الموضوع: يوميات الأعضاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 05 / 2019, 53 : 02 PM   #63
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: يوميات الأعضاء

زبون التاكسي
تحدثت في موضوع سابق تحت عنوان "قصتي مع التاكسي" في منتدى الترفيه عن بعض المواقف التي صادفتها أثناء قيادتي لتاكسي خاص بأحد زملاء أخي.
في هذا الموضوع أتحدث عن مواقف أخرى مررت بها وأنا استخدم التاكسي كراكب في الأردن الذي تكرر ذهابي له عدة مرات خلال الأعوام القليلة الماضية.
بداية أود أن أشيد بالشعب الأردني الشقيق الشهم، ويكفي أنهم يُلقبون "بالنشاما"، فهم في غاية الطيبة والكرم والاحترام لضيوفهم، ولكن عندما يتعلق الأمر بسيارات التاكسي فقد تحدث تصرفات فردية تكون طريفة أو غير ذلك من قلة منهم، ومن تلك التصرفات: -
- أثناء انتظاري لسيارة أجرة في أحد الشوارع مرتدياً الثوب والطاقية، توقف لي سائق تاكسي، وأبلغته عن وجهتي، وبعد أن تحركت السيارة سألني عن جنسيتي فأخبرته. صمتَ لمدة دقيقة ثم بدأ الكلام بعد أن رسم تعبيرات حزينة على وجهه قائلاً: يا أخي الدنيا ما صار فيها خير.
قلت له: الخير باقٍ بمشيئة الله.
قال: تصدق أخوي اللي من أمي وأبوي تارك أمي وأخواتي عندي على الرغم من أن ظروفه المالية أحسن مني، خاصة وإن أمي مريضة وتحتاج أدوية بمئتين دينار أسبوعياً.
حقيقة أوشكت على أن أتعاطف معه، ولكني "فرملت"، وقلت له: إن شاء الله تُفرج.
ثم قال: حقيقة أني مش قصدي أطلب منك فلوس، بس علشان شفتك محترم حبيت أفضفض لك.
بفضل الله وصلنا المكان اللي كنت أريده ونزلت بعد أن دفعت له حسابه حسب قراءة العداد، وأنا أشعر بداخلي بشيء من تأنيب الضمير من عدم مساعدة ذلك السائق بأي مبلغ أستطيع دفعه.

- في نفس اليوم ركبت مع سائق آخر، ولشدة دهشتي كان مضمون كلامه مطابقاً لقصة السائق السابق ولكن الفارق هنا هو أن المريض هو ابنه الصغير الذي يحتاج إلى علاج أسبوعي بمبلغ ثلاثمائة دينار، وكانت نهاية كلامه نفس نهاية كلام الأول حيث قال أنا مش قصدي أطلب منك فلوس، بس علشان شفتك محترم حبيت أفضفض لك. وهنا خف تأنيب الضمير عندي بعد أن شعرت بأن هذه القصص مفبركة بهدف استدرار عطف الراكب وخاصة إذا كان خليجي ليتبرع للحالة، وقلت بيني وبين نفسي: "فضفض على كيفك إلى الصبح".

- بكل صدق، بعد يومين ركبت تاكسي ثالث، وكان نفس السيناريو والحوار ولكن الفارق في هذه القصة هو أن أخت السائق المُصابة بمرض خطير يحتاج إلى علاج أسبوعي بمبلغ 180 دينار. طبعاً في كل مرة أُظهر تعاطفي الشفوي معهم حتى أصل المكان الذي أريده ثم أودعهم.

- الأسبوع الماضي ركبت مع أحدهم من المطار إلى عمّان حيث يستغرق المشوار حوالي النصف ساعة، بعد أن عرف السائق من أين أتيت، أخذ يُصر على أن نُفطر عنده في بيته القريب، فشكرته وأخبرته بأننا مرتبطون. المهم أثناء الحديث معه الذي لم ينقطع طوال الطريق مادحاً نفسه، سارداً قصصاً لكرمه يصعب تصديقها نسي وقال إنه يفطر في المسجد أحياناً وأحياناً في المقهى لأن بيته يبعد عن عمان 200 كيلو تقريباً، فقلت لنفسي: وين اللي عازمنا قبل شوي على بيته؟ المهم عرفت لاحقاً بأن هذا أسلوب بعض السائقين مع الركاب حتى يخجل الراكب من كرم السائق المزعوم عندما يصل المكان الذي يريده ويدفع للسائق "الكريم" مبلغاً أكبر من الأجرة الفعلية.


عموماً هذه المواقف تعتبر شاذة أمام المواقف الرجولية التي يشتهر بها شعب "النشاما" الذي تشعر معهم بالخجل أمام كرمهم وطيبتهم وتعاونهم.

ودمتم سالمين.

  رد مع اقتباس