كل الشكر لكِ أختي الفاضلة رانيا لطرحك هذا الموضوع المفيد، وهو ما تعودناه منكِ.

بداية ليس من المستغرب اختلاف طبائع النساء كما هو الحال بالنسبة لطبائع لرجال،

بالنسبة للتعامل مع النساء، فيجب أن نُفرّق بين القريبات مثل الأخوات وغيرهن اللاتي لا خيار أمامنا سوى التعايش معهن مع محاولة التعديل إن أمكن لأن القريب / القريبة ينطبق عليهم القول المشهور "أنـفُـك مـنـك وإن كـان أجـدع"، لأنهن منّي، وأنا منهن، أي أنهن لسن كالشخص الخارج عن الأسرة مثل الزميل / الزميلة الذي لا يربطني بهما سوى تواصل مؤقت مثل العمل أو الدراسة، وبالتالي أستطيع قطع علاقتي معهن بدون أي ضرر.

بالنسبة للنوع الأول من النساء فهي السعيدة بداخل نفسها، وتنشر السعادة فيمن حولها، هي أفضل مشروع استثماري للرجل الذي يبحث عن الأسرة السعيدة الدائمة، بشرط أن يكون هو مماثل لها في الصفات والقدرات.

النوع الثاني من النساء سأبدأ معها بتذكيرها بأخر سطرين في تعريفك لها " الجمال والمظهر الخارجي لا يدومان، يومًا ما سيذبل جمالك عكس شخصيتك التي كلما ازدادت جمالًا كلما جذبت اليها الأفضل لها"، أقول لها أيضاً لا تكوني كالتفاحة الجميلة في شكلها، اللذيذة في طعمها، ولكنها تعطب سريعاً فنضطر لرميها بعد ذلك.
أحرصي على أن تكوني جذابة للآخرين بدينك وأدبك وسلوكك وحشمتك، فهذه الأشياء هي التي تضمن لكِ السعادة في الدارين، أما الجمال الأجوف فهو مثل الوردة التي تستمر لساعات ثم تُرمى، كما أذكّرها بأن الشباب يفضلونها الآن للتسلية فقط، ولكن عندما يتعلق الأمر بالارتباط الدائم فهم سيبحثون عن "ذات الدين تربت يداك".

أما الثالثة، فأقول لها بداية أشكري ربك على ما أنتِ فيه من نعم، وانظري حولك لترى الكم الكبير من المآسي التي تمر على الآخرين مثل فقد الأسرة كاملة في حادث طريق، أو العيش تحت ظروف صعبة جداً، ومع ذلك فقد تجاوزوا وغيرهم تلك الصدمات ليعيشوا حياتهم بصورة طبيعية لأن هذا هو الخيار الوحيد أمامهم للقبول بما قدره الله لهم، فيكتسبوا الأجر على صبرهم والبدء بالنظر إلى الأمام، بينما استمرار اجترار الحزن سيجلب لها الأمراض النفسية وغيرها، كما سينفض الناس من حولها بالتدريج.

بالتأكيد الأولى.

أسعدك المولى أختي الفاضلة في الدنيا والآخرة