في أول يوم دراسي لي في الخارج قرر أحد الدكاترة أن يجعل أول محاضرة له لتكون تعريفية بالمادة، وكذلك على أن يتعرف هو على الطلبة والعكس.
طلب الدكتور من كل طالب بأن يذكر اسمه، بلده، تاريخ ميلاده، الجامعة التي تخرج منها، والتخصص الدقيق الذي يرغب التخصص فيه، وكذلك رقم الهاتف للتواصل، وكتب ذلك على اللوح (السبورة) حتى نتذكر المعلومات المطلوب ذِكرها.
بعد أن أعطى الدكتور نبذه عن نفسه وعن المادة التي سيعطيها لنا، طلب منّا أن نبدأ بالتعريف بأنفسنا كما حدد في البداية.
بدأ أول طالب بالتعريف بنفسه، وكان عدد الطلبة والطالبات في القاعة 28.
حقيقة، حتى ذلك اليوم لم أكن أحفظ تاريخ ميلادي المذكور بجواز السفر لأني أعرفه بالهجري فقط، والجواز لم يكن معي.
الحمد لله لما وصل عندي الدور عرفت بنفسي واخترت تاريخ من عندي وخلصنا من هذا الموضوع، وبرضه ما حفظت التاريخ اللي قلته لهم.
........
المهم بعد حوالي 3 أسابيع، حوالي الساعة 7 صباحاً رن جرس الهاتف في مكان سكني، وكان الاتصال في هذا التوقيت غريب، وعلى طول جاء في بالي أن أهلي في السعودية فيهم شيء. رديت وأنا مفجوع، وإذا وحدة تقول لي: هابي بيرث دي تو يو.
قلت لها: مين أنتِ؟
قالت: أنا زميلتك فلانه في مادة الدكتور فلان؟
تذكرتها وإذا هي أكبر مني مرتين قلت لها: أهلاً .. تبغين مين؟
قالت: حبيت أهنئك بعيد ميلادك.
قلت لها: عيد ميلادي أنا؟
قالت: أيوه أنت ... مش اليوم 8 اكتوبر!
عندها تذكرت كذبة تاريخ الميلاد يوم عرفت بنفسي في أول يوم دراسي.
قلت لها: شكراً .. شكراً .. معليش أنا كنت نائم لما اتصلتِ.. وعلشان كذا ما استوعبت على طول.
قالت لي: أكيد كلموك أهلك.
قلت لها: كلمتني أمي وأخواتي البارح علشان فارق التوقيت، وقالت لي أمي إن هذي أول مرة يمر عيد ميلادك وأنت بعيد عن البيت.
قالت: أوووه .. فري نايس.
(وأنا أقول بيني وبين نفسي والله ما درت أمي ولا خواتي ولا أنا عن يوم ميلادي).
الحمد لله أنه كان يوم سبت علشان ما أشوف أحد في الجامعة يحرجني بعد.
المهم ، بعد ساعتين اتصلت على ولد خالتي اللي كان في سكن منفصل، وقلت له: مش عيب عليك ما تهنيني بعيد ميلادي؟
قال لي: شرهتك على اللي يدري عن تاريخ ميلاده، تبيني أدري عن تاريخ ميلادك.
وأردف قائلاً: بلا عيد ميلاد بلا كلام فاضي ... ضبط لنا الكبسة وأجئك بعد العصر تصير لنا غداء وعشاء.
(ولد خالتي رومانسي)