الموضوع: عليكم أنفسكم
عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 08 / 2011, 34 : 03 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي عليكم أنفسكم


الأمة إذا مرضت كثر كلامها عن الداء والدواء، كالمريض عندما يتحدث عن مرضه، فنجده يُكثر في حديثه عن دائه ودواءه وأطبائه.
وإذا اعتلّت أمة من الأمم فإننا نجد بأن فريقاً منها يتهم فريقاً آخر بأنه السبب في المرض أو هو الذي أدى إلى استشرائه، أو أنه قد فرّط في مداواته.
فنرى كل فرد يذكر جنايات غيره ويفيض فيها ويغلو، حتى يرمي قومه بالمساوئ ويقول عنهم بأنهم لا يصلحون، أو أنهم فاسدون، ويستثني نفسه من أي عيب أو تقصير، فهو – في اعتقاده – لا عيب له، وهكذا يضيع الوقت في التهمة والطعن والقيل والقال.
ولو اخذ كل إنسان منّا نفسه بالحق وألزمها القيام بالواجب، غير ناظرٍ إلى غيره، وغير جاهداٍ لتبرئة نفسه من الذنب، لصلحت الأمة كلها.
ولو أن كل إنسان شغلته عيوبه عن عيوب الناس، فلن نجد لأحد عيباً إلا ما ندر.
قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون } (المائدة: 105).
هي ليست دعوة للانكفاء على النفس وإهمال الغير، بل هي دعوة للبدء بإصلاح الفرد ليكون ذلك الفرد هو النواة الصالحة والقدوة لغيره ليكون المجتمع كالبنيان المرصوص.
ليت كلُ منّا يتق الله في نفسه وأمته، وليجعل همّه الدعوة إلى الخير باللين واللطف بادئاً بنفسه ثم أسرته والمجتمع بعد ذلك، وليكن ديدنه أداء الواجب عليه في كل حين، وتوطين النفس وحملها عليه، حتى تنطلق نفسه في طريق الخير صالحة مُصلحة.

حفظ الله الجميع بحفظه.

  رد مع اقتباس