عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 04 / 2015, 00 : 07 PM   #2
رحيق مختوم 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 42605
+ تاريخ التسجيل » 08 / 04 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 47
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

رحيق مختوم غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من استعجل حقا له قبل اوانه عوقب بحرمانه

نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ جَاءَتِ السُّنَّةُ فِي الْاَصْلِ لِتُقَيِّدَ الْمُطْلَقَ الَّذِي اَطْلَقَهُ الْقُرْآَنُ فِي هَذِهِ الْمِثْلِيَّةِ، فَبَيَّنَتْ اَنَّهُ يَجُوزُ مُعَامَلَةُ الْعَدُوِّ بِالْمِثْلِ اِلَّا فِي اَحْوَالٍ وَهِيَ قَوْلُهَا[لَاتَقْتُلُوا طِفْلاً، وَلَاشَيْخاً كَبِيراً، وَلَا امْرَاَةً، مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَعْدَاءِ اِذَا كَانُوا مُسَالِمِين، اِلَّا اِذَا كَانُوا مُحَارِبِينَ فَاقْتُلُوهُمْ اِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا اِلَى اَسْرِهِمْ سَبِيلاً، وَلَايَجُوزُ قَتْلُهُمْ اِلَّا فِي حَالَةٍ وَاحِدَةٍ تَخْشَوْنَ فِيهَا مِنَ الْهَلَاكِ عَلَى اَنْفُسِكُمْ اِنْ لَمْ تَقْتُلُوهُمْ، وَهِيَ اِمَّا قَاتِلٌ مُضْطَّرٌّ اِلَى الدِّفَاعِ عَنْ نَفْسِهِ، وَاِمَّا مَقْتُولٌ مِنْ هَؤُلَاءِ اضَّطَّرَّنَا اِلَى قَتْلِهِ بَعْدَ اَنْ هَجَمَ عَلَيْنَا هُجُوماً كَاسِحاً لَامَجَالَ لِلتَّفَاهُمِ مَعَهُ بِسَبَبِهِ، وَلَامَجَالَ لِلِاحْتِرَازِ وَالِاحْتِيَاطِ مِنْ قَتْلِ اَطْفَالِهِ، فَهُنَا هَلْ يُضَحَّى بِحَيَاةِ الْاُمِّ وَهِيَ الْاَصْلُ اِذَا خَافَ الطَّبِيبُ عَلَيْهَا الْمَوْتَ بِسَبَبِ حَمْلِهَا؟ اَمْ بِحَيَاةِ جَنِينِهَا وَهُوَ الْفَرْعُ مِنَ الْاَصْلِ وَهُوَ الْاُمّ؟ بِمَعْنَى هَلْ يُضَحَّى بِحَيَاةِ الْمُسْلِمِينَ وَاَطْفَالِهِمْ وَهُمْ اَصْلُ التَّوْحِيدِ وَفُرُوعُهُ؟ اَمْ يُضَحَّى بِحَيَاةِ الْمُشْرِكِينَ وَاَطْفَالِهِمْ وَهُمْ اَصْلُ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ وَفُرُوعُهُ؟ وَاَتْرُكُ الْخَيَارَ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ وَلَااَسْتَطِيعُ اَنْ اُعْطِيَ اِجَابَةً شَافِيَةً فِي هَذَا الْاَمْرِ اِلَّا بَعْدَ التَّشَاوُرِ مَعَ كَوْكَبَةٍ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَلَاتَقْطَعُوا شَجَرَةً وَلَانَخْلاً، اِلَّا مَاكَانَ مِنْ اَمْرِ قَوْلِهِ تَعَالَى بِحَقِّ الْيَهُودِ الْمُحَارِبِينَ{مَاقَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ اَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى اُصُولِهَا، فَبِاِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِين(وَلِذَلِكَ اَخِي كَانَ لَابُدَّ مِنِ اسْتِثْنَاءَاتٍ يَجِبُ مُرَاعَاتُهَا شَرْعاً فِي قَتْلِ هَؤُلَاءِ وَلَوْ كَانُوا اَبْرِيَاءَ اِذَا لَمْ يَتْرُكْ لَنَا الْعَدُوُّ خَيَاراً آَخَر، لَكِنْ يَحْرُمُ عَلَى أَيِّ عَسْكَرِيٍّ اَنْ يَلْجَاَ اِلَى قَتْلِ هَؤُلَاءِ الْاَطْفَالِ الَّذِينَ تَتَرَّسَ وَاحْتَمَى بِهِمُ الْعَدُوُّ اِلَّا بِاَمْرِ قَائِدِهِ الْعَسْكَرِيّ، وَيَحْرُمُ عَلَى قَائِدِهِ الْعَسْكَرِيِّ اَنْ يَاْمُرَهُ بِذَلِكَ اِلَّا بَعْدَ مُشَاوَرَةِ كَوْكَبَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْم، نَعَمْ اَخِي: وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ مِثَالاً آَخَرَ عَلَى تَقْيِيدِ السُّنَّةِ لِلْمُطْلَقِ فِي الْقُرْآَن: فَمَثَلاً قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا اَيْدِيَهُمَا، جَزَاءً بِمَا كَسَبَا، نَكَالاً مِنَ اللهِ، وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيم(نَعَمْ اَخِي: فَجَاءَتْ كَلِمَةُ اَيْدِيَهُمَا مُطْلَقَةً عَلَى اِطْلَاقِهَا، فَيَاتُرَى هَلْ هِيَ الْيَدُ الْيُمْنَى؟ اَمْ هِيَ الْيَدُ الْيُسْرَى؟ هَلْ هِيَ الْيَدُ كُلُّهَا؟ اَمْ بَعْضُهَا؟ وَنَقُولُ لِلْقُرْآَنِيِّين: اَلْقُرْآَنُ لَمْ يُفَصِّلْ ذَلِكَ، بَلْ قَالَ: فَاقْطَعُوا اَيْدِيَهُمَا عَلَى اِطْلَاقِ الْاَيْدِي جَمِيعاً، بِمَعْنَى اَنَّهُ لَمْ يَقُلْ فَاقْطَعُوا يَدَيْهِمَا الِاثْنَتَيْنِ، بَلْ قَالَ فَاقْطَعُوا اَيْدِيَهُمَا الْاَرْبَع، فَاِذَا اَرَدْنَا اَنْ نَاْخُذَ بِالْقُرْآَنِ فَقَطْ، فَعَلَيْكُمْ اَنْ تَقْطَعُوا يَدَ السَّارِقِ كُلّهَا مِنَ الرُّسْغِ اِلَى الْكَتِفِ! بَلْ اِنَّ الْقَاضِيَ الْقُرْآَنِيَّ عِنْدَكُمْ مُخَيَّرٌ اَيْضاً وَلَاحَرَجَ عَلَيْهِ شَرْعاً اَنْ يَقْطَعَ الْيَدَ الْيُمْنَى السَّارِقَةَ اَوْ يَقْطَعَ الْيُسْرَى! فَاِذَا قَطَعَ الْيُسْرَى! فَلَنْ يَسْتَطِيعَ السَّارِقُ اَنْ يُنَظّفَ نَجَاسَتَهُ الشَّرْجِيَّةَ بِسُهُولَةٍ بِيَدِهِ الْيُمْنَى بَعْدَ قَضَاءِ حَاجَتِهِ مِنْ اِخْرَاجِ خُرَائِةِ وَبَوْلِهِ! وَعَلَى اَعْدَاءِ الْاِسْلَامِ اَنْ يَتَّهِمُوكُمْ اَنْتُمْ بِالْوَحْشِيَّةِ وَالْهَمَجِيَّةِ فِي تَطْبِيقِ حُدُودِ اللهِ، لَا اَنْ يَتَّهِمُوا اَهْلَ السُّنَّةِ الَّذِينَ يَاْخُذُونَ بِاَحْكَامِهَا وَلَايُنْكِرُونَهَا كَمَا تُنْكِرُونَهَا اَنْتُمْ، وَلِذَلِكَ نَقُولُ لِلْقُرْآَنِيِّين: اِنَّ فَضْلَ السُّنَّةِ كَبِيرٌ جِدّاً عَلَى حُدُودِ اللهِ فِي التَّخْفِيفِ مِنْ شِدَّةِ هَمَجِيَّتِهَا وَوَحْشِيَّتِهَا الْمَزْعُومَةِ عَلَى الْوُحُوشِ الْهَمَجِيِّينَ الْمُجْرِمِين! وَلَمْ يَكُنْ لِدِينِ الْاِسْلَامِ اَنْ يَرْحَمَ الْمُجْرِمِينَ هَذِهِ الرَّحْمَةَ الْحَمْقَاءَ الرَّعْنَاءَ الَّتِي يُرِيدُهَا اَعْدَاؤُهُ الْمُجْرِمُونَ لِلْمُجْرِمِينَ اَمْثَالِهِمْ؟ لِيُطْلِقُوا لَهُمْ عَنَانَهُمْ مِنْ سُجُونِهِمْ؟ وَيُسَاعِدُوهُمْ عَلَى الْهَرَبِ مِنْهَا؟ وَالْاِفْلَاتِ مِنْ قَبْضَةِ الْعَدَالَةِ؟ لِيَعِيثُوا فِي الْاَرْضِ فَسَاداً بِقَتْلِهِمْ وَانْتِقَامِهِمُ الطَّائِفِيِّ مِنَ الْاَبْرِيَاءِ دُونَ رَحْمَة، وَمَعَ ذَلِكَ جَاءَتِ السُّنَّةُ الَّتِي يُنْكِرُهَا الْقُرْآَنِيُّونَ لِمَصْلَحَةِ الْمُجْرِمِينَ؟ مِنْ اَجْلِ التَّخْفِيفِ مِنَ التَّنْكِيلِ الَّذِي اَمَرَ بِهِ ظَاهِرُ الْقُرْآَنِ لَوْ اَخَذْنَاهُ عَلَى اِطْلَاقِهِ دُونَ مُرَاعَاةِ السُّنَّة، وَلِذَلِكَ نَقُولُ لِلْقُرْآَنِيِّينَ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ السُّنَّةَ: مَنِ الَّذِي بَيَّنَ اَنَّ الْيَدَ السَّارِقَةَ الَّتِي تُقْطَعُ هِيَ الْيَدُ الْيُمْنَى؟ وَاَنَّهَا تُقْطَعُ مِنَ الرُّسْغِ وَهُوَ الْكُوع؟(وَالْعَوَامُّ عِنْدَنَا يُسَمُّونَ الْمِرْفَقَ بِالْكُوع! وَهِيَ تَسْمِيَةٌ خَاطِئَة؟ لِاَنَّ الْكُوعَ هُوَ الرُّسْغُ وَلَيْسَ الْمِرْفَقَ، وَاللهُ تَعَالَى اَمَرَنَا اَنْ نَغْسِلَ اَيْدِيَنَا اِلَى اَنْ نَصِلَ فِي غَسْلِهَا اِلَى الْمَرَافِقِ فِي مَسَافَةٍ طَوِيلَةٍ، وَلَمْ يَاْمُرْنَا اَنْ نَغْسِلَهَا اِلَى اَنْ نَصِلَ بِهَا اِلَى الْكُوعِ وَهُوَ الرُّسْغُ فِي مَسَافَةٍ قَصِيرَةٍ وَهِيَ الْمَسَافَةُ الْقَصِيرَةُ الَّتِي تُقْطَعُ فِيهَا يَدُ السَّارِق( وَلِذَلِكَ نَقُولُ لِلْقُرْآَنِيِّين: مَنْ سِوَى السُّنَّةِ بَيَّنَ اَنَّ الْيَدَ السَّارِقَةَ الْيُمْنَى هِيَ الَّتِي تُقْطَعُ مِنَ الْكُوعِ اَوِ الرُّسْغِ؟ لَا اَنْ نَصِلَ بِقَطْعِهَا اِلَى مَسَافَةٍ طَوِيلَةٍ جِدّاً اِلَى الْكَتِفِ كَمَا يَاْمُرُكُمْ بِذَلِكَ ظَاهِرُ الْقُرْآَنِ الَّذِي تُرِيدُونَ اَنْ تَقْتَصِرُوا عَلَيْه؟ وَنَقُولُ لِلْقُرْآَنِيِّين: وَكَذَلِكَ يَقُولُ الْقُرْآَنُ الَّذِي لَاتُؤْمِنُونَ اِلَّا بِهِ: اَنَّ كُلَّ مَنْ سَرَقَ تُقْطَعُ يَدُهُ كَائِناً مَنْ كَان! وَلَكِنَّ السُّنَّةَ اشْتَرَطَتْ لِذَلِكَ الْقَطْعِ شُرُوطاً رُبَّمَا لَايَتَحَقَّقُ اَكْثَرُهَا مَعَ كَائِنٍ مَنْ كَان! نَعَمْ اَخِي: وَاَوَّلُ هَذِهِ الشُّرُوطِ، اَنْ يَكُونَ الْمُجْتَمَعُ فِي كِفَايَة، وَلِذَلِكَ لَايُمْكِنُنَا اَنْ نَقْطَعَ يَدَ السَّارِقِ فِي مُجْتَمَعٍ فِيهِ مِنَ الْمَجَاعَاتِ، وَفِيهِ مِنَ التَّفَاوُتِ فِي الطَّبَقَاتِ، وَفِيهِ مِنَ الْمُتْخَمِينَ الْمُتْرَفِينَ، وَفِيهِ مِنَ الْجَائِعِينَ، ثُمَّ نَرَى اِنْسَاناً جَائِعاً سَرَقَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَاْكُلَ اَوْ يُطْعِمَ زَوْجَتَهُ وَاَوْلَادَهُ الْجَائِعِين؟ لِنُسَارِعَ بَعْدَ ذَلِكَ اِلَى قَطْعِ يَدِهِ! فَهَذَا لَاتَقُولُ بِهِ السُّنَّةُ الشَّرِيفَةُ اَبَداً، وَاِنَّمَا تَقُولُ بِشُرُوطٍ صَعْبَةٍ جِدّاً ظَاهِرُهَا وَبَاطِنُهَا فِيهِمَا الرَّحْمَة، بَلْ لَايَصِلُ السَّارِقُ وَالزَّانِي وَالْقَاتِلُ وَغَيْرُهُمْ مِنْ اَصْحَابِ الْحُدُودِ اِلَى بَاطِنِهَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ اِلَّا بَعْدَ جَهْدٍ جَهِيدٍ يَدْرَاُ عَنْهُ الشُّبُهَاتِ وَيَمْنَعُ عَنْهُ الْحَدَّ مَااسْتَطَاعَ الْقَاضِي اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً وَلَوْ بِشُبْهَةٍ بَسِيطَةٍ تُنْقِذُهُ مِنَ الْحَدِّ وَاِنْ لَمْ تُنْقِذْهُ مِنَ الْعُقُوبَةِ التَّعْزِيرِيَّة، نَعَمْ اَخِي: فَعَلَى الْمُجْتَمَعِ الَّذِي يُرِيدُ قَطْعَ يَدِ السَّارِقِ، اَنْ يَكُونَ فِي كِفَايَة، نَعَمْ اَخِي: وَاَلَّا يَكُونَ السَّارِقُ مُحْتَاجاً اِلَى مَاسَرَق، نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا كَانَ مُحْتَاجاً بِسَبَبِ ظُرُوفٍ قَاسِيَةٍ اضْطَّرَّتْهُ اِلَى ذَلِكَ فَسَرَقَ لِيَاْكُلَ، اَوْ سَرَقَ لِيُدَاوِيَ مَرَضَهُ اَوْ مَرِيضَهُ مِنْ اَوْلَادِهِ اَوْ زَوْجَتِهِ اَوْ اَرْحَامِهِ اَوْ جِيرَانِهِ، اَوْ سَرَقَ لِغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْاَسْبَابِ الِاضْطِّرَارِيَّةِ الَّتِي اضْطَّرَّتْهُ اِلَى السَّرِقَةِ، فَهَذَا لَايُقَامُ عَلَيْهِ حَدُّ السَّرِقَةِ، وَلَاتُقْطَعُ يَدُهُ، وَاِنَّمَا يُعَاقَبُ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ يَجِبُ اَنْ تَبْلُغَ السَّرِقَةُ مِقْدَاراً مُعَيَّناً، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ اَنْ تَكُونَ السَّرِقَةُ فِي حِرْزِ الْمِثْلِ، كَاَنْ يَسْطُوَ سَارِقٌ عَلَى صُنْدُوقٍ مَقْفُولٍ اَوْ خَزْنَةٍ مُحْكَمَةِ الْاِغْلَاقِ فِي بَيْتٍ مَسْكُوٍن اَوْ مَهْجُورٍ ثُمَّ يَاْخُذُهُ مَعَهُ، فَهُنَا تَحَقَّقَ شَرْطُ الْحِرْزِ، وَهُوَ اَنَّ الْبَيْتَ الْمَسْرُوقَ، كَانَ حِرْزاً حَافِظاً لِلصُّنْدُوقِ وَالْخَزْنَةِ، وَهُوَ اَنَّ الصُّنْدُوقَ وَالْخَزْنَةَ اَيْضاً هُمَا حِرْزَانِ حَافِظَانِ لِهَذِهِ الْاَشْيَاءِ الْمَسْرُوقَةِ بِشَرْط؟ اَنْ يَكُونَا مَقْفُولَيْنِ، فَاِذَا كَانَا مَفْتُوحَيْنِ مُهْمَلَيْنِ، فَلَاتُقْطَعُ يَدُ السَّارِقِ، اِلَّا اِذَا كَانَ بَابُ الْبَيْتِ مُقْفَلاً وَخَلَعَهُ؟ لِاَنَّ الْبَيْتَ وَحْدَهُ يَكْفِي لِاَنْ يَكُونَ حِرْزاً حَافِظاً لِهَذِهِ الْاَشْيَاءِ جَمِيعِهَا، وَاَمَّا اِذَا وَجَدَ السَّارِقُ مِنْ اَصْحَابِ السَّوَابِقِ مِحْفَظَةً عَلَى الطَّرِيقِ وَاَخَذَهَا، فَالطَّرِيقُ لَيْسَ حِرْزاً حَافِظاً لِهَذِهِ الْاَشْيَاءِ، فَهَذَا لَاتُقْطَعُ يَدُهُ، وَاِنْ كَانَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِ اَنْ يُعَرِّفَ النَّاسَ عَلَيْهَا؟ لِيَرُدَّهَا بَعْدَ ذَلِكَ اِلَى صَاحِبِهَا الْحَقِيقِيِّ، بَعْدَ سُؤَالِهِ عَنْ مُحْتَوَاهَا؟ وَكَمْ مِنَ الْاَمْوَالِ الَّتِي افْتَقَدَهَا صَاحِبُهَا مَوْجُودٌ فِيهَا؟ نَعَمْ اَخِي: فَلَوِ اتَّضَحَ لِلْقَضَاءِ الْمُخْتَصِّ اَنَّهُ اَخَذَهَا وَلَمْ يُعَرِّفْ عَلَيْهَا، فَاِنَّهُ يُعَاقَبُ، وَلَكِنْ لَاتُقْطَعُ يَدُهُ؟ لِاَنَّهُ لَمْ يَسْرِقْهَا مِنْ حِرْزٍ مَحْمِيٍّ حَافِظٍ لِاَمْوَالِهَا، وَاِنَّمَا اَخَذَهَا مِنْ طَرِيقٍ دَاشِرٍ وَفَالِتٍ وَغَيْرِ مَحْمِيٍّ، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ لَوْ سَرَقَ الْاَصْلُ مِنْ فَرْعِهِ، اَوْ سَرَقَ الْفَرْعُ مِنْ اَصْلِهِ، كَاَنْ يَسْرِقَ الْوَلَدُ مَثَلاً مِنْ مَالِ اَبِيهِ، اَوْ مِنْ مَالِ اُمِّهِ، اَوْ مِنْ مَالِ جَدِّهِ، اَوِ الْاَبُ اَوِ الْجَدُّ اَوِ الْجَدَّةُ سَرَقَ اَحَدُهُمْ اَوْ جَمِيعُهُمْ مِنْ مَالِ حَفِيدِهِمْ، فَهُنَا يُوجَدُ اُصُولٌ وَيُوجَدُ فُرُوعٌ تَخْتَلِطُ الْمَنْفَعَةُ بَيْنَهُمْ جَمِيعاً، وَلِذَلِكَ لَاتُقْطَعُ يَدُهُمْ، نَعَمْ اَخِي: وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ يَحِلُّ لِي اَنْ اَسْرِقَ مَثَلاً مِنْ مَالِ وَالِدِي، اَوْ يَحِلُّ لِوَالِدِي اَنْ يَسْرِقَ مِنْ مَالِي لَا، وَلَكِنْ اُعَاقَبُ وَيُعَاقَبُ وَالِدِي دُونَ قَطْعِ يَدِي وَلَا يَدِهِ, نَعَمْ اَخِي: وَلَا اَعْلَمُ فِي الشَّرْعِ الْاِسْلَامِيِّ اَنَّهُ يَجُوزُ لِاَحَدٍ اَنْ يَسْرِقَ مِنْ اَحَدٍ اِلَّا الْمَرْاَةَ؟ يَجُوزُ لَهَا اَنْ تَسْرِقَ مِنْ زَوْجِهَا؟ اِذَا كَانَ بَخِيلاً، وَلَوْ مِنْ دُونِ عِلْمِهِ؟ وَلَكِنْ مَايَكْفِيهَا فَقَطْ وَاَوْلَادَهَا بِالْمَعْرُوفِ دُونَ زِيَادَةٍ اِذَا خَافَتْ عَلَيْهِمْ اَوْ عَلَى نَفْسِهَا اَنْ يَمُوتُوا جَمِيعاً مِنَ الْجُوعِ اَوِ الْمَرَضِ اَوِ الْبَرْدِ اِلَى آَخِرِ مَاهُنَالِكَ، وَلَايُعْتَبَرُ عَمَلُ هَذِهِ الْمَرْاَةِ سَرِقَةً فِي الشَّرْعِ، وَاِنَّمَا اَخْذاً لِبَعْضِ حُقُوقِهَا الَّتِي مَنَعَهَا زَوْجُهَا عَنْهَا، وَخَاصَّةً اِذَا كَانَ يُضَيِّعُ اَمْوَالَهُ عَلَى مَاحَرَّمَ اللهُ مِنَ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَمَااِلَى هُنَالِكَ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ وَخَاصَّةً اَيْضاً اِذَا كَانَ مُعَدِّداً لَايَعْدِلُ بَيْنَ زَوْجَاتِهِ وَاَوْلَادِهِ مَادِّيّاً، وَلَايَعْدِلُ مَااسْتَطَاعَ سَبِيلاً اِلَى الْعَدْلِ بَيْنَهُمْ عَاطِفِيّاً، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ اِذَا سَرَقَ الشَّرِيكُ مِنْ شَرِكَةٍ مُخْتَلَطَةٍ، فَاِنَّ هَذَا يُعْتَبَرُ خِيَانَةً، وَلَايُعْتَبَرُ سَرِقَةً، وَاِنَّمَا يُعَاقَبُ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّةً، وَلَهُ ذَنْبُهُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَذِهِ الْحُدُودَ لَاتَتَحَقَّقُ وَلَايُعَاقِبُ الْاِسْلَامُ بِهَا اِلَّا بِشُرُوطٍ صَعْبَةٍ جِدّاً، وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الَّذِينَ يُهَاجِمُونَ هَذِهِ الْحُدُودَ! هُمْ جُهَلَاءُ بِهَذِهِ الشُّرُوطِ! حِينَمَا يَتَّهِمُونُ هَذِهِ الْحُدُودَ بِالْوَحْشِيَّةِ وَالْهَمَجِيَّة! وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء: هَلْ نَظَرْتُمْ قَبْلَ اَنْ تُهَاجِمُوا اِلَى هَذِهِ الشُّرُوطِ الَّتِي يَجِبُ اَنْ تَتَوَفَّرَ حَتَّى يُقَامَ الْحَدُّ؟ هَلْ تَوَفَّرَتْ عِنْدَ الدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ وَاَمْثَالِهِمْ مِنَ الْمُتَطَرِّفِينَ قَبْلَ اَنْ يُقِيمُوا حُدُودَ اللهِ عَلَى النَّاس؟ هَلْ كَانَ الْاِسْلَامُ لِيَسْمَحَ لِهَؤُلَاءِ اَنْ يُقِيمُوا حُدُودَ اللهِ عَلَى النَّاسِ خَبْطَ عَشْوَاءَ كَيْفَمَا اتَّفَق؟ فَاِذَا كَانَ الْاِسْلَامُ لَمْ يَسْمَحْ بِذَلِكَ لِهَؤُلَاء، فَكَيْفَ تَسْمَحُونَ لِاَنْفُسِكُمْ اَنْ تَتَّهِمُوا الْاِسْلَامَ هَكَذَا خَبْطَ عَشْوَاءَ كَيْفَمَا اتَّفَقَ وَمِنْ دُونِ بَيِّنَةٍ وَلَا دَلِيل! وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء: اَنْتُمْ بِالتَّاْكِيدِ لَمْ تَنْظُرُوا اِلَى ذَلِكَ كُلّهِ مِنْ هَذِهِ الشُّرُوطِ الصَّعْبَةِ؟ وَلِهَذَا تُحَارِبُونَ السُّنَّةَ؟ لِاَنَّ السُّنَّةَ هِيَ الَّتِي بَيَّنَتْ لَنَا ذَلِكَ كُلَّهُ، وَلِذَلِكَ اَنْتُمْ تُحَارِبُونَهَا؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَصِلُوا اِلَى الطَّعْنِ بِالْقُرْآَنِ بِكُلِّ سُهُولَةٍ؟ لِاَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً: اَنَّ السُّنَّةَ هِيَ الْعَقَبَةُ الْكُبْرَى الْكَؤُودُ الْمَانِعَةُ لَكُمْ مِنَ الطَّعْنِ بِهَذَا الْقُرْآَنِ؟ لِاَنَّكُمْ اِذَا فَهِمْتُمُ الْقُرْآَنَ عَلَى فَهْمِ السُّنَّةِ، فَلَنْ تَجِدُوا سَبِيلاً اِلَى الطَّعْنِ بِهَذَا الْقُرْآَن, نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَؤُلَاءِ الْقُرْآَنِيِّينَ! يُسَاعِدُونَ هَؤُلَاءِ الْحَاقِدِينَ عَلَى الطَّعْنِ بِالْاِسْلَامِ مِنْ حَيْثُ يَشْعُرُونَ اَوْ لَايَشْعُرُون! ثُمَّ يَقُولُ هَؤُلَاءِ الْحَاقِدُون:اُنْظُرُوا اِلَى هَذَا الْقُرْآَنِ وَمَافِيهِ مِنَ الْقَسْوَةِ وَالظُّلْمِ وَالْوَحْشِيَّةِ اللَّااِنْسَانِيَّة وَهُوَ يَقُولُ: اِنَّ الَّذِي سَرَقَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَاْكُلَ، اَوْ مِنْ اَجْلِ حَبَّةٍ مِنَ الدَّوَاءِ تُنْقِذُهُ مِنَ الْمَوْتِ، فَاِنَّهُ تُقْطَعُ يَدُهُ، نَعَمْ اَخِي: فَحِينَمَا يُحَارِبُونَ السُّنَّةَ بِالتَّعَاوُنِ مَعَ هَؤُلَاءِ الْقُرْآَنِيِّينَ الْعُمَلَاءِ لَهُمْ وَالْمَاْجُورِينَ، فَاِنَّهُمْ يَهْدِمُونَ الْحَجَرَ اَوِ الْاَسَاسَ الْاَوَّلَ لِهَذَا الدِّينِ الْعَظِيم، نَعَمْ اَخِي: وَمِنْ هَذَا الْهَدْمِ الْاَوَّلِ، يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ هَدْمٌ آَخَرُ لِكِتَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ اَخِي: فَانْظُرْ اِلَى هَذِهِ الشُّرُوطِ الصَّعْبَةِ جِدّاً اِنْ لَمْ تَكُنْ مُسْتَحِيلَة! وَهِيَ نَادِراً مَاتَتَحَقَّقُ مِنْ اَجْلِ تَطْبِيقِ حُدُودِ الله! فَلَوْ اَرَادَ سُبْحَانَهُ الِانْتِقَامَ مِنَ النَّاسِ بِهَا وَالتَّنْكِيلَ عَلَيْهِمْ بِهَا، مَاجَعَلَ لَهَا هَذِهِ الشُّرُوطَ الَّتِي تَجْعَلُ الْعُقُوبَةَ بِجَمِيعِ اَنْوَاعِ حُدُودِهَا شِبْهَ مُسْتَحِيلَة لِتُخَفَّفَ بَعْدَ ذَلِكَ اِلَى مَاهُوَ اَخَفُّ مِنَ الْحَدِّ وَهُوَ التَّعْزِير، نَعَمْ اَخِي وَلِذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي عَامِ الرَّمَادَةِ، حِينَمَا حَصَلَ فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ وَالْقَحْطِ وَالْجَفَافِ، وَلَمْ تُمْطِرِ السَّمَاءُ لِعِدَّةِ سَنَوَاتٍ، حَتَّى صَارَ لَوْنُ التُّرَابِ كَاَنَّهُ رَمَادٌ وَصَفْيَةٌ مِنْ شِدَّةِ الْقَحْطِ وَالْجَفَافِ، فَكَانَ اِذَا سَرَقَ سَارِقٌ لَايَقْطَعُ يَدَهُ لِمَاذَا؟ لِشُبْهَةِ اَنَّهُ سَرَقَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَاْكُلَ اَوْ يَتَنَاوَلَ حَبَّةً مِنَ الدَّوَاء، نَعَمْ اَخِي: وَدَائِماً اَيَّةُ شُبْهَةٍ فِي الشَّرْعِ، فَاِنَّهَا تَكُونُ فِي مَصْلَحَةِ الْمُتَّهَمِ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام:[اِدْرَؤُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ مَااسْتَطَعْتُمْ( نَعَمْ اَخِي:وَكَلِمَةُ اِدْرَؤُوا بِمَعْنَى: اِمْنَعُوا تَطْبِيقَ الْحُدُودِ اِذَا عَرَضَتْ لَكُمْ شُبْهَةٌ مِنْ هَذِهِ الشُّبُهَاتِ الَّتِي تَشْفَعُ لِلْمُتَّهَمِ مِنْ هَذِهِ الشُّرُوطِ الصَّعْبَةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا مَااسْتَطَعْتُمْ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً؟ لِيَنْجُوَ مِنْ اِقَامَةِ الْحَدِّ عَلَيْهِ، وَاِنْ لَمْ يَنْجُ مِنَ الْعُقُوبَةِ التَّعْزِيرِيَّة، فَاِذَا عَرَضَتْ لِلْقَاضِي مَثَلاً شُبْهَةٌ وَلَوْ صَغِيرَةٌ فِي احْتِمَالِ بَرَاءَةِ الْقَاتِلِ مِمَّا نَسَبَهُ اِلَيْهِ الِادِّعَاءُ مِنَ الْجَرِيمَةِ، فَعَلَى الْقَاضِي اَنْ يُوقِفَ تَطْبِيقَ عُقُوبَةِ الْاِعْدَامِ عَلَيْهِ فَوْراً، وَاَنْ يُطْلِقَ سَرَاحَهُ اِنْ لَمْ يَكُنْ مَوْقُوفاً بِجُرْمٍ آَخَرَ، وَاَنْ يَفْرِضَ عَلَيْهِ الْاِقَامَةَ الْجَبْرِيَّةَ حَتَّى يَنْجَلِيَ الْغُبَارُ عَنْ بَرَاءَتِهِ تَمَاماً، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَمَا قُلْنَا، اَوْقَفَ قَطْعَ يَدِ السَّارِقِ، وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ اَلْغَى، وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ: لَا، هُوَ لَمْ يُلْغِ الْعُقُوبَةَ، بَلْ اَوْقَفَ الْعَمَلَ بِهَا حَتَّى اِشْعَارٍ آَخَرَ؟ لِظُرُوفٍ حَرِجَةٍ اضْطَّرَّتْهُ اِلَى اَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ، نَعَمْ اَخِي: وَنَقُولُ لِلْقُرْآَنِيِّين: فَاِذَا اَرَدْنَا اَنْ نُوَافِقَكُمْ فِي اَهْوَائِكُمْ عَلَى اِلْغَاءِ السُّنَّةِ، فَاِنَّ أَيَّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ يَاْتِي وَيَقُول: اِنَّ الْقُرْآَنَ اَمَرَ بِقَطْعِ يَدِ السَّارِقِ وَالسَّارِقَةِ مُطْلَقاً وَدُونَ شُرُوط، وَلِذَلِكَ نَقُولُ لِلْقُرْآَنِيِّين: لَانَسْتَطِيعُ الِاسْتِغْنَاءَ عَنِ السُّنَّةِ؟ لِاَنَّهَا جَاءَتْ وَقَيَّدَتْ هَذَا الْمُطْلَقَ الَّذِي اَطْلَقَهُ الْقُرْآَنُ فِي قَطْعِ يَدِ السَّارِقِ وَالسَّارِقَة، وَنَقُولُ لْلْقُرْآَنِيِّينَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَلِلهِ الْمَثَلُ الْاَعْلَى وَلِتَشْرِيعِهِ الْعُلَى(هُنَاكَ فِي الْقَانُونِ الْوَضْعِيِّ مَايُسَمَّى بِالْمُذَكِّرَةِ التَّفْسِيرِيَّة، وَنَقُولُ لِلْقُرْآَنِيِّين: كَذَلِكَ السُّنَّةُ الشَّرِيفَةُ، هِيَ مُذَكِّرَةٌ تَفْسِيرِيَّةٌ لِكِتَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ كَانَ مِنْ وَظِيفَةِ هَذِهِ السُّنَّةِ: تَقْيِيدُ الْمُطْلَقِ كَمَا شَرَحْنَا وَضَرَبْنَا لِذَلِكَ مِثَالاً.. نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ مِنْ وَظَائِفِ السُّنَّةِ تَخْصِيصُ الْعَامِّ فِي الْقُرْآَنِ الْكَرِيم: فَمَثَلاً حِينَمَا يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{يُوصِيكُمُ اللهُ فِي اَوْلَادِكُمْ(فَاِذَا اَخَذْنَا الْقُرْآَنَ عَلَى اِطْلَاقِهِ، فَاِنَّنَا نَفْهَمُ مِنْ هَذِهِ الْآَيَةِ: اَنَّ كُلَّ وَلَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَوْلَادِ يَرِثُ؟ لِاَنَّ اللهَ يَقُولُ{لِلذّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْاُنْثَيَيْن(نَعَمْ اَخِي: لَكِنَّ السُّنَّةَ تَقُول[لَامِيرَاثَ لِقَاتِل( نَعَمْ اَخِي: فَهَلْ اِذَا قَتَلَ الْوَلَدُ اَبَاهُ؟ اَوِ الْاَبُ اِذَا قَتَلَ وَلَدَهُ؟ فَهَلْ يَرِثُ اَحَدُهُمَا الْآَخَرَ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّهُ لَايَرِثُ اَحَدُهُمَا الْآَخَرَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنْ قَتْلِ اَحَدِهِمَا لِلْآَخَرِ، وَنَقُولُ لِلْقُرْآَنِيِّين: مَنِ الَّذِي بَيَّنَ لَنَا ذَلِكَ اِلَّا السُّنَّة؟ وَاَمَّا الْقُرْآَنُ فَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا ذَلِكَ، وَاِنَّمَا قَالَ{ يُوصِيكُمُ اللهُ فِي اَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْاُنْثَيَيْنِ(ثُمَّ بَيَّنَ بَعْدَهَا مِيرَاثَ الْوَالِدَيْنِ فِي قَوْلِهِ{وَلِاَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ اِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ، فَاِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ اَبَوَاهُ فَلِاُمِّهِ الثُّلُثُ، فَاِنْ كَانَ لَهُ اِخْوَةٌ فَلِاُمِّهِ السُّدُسُ( نَعَمْ اَخِي: لَمْ يُبَيِّنِ الْقُرْآَنُ لَنَا شَيْئاً عَنْ وَضْعِ الْقَاتِلِ، فَتَاْتِي السُّنَّةُ وَتَقُولُ:[لَامِيرَاثَ لِقَاتِل( لَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ قَتَلَ الْاَبُ وَلَدَهُ خَطَأً؟ اَوْ قَتَلَ الْوَلَدُ اَبَاهُ خَطَأً؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي:

  رد مع اقتباس