الموضوع: قياس الزمن
عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 10 / 2012, 49 : 07 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي قياس الزمن


يقيس الإنسان زمانه بالساعات والأيام وبالشهور وبالسنين، فيرى الزمان سريع المرور شديد الجري، لا يكاد يجاريه حساباً وعداً، ولعل ما يؤيد ذلك أننا نعيش في هذه الأيام المباركة موسم الحج لعام 1433من الهجرة النبوية الشريفة، ولا زلنا نتذكر حج العام الماضي وكأنما كان قبل شهور قليلة فقط.
ويكون من نتائج إسراع هذا الزمن وسرعة عدوه أن يُصاب بعضنا بالغم والكآبة، ويشعر بالهمّ في نفسه لما يرى في مرور الزمان من نقص في عمره، ومضيّاً في حياته، واقتراباً إلى أجله، كما قال الشاعر طرفة بن العبد:

أرى العمر كنزاً ناقصاً كل ليلة
وما تنقص الأيام والدهر ينفـــذ

كما ينظر البعض إلى العمر والزمان على أنه مثل نهرٍ جار يسير إلى غاية محددة، والناس سائرون بسيره منتهون إلى غايته، ولكن الفرق فيما بين هؤلاء الناس أن بعضهم يستطيع الثبات ومواجهة التيار ثم ينحاز بسلام إلى الشاطئ، وهؤلاء هم الذين يحرصون على أن يستفيدوا من أوقاتهم بما يفيدهم ويفيد غيرهم. فالزمان في نظرهم لا يُعد بالساعات والأيام ولكن بمقدار الأفكار البناءة والأعمال المفيدة التي يقومون بها، وهم لا يحسبون سنين متوالية، ولكن أراء وأفعالاً تؤرخ بها العصور، ولا تُحد هي بالعصور.

أمّا من استسلم للتيار وللزمن، وجعل همّه الأكل والشرب والترفيه، فإنما ينسج على نفسه شبكة الليل والنهار ويجعل نفسه أسير لها.

إن الحياة حياة عمل وحركة واجتهاد، وليست مجالاً للراحة فقط وإضاعتها فيما لا يفيدنا، كما أنها ليست للانزواء والجمود الفكري والعقلي والبدني والذي لا يعني سوى تعطيل لما حبانا الله به من طاقات ونِعم لنستفيد منها ونُفيد بها.

أتمنى أن تكون هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة تجديداً لطاقاتنا فيما يفيدنا بالدارين.

دمتم كما تحبون ويحب سبحانه وتعالى ويرضى.

  رد مع اقتباس