في سماء أقصى قطبي الأرض يتراقص نور أحد لونيه أحمر والآخر أخضر. ويبدو هذان الضوءان اللذان يطلق عليهما اسما (هالة بورياليس) و(هالة أستراليس)، أنهما يعكسان صورة بعضهما البعض.
وقد التقطت صورة هذين النورين مركبة فضائية أثناء عاصفة مناخية وقعت في الفضاء.

وهذه هي أول مرة يتسنى فيها تصوير ضوء يلمع بشكل متزامن في القطبين الشمالي والجنوبي.

القبطان كوك

وكان الخبراء قد فكروا في احتمال أن تكون الهالتان متصلتين ببعضهما البعض. واول من اثار هذا الاحتمال هو القبطان كوك المستكشف الذي عاش في القرن الثامن عشر.

فقد سجل هذا القبطان أثناء إحدى الرحلات التي قادته إلى جنوب المحيط الهاديء أن "ظاهرة ما بدت في السماء تشبه في جوانب كثيرة منها الهالة الضوئية المسماة بورياليس".

كما كشفت وثائق تاريخية لاحقة في الصين، أنه تمت رؤية النور ذاته في القطب الشمالي، في نفس الليلة، وهي ليلة السادس عشر من سبتمبر عام 1770.

وكانت الصور الحديثة قد التقطت يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بواسطة جهاز يوجد على متن المسبار بولار التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).

وقال نيكولا فوكس، مدير عمليات المسبار بروب: هذه أول مرة نرى فيها الهالتين القطبيتين بشكل متزامن وبهذا القدر من الوضوح.

ومضى قائلا: بهذه الصور سنتمكن من التعرف على التفاعلات المتولدة عن الهالتين.

موسم الهالات

ويشار إلى أن أنوار الهالات تظهر حين يقع لجزيئات سريعة الحركة (إلكترونات وبروتونات) محاصرة في الحقل المغناطيسي، اصطدام بغازات من الفضاء الخارجي.

وأثناء العواصف المغناطيسية العاتية، تتنقل الجزيئات عبر خطوط الحقول المغناطيسية المشحونة بالطاقة، التي تهبط بالقرب من القطبين الشمالي والجنوبي.

ويؤدي ذلك إلى بروز أضواء ملونة في حلقة مساحتها 4023 كيلومتر حول كل من القطبين.

ويشار إلى أن الليالي الخريفية توفر أحسن الأوقات لمشاهدة هالة القطب الشمالي.

ويتوقع خبراء الفضاء أن يكون بالإمكان رؤية هالة القطب الشمالي من الأماكن المرتفعة للأسبوع الثاني على التوالي، وذلك يومي 27 و28 أكتوبر الحالي.