عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 10 / 2002, 08 : 10 AM   #1
لجينه 
وئامي مميز

 


+ رقم العضوية » 2955
+ تاريخ التسجيل » 16 / 08 / 2002

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 335
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

لجينه غير متواجد حالياً

وأي الناس تصفو مشاربه ؟؟؟!!!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الحبيب محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذين يتصورون الحياة حزنا كل أيامها هم ابعد الناس عن فهمها .. والذين يعتقدون العكس فيتصورون انها في السعادة هم ايضا يعيشون وهماً ويعتقدون خطأ.

الحياة غيرذلك .. فهي ليست حزناً ، كما أنها ليست سعادة .. لأن السعادة والحزن مشاعر انسانية تعطي للحياة ألوانا معتمة او مضيئة تحكمها حالة الانسان النفسية ,

فالحياة حركة ، ديناميكية ، تسير بالعمل ، وتنشط بالسعي .. فهناك من يفشل من البشر او ينهزم أو يفقد عزيزاً لديه ، او يصاب بنوع من الخسارة فيرى الحياة قاتمة يفترشها الشوك ، ويلتحفها الغبار والقتام .

وآخر تحفل أيامه بالمكاسب والانتصارات ، ويزداد عدد أصدقائه ومحبيه فيرى حقولاً من السعادة ، وانهاراً من الفرح ، وبساتين من الزهور ,

والحياة في واقعها لاتدوم على حال فقد تنعكس الظروف فيشعر السعيد بالشقاء والحزن والاكتئاب .. في الوقت الذي تزدهر احوال الآخر ، وبالتالي تصبح الحياة في عينيه وارفة الظلال تتلألأ بالضياء وتفترش الزهور في طريقه ,

يروى ان اعرابياً لم يرزق في حياته الابولد وحيد وهبه كل مايقدر عليه ، وأغدق عليه من الرعاية والاهتمام صوراً متنوعة وحاول ان يبعده عن مشاق الحياة ومتاعبها فكان يذهب الى العمل في الحقل وحيداً رغم كبر سنه تاركاً ولده الوحيد مع امه في الخيمة حيث يلقى منها كل ما يمكن ان يحلم به اطفال اخرون

وكان يقضي وقته بين اللعب مع اترابه ثم العودة الى امه في الخيمة ليجد امامه الحب والحنان الكبيرين
في احد الايام عاد الأب ، وكان معروفاً بالحكمة ـ عاد من حقله ليجد الزوجة تصيح وتلطم وجهها ، وعرف منها ان وحيدهما قد فارق الحياة نتيجة تعرضه للحمى التي داهمته منذ يومين .. وكادت الأم ان تجن .. وشعر الأب انه فقد كل شيء الا إيمانه بالله ..
وتحامل على نفسه وكتم حزنه ، وقابل الحدث الكبير بصلابة الرجال وصبر المؤمنين
واخذ يفكر في طريقة يخفف بها الصدمة التي افقدت الام صوابها .. فاهتدى الى فكرة رأى ان فيها مخرجاً لمصيبة الأم الثكلى المكلومة
فهدأ من روعها .. وأقنعها ان ابنهما الوحيد لم يمت .. وانه سيعود اليهما حين يكون القمر في منتصف المساء ، وماعليها الا ان تعد له وجبته التي يحبها من الطعام .. فاستراحت نفس الأم قليلالثقتها ان زوجها رجل حكيم وصالح يعرف مالا تعرف .. فأسرعت لأعداد الوجبة .. الا ان زوجها اشترط عليها ان يكون الإناء الذي ستعد لأبنهما فيه الوجبة يجب ان يكون اناء خاص لم يسبق ان طبخ فيه لمأتم اوحزن ..
وافهمها ان كل الآنية التي عندهم لاتصلح ان تطبخ فيها لأنهما الآن في مأتم
وان الحزن يسكن خيمتهما
وطلب منها ان تذهب الى احدى الخيام الاخرى المجاورة لاستعارة اناء يتوفر فيه هذا الشرط
فرحت الأم المسكينة ، وذهبت الى الخيمة المجاورة .. وثانية .. وثالثة حتى اتت على كل الخيام ولكنها لم تجد لدى أهل هذه الخيام أناء لم يطبخ فيه لمأتم اوحزن .. فذهبت الى احد المضارب المجاورة بحثا عن الاناء ولكنها لم تجده
وحين عادت الى خيمتها بخفي حنين وبعد ان انهكها التعب واضناها البحث
سألها زوجها عن الاناء فكان ردها انها لم تجد خيمة من الخيام ولا مضرب من المضارب لم يدخلها حزن ولم تجد اناء لم يطبخ فيه المأتم
عندها قال لها الزوج الحكيم : هذه هي حال الدنيا فلا توجد اسرة لم تفقد عزيزاً عليها ..
ولايوجد شخص خال من الحزن
او لم يفجع بغال في حياته
فأدركت الأم حكمة زوجها ، وسلمت امرها لله وحبست حزنها داخل صدرها الكبير
وبمرور الأيام عادت الى حياتها الطبيعية

هذه هي الحياة
ليست شقاء دائماً
كما انها ليست سعادة ابدية
انها من هذا المزيج وذاك
شقاوة وسعادة ، فرح وحزن
كسب وخسارة ,, فشل وانتصار
سقوط وارتفاع ,, فقر وغنى

وغير العاقل هو من يغتر بها اذا اقبلت عليه
او يحزن فيها اذا ادبرت

وأي الناس تصفو مشاربه ؟؟؟!!!!!!

((المقال للكاتب السعودي : علوي طه الصافي ))

اللهم اجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولاتجعل مصيبتنا في ديننا ولاتجعل الدنيا اكبر همنا ولاتسلط علينا من لايرحمنا





 

  رد مع اقتباس