عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 05 / 2002, 04 : 03 AM   #1
عرندس 
ضيف

 


+ رقم العضوية » 107
+ تاريخ التسجيل » 21 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 688
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

عرندس غير متواجد حالياً

افتراضي حكاية سارق القصائد

[poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.mahroom.net//backgrounds/8.gif" border="double,10,gray" type=2 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
(1)
دفعته الظروف إلى السرقة بعد أن أغلقت كل
الدروب فى وجهه،خاصة وأنه حبيب جديد،وأمامه
مطالب لم يكن يعرف كيف يتكيف معها،ومن حظه
التعيس أن سكان القرية علموا بسارق القصائد
ضاقت الدنيا فى وجهه بمارحبت
فالناس كانت ناس
والقيم كانت قيم
لم يجد أمامه إلا أرض الله الواسعة..وعباد غير العباد
ليحافظ على البقية الباقية
من كرامته ، فالجحيم كان بالنسبة
إليه أن يواجه المجتمع الذى خانه..
لقد سقط وحكم على نفسه لأنه
ماكان بإمكانه أن يحتمل
حكم أهل القرية.
[/poet][poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.mahroom.net//backgrounds/7.gif" border="double,10,gray" type=2 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
(2)
أكلت الغربة سنوات شبابه ، دمرت طموحه ،
أجهضت مستقبله فى أسرة صغيرة ونسل
من صلبه ، عاش المنفي الاختياري..وعذبه الحنين
ولكنه كان أهون من أن يواجه ماهو أكثر
قسوة ، وهو تحطيم مشاعره أمام عيون
الناس عندما تنظر إليه باحتقار ، هذا
البديل ماكان قادراً على مواجهته..الموت أهون
ولكنه الضعف البشري ،بعد أن أكلت الغربة شبابه
وتأمرت الدموع على البصر ضؤ الحياة
وتحالف الزمن والقهر الداخلى والندم فى
التكالب على صحته.
وكان مع كل يوم جديد إلى الوراء...هذا
الوراء الجهنمي ، الماضي الذى عذبه
أشتياقه له ، قاتله الذى يحتاجه..
[/poet][poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.mahroom.net//backgrounds/25.gif" border="groove,10,gray" type=3 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
(3)
بعد مايقرب من ربع قرن انهار أمام الرغبة
فى مواجهة مصيره ، كان هناك أمل.. ربما
حلم فى بناء حياته من جديد ، وهذا ماراهن
عليه عند عودته من غربته من بلاد الناس
بلاد ليست بلاده ، سافر إلى قريته..ذهب إلى
عين الماء التى كانت تجمع الجميع ، كان
يريد أن يستطلع أن يعرف الأحياء من الأموات
من تبقي من شهود الزمن الغابر ، ومن غبر..
اقترب من بعض الصبايا وهن عائدات يحملن جرار
الماء...طلب منهن شربة ماء وقفن مندهشات من
هذا الغريب ، قدمت له إحدهن الماء.
وفيما هو يشرب ببطء كانت عيناه تتفرسان فى الوجوه
ربما يستطيع أن يعرفهن بالدم ، سألهن عن الاهل
جاءت الإجابات تحمل الاعتزاز وبعض الغرور
منهن مع أسم الحبيب، إلا واحدة لم تنطق
..ابتعدت قليلاً مسربلة بحزن لايحتمله جبل
بعار عاشرها كقدرها ، تعلق قلبه بها سألها
بلهفة وأنتِ حبيبة من؟
لم يسمع منها إجابة ، وقف الصمت بينهما
تبرعت بعض صاحباتها بالرد على استفساره
بشكل عفوى إنها(حبيبة سارق القصائد!) صعقته
جملة سارق القصائد.
التفت وكأن رصاصة اخترقت قلبه ، تمنى
الموت لحظتها ، خانه الموت بغيابه ،دائما
لا يأتى فى الوقت المطلوب ، لعن نفسه
لأنه كان يسبب للفتاة فى كل يوم هذا الإحراج.
كم مرة قتل هذا الملاك؟

[/poet][poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.mahroom.net//backgrounds/34.gif" border="double,10,gray" type=3 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
(4)
فى طريقه إلى لا مكان ..حيث لا هدف كان
يتسأل:-
هاهى مهجة فؤادى تعيش عارى ..تعيشه بعد أن
ورثها إياه.. إنه مجتمع له أعرافه القاسية
وخطوطه الحمراء التى لا يسمح باجتيازها.
قال لنفسه:-
لم يعد لى مكان هنا
إنك حين دمرت حياتك هنا
فقد دمرتها فى أى مكان آخر
وتقول لنفسك سأرحل إلى بلاد أخرى
إلى مكان آخر..ولكن عارك يطاردك..
هل بعد الأن نمد أيدينا
لأفكار غيرنا.....

أخوكم/عرندس
[/poet]


أمــــــــــــــــل ان تكون هذه الخاطرة قد نالت أعجابكم وتكون ناقوس

يدق ...

  رد مع اقتباس