عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 08 / 2011, 38 : 12 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي متى نصبح مثل القرية الصغيرة؟


لعل من أكثر العبارات التي تعودنا على سماعها في السنوات الأخيرة في الحوارات التلفزيونية والإذاعية وغيرها من الوسائل الإعلامية هي عبارة "أن العالم قد أصبح قرية صغيرة"، وذلك بسبب التقدم الهائل في عالم الاتصالات، والأقمار الصناعية، وما نتج عن ذلك من سهولة اتصال الفرد منّا بأي مكان في العالم، وكذلك مشاهدة الأخبار التي تحدث في أي بلد لحظياً مما جعل كافة الأخبار العالمية في متناول الجميع كما لو أنها حدثت في الشارع المجاور لمن يشاهدها، وعزز ذلك وجود الشبكة العنكبوتية التي جعلت كافة المعلومات المختلفة عن أي مكان في العالم بمتناول كل من يريد الحصول عليها.
و من يسمع هذه العبارة يخطر على باله المعنى الجميل للقرية والذي يتميز عن غيره بالترابط والتعاون والاحترام ومراعاة الحقوق والمشاعر بين أهل هذه القرية، كما يخطر على باله القروي الأصيل الذي يتميز بالصدق والصفاء والتسامح وغير ذلك من الصفات الجميلة.
ولكن على الرغم من هذا التقدم المذهل في عالم التقنية الذي جعل العالم كأنه قرية صغيرة من حيث الحصول على المعلومات والأخبار، إلا أنه ساعد في تقسيم المدينة الواحدة إلى عدة قارات من الناحية الاجتماعية، بل إن ذلك قد تسبب في تقليل حجم التواصل بين بعض الأسر.
فقد ساعد هذا التقدم التقني – وللأسف – في التباعد بين الناس عموما وأفراد الأسرة الواحدة خصوصاً، بسبب الإنكباب على استخدام أجهزة التواصل وغيرها التي أخذت الكثير من أوقات واهتمامات مستخدميها ومتابعيها.
فإلى عهد قريب كانت قلوب الناس الكبيرة هي من جعلت العالم كأنه قرية صغيرة وذلك بسبب حبها وحرصها على التواصل مع الجميع.
فعلى الرغم من صعوبة المواصلات سابقاً إلا أن التواصل الاجتماعي كان موجوداً بين الناس وذلك بسبب محبة الناس لبعضهم البعض، وتقديرهم لأهمية التواصل بينهم، وليس كما هو حاصل لدى الأغلبية منّا في الوقت الحاضر واستخدامهم التقنية في نقل معايداتهم وتحياتهم إلى الغير، فتصل هذه المعايدات والتحيّات ممسوخة معلبة مشوهة لا طعم لها ولا رائحة.
فهل يمثل هذا الانفصال الاجتماعي بين البعض في وقتنا الحالي ضريبة لما نستخدمه من أجهزة وتقنيات ساعدت في جعلنا نلهث لهثاً للحاق بكل ما هو جديد وذلك على حساب روابطنا الاجتماعية.

لعلنا نعمل على جعل مجتمعاتنا مثل القرية الصغيرة اجتماعياً كما هي تقنياً خاصة ونحن نعيش شهر الخير والتواصل.

  رد مع اقتباس