حياك الله أستاذي وافي
واسمح لي بأن أبدأ مداخلتي بذكر القصة التالية والتي اعتقد بأنك قد قرأتها سابقاً، حيث تقول القصة بأن مدرس مادة التعبير طلب من طلبته أن يكتبوا موضوعاً عن عائلة فقيرة، فأجتهد الطلبة في كتابة الموضوع، وكان من بين طلبة الفصل طالب من أسرة غنيّة جداً، فكتب في موضوعة ما يلي: ( كان الأب فقيراً وزوجته وأولادهما فقراء، وكان سائقهم فقيراً، وخادماتهم فقيرات، والبستاني فقير، والطباخ كذلك كان فقيراً . . . ).
طبعاً ذلك الطالب من الأسرة الغنية كتب عن الفقر من الواقع الذي يعيشه ولم يعلم بأن الأسرة الفقيرة بالكاد تجد ما يغطي بعض مصاريفها، فكيف يكون لديهم سائق، خادمة، طباخ، وبستاني.
أستاذي وافي:
حالنا يتطابق مع المثل المشهور الذي يقول ما معناه " النار ما تحرق إلا رجل واطيها".
فماذا نتوقع من مجلس الشورى ، وكلهم ممن أنعم الله عليهم بالمناصب والمال والجاه والبدلات التي تُصرف لهم من مجلس الشورى، فهم لا يحملون همّ دفع الإيجار شهرياً، وليست عليهم أقساط من البنوك وغيرها، ولا البحث عن قطعة أرض صغيرة لشرائها.
حتى وإن تمت الموافقة على توصية المجلس فإن ذلك لن يحل المشكلة للأسباب التي ذكرها الأستاذ منصور العصيمي في مقالته الرائعة، وسيزداد الفساد الإداري والمالي والأخلاقي، كما ستزداد معدلات الجرائم بأنواعها المختلة أكثر مع ازدياد الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ويكون الوطن في النهاية هو الخاسر الأكبر.
اعتقد بأن الحل الأمثل هو إنشاء مدن جديدة في الأراضي الشاسعة التي تنعم بها المملكة كما تم بالنسبة لمدن "6 أكتوبر" وغيرها في مصر.
عذراً أستاذي لتخبيصاتي أعلاه.
دمت بحفظ الله ورعايته.