عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 08 / 2019, 38 : 06 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي لا تُحمّل قلبك أكثر مما يحتمل

للقلب أهمية كبرى في حياة الإنسان، فصحة القلب وسلامته تعني بصورة كبيرة صحة الإنسان واستمراره في الحياة بإرادة الله جل وعلا، والعكس لو كان القلب متعباً فهو يؤثر على الشخص جسدياً وفكرياً وعلى كل جهد يبذله.
ومن خصائص القلب أنه يتأثر بسبب الأمراض العضوية، كما أنه يتأثر كثيراً بسبب المنغصات والمستجدات الكثيرة من الغير فتؤثر عليه نفسياً لينعكس ذلك على صحة القلب.
ولو تمعنّا في بعض مشاكل قلوبنا لوجدنا بأن من أكبر أسباب حدوثها هو نحن، حيث يستكثر معظمنا على نفسه الراحة، ويعيش في قلق مستمر نتيجة ملاحظاته على غيره على الرغم من قدرته على تجاهلها دون أن ينقص منه شيء.
ولعل من أمثلة ذلك ما نستمع إليه حينما نتحدث إلى بعض من يشكون من هموم القلب، فنسمعهم يلومون فلاناً وعِلّاناً. ولو بحثنا عن الأسباب لوجدناها تافهة جداً، حيث يتبين بأن سبب لومهم يكون لأن فلاناً شاهده من بعيد ولم يسلّم عليه، أو أن علاناً لم يشكره عندما فتح له الباب للخروج، أو أن هذا الغاضب لم يدعوه زميله لحضور مناسبة خاصة في منزله، أو أن فلانة لم تحضر زواج ابنتهم.
أننا أحياناً نحمّل قلوبنا هموماً لا داعي لها، بل قد نغضب مع الجميع حتى تحولت حياتنا كلها الى خصام وهموم، فكانت النتائج أن تعَبت القلوب ومرضت العقول واختفت الابتسامة، وأصبحت سِمة حياتنا أنها مشاكل لا تتوقف، وخصام لا ينتهي، وفي أنفسنا نار لا تنطفئ، ونحن نظن بأننا نستطيع أن نتحكم بالحياة كيف نشاء، وأننا قادرون على إصلاح البشرية، فتكون النتيجة هي أن نُحمّل قلوبنا ما يزيد عن طاقتها من الهموم والأحزان، فنخسر وتدفع قلوبنا وصحتنا الضريبة.
لتكن الأولية لدينا ألا نقصّر مع غيرنا ونحتسب الأجر من الله، فإن كان رد غيرنا جميلاً فهو المطلوب، وإن لم يكن كذلك فيجب ألا يُضيرنا لأن القصور ليس منّا. ويجب ألا يُثنينا ذلك عن الاستمرار في نهجنا، ولعل أكبر توجيه لنا هو الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه [أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلُم عنهم ويجهلون عليّ، فقال صلّ الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهم المَلّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك] أخرجه مسلم.
ليتنا نطبّق ذلك، تكفينا الهموم التي تنقلها لنا وسائل الإعلام على مدار الساعة لمصائب لا يمكن أن نفعل شيء أمامها سوى الدعاء، ولنحرص على أن نجعل حياتنا القصيرة خالية من أي منغصات نستطيع تجنبها، ولن نجني من ورائها سوى التنافر وسوء الصحة.


لنحاول أن نُحسن حتى ولو لم نلقى إحساناً ...
ليس لأجلهم ولكن لأن الله يحب المحسنين

  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عبدالله 12 على المشاركة المفيدة:
wafei   (04 / 08 / 2019)