيين ثم تطرق للاحتمالات الممكنة والتي يمكن أن تختارها اليابان سواء بالتداخل مع الصين أو بالتحالف الأمريكي الياباني المعادي للصين ، وهو يطرح هنا على الولايات المتحدة ضرورة إشعار اليابان بأنها شريك خاص من خلال تبني اتفاقية للتجارة الحرة وبهذا سيتشكل الرابط " الجيوبوليتيكي " للوجود الأمريكي المستمر في الشرق الأقصى ولدور اليابان العالمي البناء.
الفصل السابع : الخاتمة :
يرسم فيها ملامح ما يسميه السيادة الأمريكية العالمية الجديدة ..هيمنة من نوع جديد...تعكس الكثير من ملامح النظام الديمقراطي لأمريكا كونها تعددية ! ...ومرنة وقابلة للنفاذ ... ولذلك هو لا يرى قدرة أي متحد منفرد لمنازعة أمريكا مكانتها كقوة أولى في العالم على مدى قد يمتد لما يزيد عن عمر جيل من الزمن لكنه يطرح أن على أمريكا أن تكون القوة العظمى الأخيرة في العالم وهو يعتقد أن ما يقود لهذا الرأي هو كون المعرفة أصبحت أكثر انتشاراً ، كما أن القوة الاقتصادية أكثر توزعاً بحيث لن تتمكن أي دولة منفردة من تحقيق 30% من إجمالي الناتج الإجمالي العالمي ، مما يوجد فرصاً للتداخل المنفعي الذي سيفرض المشاركة وهو يحذر هنا صانع القرار السياسي الأمريكي للإسراع نحو بناء منظومة قيادية متكاملة تدير العالم خلفا لأمريكا التي أصبح شعبها يرفض ممارسة بلاده للقوة الإمبراطورية في الخارج إذ إن ذلك يتطلب درجة عالية من الدفع العقائدي ، والالتزام الثقافي والإشباع الوطني في حين أن الثقافة السائدة للبلاد تركز على اللهو الجماعي ، يضاف إلى ذلك أن كلا من أمريكا وأوروبا الغربية ـ على حد سواء ـ صارتا تجدان صعوبة في مواجهة النتائج الحضارية لطغيان " مبدأ اللذة " في المجتمع وباختصار : إن على أمريكا أن تحمل هدفاً مزدوجاً وهو إطالة عمر الوضع المسيطر لأمريكا لفترة جيل واحد على الأقل ، وإيجاد الإطار " الجيوبوليتيكي " القادر على استيعاب التوترات والصدمات الناتجة عن التغيير الاجتماعي السياسي أثناء تحوله إلى مركز جيوبوليتيكي للمسؤولية المشتركة عن الإدارة العالمية السلمية ؛ فالشركات المتعددة الجنسيات والمنظمات غير حكومية والجمعيات العلمية والتي يعززها الإنترنت توجد نظاماً عالميا غير رسمي ملائم للتعاون العالمي الممأسس الشامل .. وعلى مدى عقود كما يرى يمكن لهيكل من التعاون العالمي المستند إلى الحقائق " الجيوبوليتيكية " أن يظهر ويرتدي بالتدريج ( عباءة الوصي ) على العالم فنجاح مثل هذا الأمر سيكون التركة اللائقة لدور أمريكا بصفتها الدولة العظمى العالمية الأولى والوحيدة والأخيرة على حد زعمه !
أخيراً :
لم يتعرض الكاتب كثيراً لمنطقتنا خاصة وهي في نظره غير مرشحة لفرض أي تطلعات مستجدة خلال الفترة القريبة القادمة ... فقد فعٌل تركيزه على اللاعبين الاستراتيجيين الذي يتطلعون للسيطرة ومنافسة أمريكا قمتها في هذا العصر ، لكن هذا لا يجعلنا نيأس من وضعنا غير الفاعل في لعبة السيطرة الدولية الحالية ؛ لأن المراحل تخترق في لحظات الوعي والعـودة التي نريد ...يرسمها مقدار فهمنا للأنفسنا وللعالم من حولنا ، فإذا انتفضنا باتجاه رسالتنا السامية سيحملنا ضوؤها لنشر الحقيقة ... المرحلة التي نمر بها اليوم يكفي فيها أن نمارس الفهم لما يدور للاستفادة ، ولا يمنع أن نبدأ من مقاعد الدراسة من جديد للاستفادة مما نحمل من رسالة سامية عبر تسخير وسائل السيطرة والتفوق الحديثة في انتظار مرحلة أخرى جديدة لحمل النور ؛ فالعالم ـ بلا شك ـ ينتظرنا ونحن ... قادمون بإذن الله ـ تعالى ـ متى ما عقدنا العزم على العودة ... العودة التي نريد !!

  رد مع اقتباس