عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 08 / 2011, 01 : 12 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي هل تتلاشى المشاعر الجميلة؟

مما قيل في وصف الحب الصادق
" يبدأ كطفل صغير . . .
ثم يكبر فيصبح فتي . . .
ثم يكبر أيضاً فيصبح رجلاً . . .
ولكنه لا يُصبح كهلاً حتى وإن أصبحنا نحن كذلك . . .
وقد نرحل ويبقى هو ليروي للآخرين قصة وفاء كل محب للأخر".

اعتقد بأن هذا الوصف للحب صحيح، لأن الإنسان الذي يحب بصدق ستبقى مشاعره الجميلة كما هي، لأنها بُنيت على صدق النوايا وخلوها من المصالح، وبُنيت على التضحية والعطاء المستمر بدون منّة.

وتكون هذه العلاقة أقوى واشد رسوخاً عندما تكون المشاعر الجميلة صادقة من الطرفين، فيكون ذلك هو جواز المرور إلى السعادة مهما كانت الإمكانيات المتاحة لهما، فكم سمعنا ونسمع عن قصص الحب الرائعة المليئة بالوفاء والتضحيات على الرغم من محدودية إمكانيات أطرافها.

وفي المقابل، كم هو مؤلم أن نسمع عن قصص كان فيها الوفاء من طرف واحد والخداع من الطرف الآخر، فكان من نتيجة ذلك حدوث صدمة كبرى لمن كان صادقاً في مشاعره الجميلة تجاه الآخر، لأن الصدق لا يمكن أن يكون مسايراً للكذب والخداع.
وهنا نجد أن الطرف الذي كان صادقاً في مشاعره يندب المعاني السامية للمشاعر الجميلة، ويسأل نفسه وغيره عن مبرر الجراح التي إصابته؟
ليصل في النهاية إلى أن السبب هو في الطرف الآخر الذي اعتاد أن يجرح غيره.

إن تعامل الناس مع المشاعر الجميلة مثل تعاملهم مع الورد،
فالبعض يحب الورد فيتمتع بجماله ويحافظ عليه، ويجعله عنواناً للفرح والسعادة،
والبعض الآخر يتمتع به لحظياً ثم يلقي به على قارعة الطريق وقد تدوسه الأقدام.

لقد تعودنا في حياتنا أن من يمت يرحل بجسده ولكن تبقى بعده ذكراه الجميلة،
ولكن لأن صدمتنا فيمن يخدعنا تكون قوية على الرغم من أنه كان يحتل مكاناً كبيراً في قلوبنا، فيجب أن نوطد أنفسنا على أن نعالج جروحنا بأنفسنا وذلك بعد الاعتماد على الله أولاً، وأن نعاود حياتنا المعتادة مع إسقاط الذكريات المؤلمة والأشخاص الذين تسببوا بها من حياتنا.
وبما أننا نعيش في زمن طغت فيه المصالح والمشاعر غير الصادقة على ما عداها، فإننا بحاجة دائماً إلى التأكد من صدق مشاعر الغير في البداية حتى لا تكون النتيجة قاسية على قلوبنا بعد ذلك.

ودمتم سالمين.

  رد مع اقتباس