الموضوع: الجوال (1)
عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 03 / 2019, 19 : 03 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الجوال (1)

لا ينكر أحد الدور المهم الذي لعبه الجوال في حياتنا منذ بداية استخدامه، وكيف أزداد هذه الدور أهمية بعد استخدام الأجهزة الذكية التي جعلت الجوال يرتبط بكل شيء تقريباً في حياتنا، حيث أصبح معظمنا يستخدمه إضافة للاتصالات، كمصدر للمعلومات، لإنجاز معظم معاملاتهم الحكومية والتجارية، وغير ذلك من الأعمال.
وكما هو الحال في بقية المخترعات فإن الأصل فيها والأعم هو الفائدة، ولكن عدم الاستخدام لصحيح من قبل البعض لها قد يؤدي إلى مخاطر صحية، وملاحظات اجتماعية تأتي بسبب سوء الاستخدام وليس بسبب الأجهزة نفسها.
وهناك العديد من الملاحظات والإشكالات التي تحدث نتيجة للاستخدام المفرط / الغير مقنن لجهاز الهاتف الجوال:-
1- من بين تلك الإشكالات التي تحدث ويتكرر حدوثها من قبل البعض هو التعلق القوي جداً باستخدام الجوال إلى درجة الإدمان دون تقنين، فنرى البعض في المجالس العامة والخاصة "ممتطياً صهوة جواله" دون أي اعتبار للحاضرين وخاصة كبار السن من الأهل وغيرهم، حيث يُظهر هذا التصرف قلة احترامه لهم، وذلك من خلال تفضيل الجوال عليهم، وانشغاله بجواله عنهم على الرغم من عدم أهمية ما يتابعه – في الغالب -، كما أن الاستخدام المفرط للجوال يكون على حساب مهام أخرى للشخص يتقاعس عن تنفيذها بسبب انشغاله بالجوال مثل إداء الصلوات، أداء الواجبات المدرسية، الحصول على النوم الكافي وخلاف ذلك من المهام والواجبات.
2- السبب السابق جعل اللقاءات وخاصة العائلية منها لقاءات أجسام فقط بينما الغالبية منهم مشغولون بعوالمهم خارج مكان اللقاء من خلال الجوال. وليست هذه الملاحظة محلية فقط بل على مستوى العالم تقريباً، فقد رأيت قبل يومين في أحد المطاعم عائلة مكونة من خمسة أشخاص كنا نجلس في طاولة مجاورة لهم. والذين بمجرد جلوسهم على كراسيهم أخرج أربعة منهم جوالاتهم وانشغلوا بها، بينما بقي الأب متابعاً لما يجرى من قبل من معه، ثم نبههم عدة مرات لترك جوالاتهم بعد ما تعب من "استحلاب" الحديث معهم. بعد مضي ربع ساعة تقريباً قام الأب وتوجه إلى المحاسب ودفع ثمن الطعام الذي كان قد تم طلبه سابقاً تاركاً المطعم لبقية أسرته بعد ما يئس منهم، وقد يكون رغبة منه في تعليمهم درساً.
3- لا يخفى على الجميع المخاطر الصحية التي تنتج من كثرة استخدام الجوالات على نظر المدمنين على استخدامها، على الرقبة، وعلى الأعصاب، وغير ذلك من المصاعب الصحية التي تظهر على الشخص بعد فترة من استخدامه المفرط للجوال. ومن باب التندر قال لي طبيب من أقاربي لو كان لدي الفرصة في تغيير تخصصي لغيرته لأكون متخصصاً في مجال علاج الرقبة والعمود الفقري، فهذا من التخصصات التي سيزداد طلب الناس عليها في المستقبل القريب لمعالجة أثار الوضعيات الخاطئة أثناء استخدام الجوال لكافة الأعمار وخاصة صغار السن.
4- على الرغم من التأثيرات الكبيرة للملاحظات السابقة، فإن الأكثر دماراً منها هو إعطاء الأجهزة الذكية للأطفال وهم صغار السن وخاصة إذا لم يُصاحب ذلك تقنين المواقع التي يتم الإطلاع عليها ومتابعة لأوقات الاستخدام. ففي الأغلب أن ينتج عن الإفراط في ذلك ضياع دين الطفل، ثم تركه لقمة سائغة للفئات الضالة المتطرفة بكافة أهدافها والتي تهدف في مجملها للقضاء على الدين من خلال ابنائه، وكذلك تقويض الدول لتكون مسارحاً لهم وتحل بها الفوضى والخراب والأمثلة أمامنا واضحة للعيان.
الملاحظات السابقة يعرفها الجميع، ولكني أشُير إليها رغبة بالتذكير بعد أن بلغ السيل الزبى بسبب الاستخدام الخاطئ من قبل البعض لهذا الجهاز الذي كان من المفروض بأن يكون جهازاً مفيداً للجميع، لا سبباً للقلق خوفاً على من نعول، وحتى لا نكون قد فرطنا في الأمانة الملقاة على عواتقنا تجاه الله أولاً، ثم الدين والوطن وولاة الأمر.


ودمتم سالمين

  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عبدالله 12 على المشاركة المفيدة:
wafei   (04 / 03 / 2019)