عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 02 / 2002, 55 : 06 PM   #1
الواثق 
وئامي دائم

 


+ رقم العضوية » 1130
+ تاريخ التسجيل » 24 / 09 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 50
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

الواثق غير متواجد حالياً

افتراضي نورا شلهوب بنت 16 عاما!!

لندن: علي الصالح
قررت نورا جمال شلهوب ان تلقن جيش الاحتلال الاسرائيلي درسا لا ينساه، انتقاما «للشهداء فواز بدران وعامر الخضير ورائد الكرمي والدكتور ثابت ثابت» وغيرهم العديد من ضحايا سياسة القتل والاغتيال الاسرائيلية. وفي غفلة من والديها ودون ان تودع اشقاءها وشقيقتيها، انسلت نورا ابنة الـ 16 ربيعا من فراشها في الساعات الاولى من فجر امس ورددت الشهادتين قبل ان تغادر منزلها الواقع شمال شرقي مدينة طولكرم في الضفة الغربية، وهي تعلم علم اليقين انها لن تعود اليه مرة ثانية متجهة حيث يوجد الجنود الاسرائيليون على حاجز الطيبة الذي يبعد بضعة كيلومترات غرب المدينة وتقدمت بخطى ثابتة بعد ان استلت خنجرها، لتغرسه في قلب احد جنود الحراسة انتقاما للمئات من الضحايا، لكن رصاص الاحتلال كان اسرع منها فاندفع نحوها ليحقق لها الشهادة التي طالما تمنتها.
ولم تنس نورا قبل ان تغادر منزل الاسرة ولاخر مرة، ان تترك وراءها رسالتين احداهما موجهة للشعب الفلسطيني برمته بمن فيه والدها الطبيب البيطري جمال شلهوب ووالدتها ام محمد وشقيقتاها واشقاؤها الثلاثة وهي أكبرهم، ورسالة اخرى الى زميلاتها في مدرسة العدوية الثانوية للبنات، حيث كانت في الصف الاول ثانوي.
وتلقت «الشرق الاوسط» نسختين عن الرسالتين اللتين بدأتهما بالبسملة والشهادتين «والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم الانبياء والمرسلين وعلى امام المجاهدين المحجلين محمد صلى الله عليه وسلم».
وتقول نورا التي لم تكشف اسم الفصيل فلسطيني الذي تنتمي اليه، في رسالتها العامة «اما بعد: قال تعالى «وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين» صدق الله العظيم».
وتتابع القول «لقد تمادى هذا العدو الارهابي في غطرسته وعدوانه على شعبنا وانه ان الاون ايها المحتل لالقنك درسا قاسيا. من خلال عمليتي هذه قررت ارسال رسالة للاحتلال بانه ليس لكم امان في ديارنا وارضنا يا بني يهود. فارحلوا عن ارضي فهذه ارض حرام عليكم. لقد قررت باذن ربي ان اقتحم هؤلاء المتغطرسين والحاجز الملعون واقتلهم حتى يعلموا انه ليس لهم امان في ارضي».
واهدت نورا التي تؤكد كتائب شهداء الأقصى انها عضو في حركة فتح، عمليتها «الى ارواح الشهداء فواز بدران وعامر الخضير ورائد الكرمي والدكتور ثابت ثابت وفراس الجابر و(محمود) ابو الهنود وناصر حمدان وعبد الرحمن حماد ومحمود المدني وياسر البدوي وشهداء مجزرة نابلس (قائدي حماس جمال منصور وجمال سليم ومعهم 6 اخرون) وشهداء مجزرة بيت لحم وشهداء مجزرة بيت ريما وشهداء مجزرة عين الفارعة والى شهداء فلسطين كافة». وتابعت «وأهديها ايضا الى اهالي الشهداء كافة واهالي الجرحى والمتضررين».
واختتمت نورا رسالتها الاولى بالقول «والحمد لله والله اكبر والنصر للاسلام والمسلمين والخزي والعار للادنياء الجواسيس قتلة المجاهدين وعاشت فلسطين حرة عربية» وذيلتها بتوقيع «انا الشهيدة الحية نورا جمال شلهوب».
وفي رسالتها الثانية الموجهة الى صديقاتها وزميلاتها ومدرساتها في مدرسة عدوية الثانوية للبنات قالت بعد البسملة والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في النصف الموجه للزميلات «فانني يا اخواتي ويا صديقاتي العزيزات ارجو منكن ان تتنبهن الى دروسكن وان تحترمن معلماتكن لانهن كأمهاتكن. وارجو ان تزوجتن ان تربين اولادكن على الدين والجهاد ليكونوا اسودا يقفون في وجه الغاصب المحتل. واخيرا ارجو منكن الدعاء لي بأن يتقبل الله شهادتي وشهادة كل الشهداء».
ولمدرساتها قالت «لكل المعلمات اللواتي علمنني فانني والله والله والله احترمهن كثيرا فمهما كتبت لا اقدر ان اعبر عن احترامي لهن، فان شاء الله سيدخلن الجنة باذن ربي لانهن يتعبن كثيرا على اولادهن وبيتهن ومدرستهن. جزاكن الله يا معلماتي كل خير وفرج الله عنكن. وارجو يا معلماتي ان (كنتن) رأيتن شيئا مني يزعجكن، فسامحنني والله اكبر ولله الحمد والنصر للاسلام والمسلمين والخزي والعار للجواسيس الادنياء والقتلة».. ووقعت الرسالة باسم «الشهيدة الحية نورا جمال شلهوب».
ويقول والد نورا الذي كان يتحدث لـ «الشرق الاوسط» من منزله في طولكرم ويحمد الله على ما اصابه «استيقظنا صباح اليوم (امس) ولم نجد نورا في البيت وبعدها بوقت قصير سمعنا في الاخبار عن ان فتاة استشهدت عند مخصوم (حاجز) الطيبة. فبحثنا في اوراقها لنجد وصيتيها اللتين تركتهما للشعب الفلسطيني ولزميلاتها ومدرساتها. لكنها لم تترك لنا رسالة خاصة». والمخصوم هي الكلمة العبرية للحاجز العسكري، وحاجز الطيبة يقع على الخط الاخضر ويصل بين غرب طولكرم في الضفة ومدينة الطيبة في مناطق 1948.
وردا على سؤال ان كانت الاسرة شعرت بما تنوي نورا القيام به، قال الطبيب شلهوب «الحقيقة لم نشعر بأي شيء ولم نحس بأي تغير في سلوكها». واضاف «لم يكن في سلوكها في الليلة (قبل) الماضية ما هو غير عادي او غير مألوف. بل انها تناولت العشاء معنا وذهبت الى سريرها في الساعة الحادية عشرة تقريبا». وتابع القول «لقد تفقدت الاولاد كلهم بمن فيهم نورا قبل ان اخلد الى النوم، وكان كل شيء على ما يرام».
ولا يعلم الطبيب شلهوب ان كان لابنته اي علاقة بأي تنظيم فلسطيني. وقال «لا اعتقد انها تنتمي لأي تنظيم وانا شخصيا لا انتمي لأي تنظيم».
لكن احد مسؤولي كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح قال ان نورا تنتمي لحركة فتح. وقال لـ«الشرق الأوسط» ان عملية مقتل مستوطنين وجرح اثنين آخرين جراح احدهما خطيرة قرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية بعد ظهر امس جاءت ردا على «استشهاد نورا».

  رد مع اقتباس