عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 07 / 2015, 39 : 01 PM   #2
رحيق مختوم 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 42605
+ تاريخ التسجيل » 08 / 04 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 47
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

رحيق مختوم غير متواجد حالياً

افتراضي رد: فما بكت عليهم السماء والارض

اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله، اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَنَا مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَصَرَفَ عَنَّا كَيْدَ الْكَائِدِين، وَنَرْجُوهُ تَعَالَى اَنْ يُثَبِّتَ اِيمَانَنَا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَة، فَنَحْنُ اَيُّهَا الْاِخْوَة مَاجِئْنَا اِلَّا لِنَقُولَ كَلِمَةَ الْخَيْرِ حَسَبَمَا نَرَاهُ مُوَافِقاً لِشَرْعِ اللهِ وَلِسُنَّةِ رَسُولِه، وَاَنْتُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لَايَجُوزُ لَكُمْ اَنْ تَفْرِضُوا عَلَيَّ شَيْئاً غَيْرَ مُتَوَازِنٍ وَلَاعَقْلَانِيّ، فَاَنَا اَدْرَى بِكُمْ، وَاَدْرَى بِمَا يُحِيطُ بِكُمْ مِنْ اَحْدَاث، وَلَااَسْتَطِيعُ اَنْ اَكُونَ مُتَهَوِّرَةً وَاَجْعَلَكُمْ تَتَهَوَّرُونَ مَعِي، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَالْمُؤْمِنُ دَائِماً يَكُونُ مُتَوَازِناً وَيُقَدِّرُ الْاُمُور، فَاِذَا فَعَلَ فِعْلاً حَتَّى وَلَوْ كَانَ فِي ظَاهِرِهِ خَيْرٌ، فَعَلَيْهِ اَنْ يُفَكِّرَ مَاذَا سَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ قَبْلَ اَنْ يَفْعَلَهُ، فَاِذَا تَرَتَّبَ عَلَيْهِ ضَرَرٌ اَكْثَرَ مِنْ نَفْعِهِ، فَعَلَيْهِ اَلَّا يَفْعَلَه، وَنَحْنُ دَائِماً نَخْضَعُ لِقَوَاعِدَ شَرْعِيَّةٍ تُلْزِمُنَا بِهَذِهِ الْاُمُور، وَاَنَا الْآَنَ لَسْتُ مُنْسَجِمَةً مَعَكُمْ فِي بَعْضِ هَذِهِ الْاُمُور، فَاِذَا اَرَدْتُّمْ اَنْ تَتَهَوَّرُوا فَاذْهَبُوا بَعِيداً عَنِّي اِلَى غَيْرِي لِيَتَوَلَّى زِمَامَ اُمُورِكُمْ وَقِيَادَتِكُمْ عَلَى مَسْؤُولِيَّتِهِ الشَّخْصِيَّةِ، وَلَنْ اَجْعَلَ أَيَّ فَتْوَى مُتَهَوِّرَةٍ فِي رَقَبَتِي وَعَلَى مَسْؤُولِيَّتِي الشَّخْصِيَّة، وَلِذَلِكَ فَاِنِّي آَسِفَةٌ جِدّاً اِذَا لَمْ تَسْمَعُوا مِنِّي، وَفِي ذَلِكَ اِحْبَاطٌ لِمَكَانَتِي وَمَنْزِلَتِي، وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْوَلَدَ الْمَرْضِيَّ يَسْمَعُ مِنْ وَالِدِهِ وَوَالِدَتِهِ الْوَاعِيَيْنِ الْعَاقِلَيْنِ، فَمَا بَالُكُمْ بِالْعُلَمَاءِ الرَّاسِخِين، وَلِذَلِكَ يَنْبَغِي اَنْ يَقُولَ التَّلَامِذَةُ الْمُخْلِصُون: عُلَمَاؤُنَا اَحَبُّ اِلَيْنَا مِنْ آَبَائِنَا؟ لِاَنَّ آَبَاءَنَا يُغَذُّونَ اَجْسَامَنَا، وَاَمَّا عُلَمَاؤُنَا فَيُغَذُّونَ اَرْوَاحَنَا وَعُقُولَنَا، وَلِذَلِكَ اُكَرِّرُ مُطَالَبَتَكُمْ بِالِانْضِبَاطِ وَالتَّنْظِيمِ وَعَدَم ِالتَّهَوُّرِ فِي الْمُظَاهَرَاتِ وَاِلْغَاءِ الشَّغَبِ وَاَعْمَالِ الْفَوْضَى وَاخْتِلَاطِ الْحَابِلِ بِالنَّابِلِ فِيهَا قَدْرَ الْاِمْكَان، وَرَفْعَ الشِّعَارَاتِ الَّتِي تُعَظِّمُ شَعَائِرَ اللهِ وَحُرُمَاتِهِ وَتُرْضِيهِ عَنَّا جَمِيعاً وَاَنْ تَصِيحُوا وَتَهْتِفُوا بِهَا وَتُنَاصِرُوهَا؟ لِنَخْرُجَ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ كَمَا دَخَلْنَا اِلَيْهِ فِي اَمْنٍ وَاَمَانٍ وَرِضىً مِنَ اللهِ وَرَسُولِه، وَقَبْلَ اَنْ نَخْتِمَ الْمُشَارَكَة نُتَابِعُ حَدِيثَنَا حَوْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان(نَعَمْ اَخِي كِتاَبُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ الْهِدَايَةُ وَهُوَ الْقُرْآَنُ؟ لِاَنَّهُ يُقْرَاُ وَسَيَبْقَى يُقْرَاُ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ؟ لِاَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ الَّذِي تَكَفَّلَ بِحِفْظِهِ فَقَالَ {اِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَاِنَّا لَهُ لَحَافِظُون(وَلِذَلِكَ لَايَطْرَاُ عَلَى كِتَابِ اللهِ تَعَالَى تَغْيِيرٌ وَلَاتَبْدِيلٌ وَلَاحَذْفٌ وَلاَ زِيَادَةٌ؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الَّذِي تَكَفَّلَ بِحِفْظِهِ؟ وَاَمَّا مَاكَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ فَقَالَ تَعَالَى{اِنَّا اَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ اَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْاَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللهِ(اَيْ اَنَّ اللهَ تَعَالَى اَمَرَهُمْ بِحِفْظِ هَذَا الْكِتَابِ، وَلَكِنَّهُمْ خَالَفُوا اَمْرَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَغَيَّرُوا وَحَرَّفُوا وَبَدَّلُوا وَزَادُوا وَاَنْقَصُوا حَسَبَ اَهْوَائِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: وَالْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ كَمَا قُلْنَا لَمْ يَنْزِلْ جُمْلَةً وَاحِدَةً{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا اُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَة(فَيَرُدُّ اللهُ عَلَيْهِمْ{كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَك(اَيْ كَذَلِكَ اَنْزَلْنَاهُ مُفَرَّقاً؟ مِنْ اَجْلِ تَثْبِيتِ قَلْبِكَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْآَيَةَ حِينَمَا تَنْزِلُ مُنَاسِبَةً لِلْحَدَثِ، يَكُونُ فِي ذَلِكَ طَمَاْنِينَةً لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى لَوْ اَنْزَلَ هَذَا الْقُرْآَنَ جُمْلَةً وَاحِدَةً وَحَدَّثَهُ عَنْ مُوسَى وَعَنْ عِيسَى وَعَنْ اِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَكَيْفَ صَبَرُوا فَاَخَذَ رَسُولُ اللهِ هَذَا الْكِتَابَ، فَاِنَّهُ لَايَتَاَثَّرُ كَتَاَثُّرِهِ حِينَمَا يَحْدُثُ مَعَهُ شَيْءٌ مِنْ اَذَى قُرَيْشٍ وَيَنْزِلُ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى مُنَاسِباً لِلْحَدَث{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ اُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل(نَعَمْ يَارَسُولَ الله{كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَك(نَعَمْ اَخِي: وَحِينَمَا نَقُول {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَن(هُنَاكَ رَاْيَانِ عِنْدَ الْمُفَسِّرِين: فَبَعْضُهُمْ يَقُولُ اُنْزِلَ جُمْلَةً وَاحِدَةً اِلَى بَيْتِ الْعِزَّةِ فِي سَمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ نَزَلَ مُنَجَّماً(مُفَرَّقاً(نَعَمْ اَخِي: وَالرَّاْيُ الْآَخَرُ وَهُوَ الَّذِي نَطْمَئِنُّ اِلَيْهِ اَكْثَرَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَن(اَيْ بُدِىءَ نُزُولُ الْقُرْآَنِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَهَذَا مُتَعَارَفٌ عِنْدَ الْعَرَبِ اَنَّهُمْ يَذْكُرُونَ بَدْءَ الشَّيْءِ بِكُلِّهِ، فَاِذَا اقْتَرَبَ الشَّيْءُ عَبَّرُوا بِهِ عَنِ الْمَجِيء، نَعَمْ اَخِي: اَحْيَاناً يَمْضِي عِشْرُونَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ، وَيَبْقَى عَشَرَةُ اَيَّامٍ لِقُدُومِ رَمَضَانَ، وَمَعَ ذَلِكَ تَقُولُ الْعَرَبُ جَاءَ رَمَضَانُ وَهُوَ لَمْ يَاْتِ بَعْدُ، وَاِنَّمَا اقْتَرَبَ مَجِيئُهُ، وَلِذَلِكَ جَرَتْ لُغَةُ الْعَرَبِ اَنَّهُمْ يَتَحَدَّثُونَ بِطَلَاقَةٍ عَنْ مَجِيءِ رَمَضَانَ وَهُمْ مَازَالُوا يَعِيشُونَ بِتَارِيخِ عِشْرِينَ شَعْبَان، نَعَمْ اَخِي: وَحِينَمَا يَدْخُلُ اَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَاِنَّنَا نَقُولُ اَيْضاً جَاءَ شَهْرُ رَمَضَانَ، بِمَعْنَى اَنَّهُ بَدَاَ شَهْرُ الصَّوْم، نَعَمْ اَخِي: وَقَدْ رَوَى الشَّعْبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ اَنَّ{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ(اَيْ بُدِىءَ فِيهِ نُزُولُ الْقُرْآَن، نَعَمْ اَخِيِ: وَاَوَّلُ مَانَزَلَ مِنَ الْقُرْآَن ِعَلَى الْمُعْتَمَدِ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ، هِيَ الْآَيَاتُ الْخَمْسُ الْاَوَائِلُ مِنْ سُورَةِ الْعَلَقِ، وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِقْرَاْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق، خَلَقَ الْاِنْسَانَ مِنْ عَلَق، اِقْرَاْ وَرَبُّكَ الْاَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْاِنْسَانَ مَالَمْ يَعْلَمْ( نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا مَابَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْآَيَاتِ، فَلَمْ يَنْزِلْ تَبَعاً فَوْرِيّاً لِهَذِهِ الْآَيَاتِ الْخَمْسِ، وَاِنَّمَا بَعْدَ فَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ حِينَمَا آَذَى الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللهِ، وَبَعْدَ اَنْ هَدَّدَهُ اَبُو جَهْلٍ اَنَّهُ اِذَا رَآَهُ يُصَلِّي لَيَطَاَنَّ رَاْسَهُ الشَّرِيفَ بِرِجْلِهِ قَطَعَهَا اللهُ تَعَالَى، نَعَمْ اَخِي: فَهَذِهِ الْآَيَاتُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{كَلَّا اِنَّ الْاِنْسَانَ لَيَطْغَى(اِلَى آَخِرِ السُّورَةِ الْكَرِيمَة، نَزَلَتْ بَعْدَ الْآَيَاتِ الْخَمْسِ الْاُولَى بِفَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ، وَلَكِنْ كُلُّهَا نَزَلَتْ فِي مَكَّة، نَعَمْ اَخِي: فَاَوَّلُ مَانَزَلَ مِنَ الْقُرْآَنِ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِقْرَاْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق( وَفِيهَا لَفْتَةٌ اِلَى قُدْرَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى! فَاَنْتَ يَامُحَمَّدُ اُمِّيٌّ، وَمَعَ ذَلِكَ سَتَقْرَاُ عَلَى النَّاسِ كِتَاباً لَامَثِيلَ وَلَانَظِيرَ لَهُ! نَعَمْ اَخِي: وَالْاُمِّيَّةُ بِالنِّسْبَةِ لِغَيْرِ النَّبِيِّ تُعْتَبَرُ نَقْصاً، فَاِذَا كَانَ اِنْسَانٌ مَا اُمِّيّاً لَايَقْرَاُ وَلَايَكْتُبُ، فَهَذَا لَايَخْلُو مِنَ النَّقْصِ، وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ اِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَاِنَّ الْاُمِّيَّةَ تُعْتَبَرُ مُعْجِزَة، نَعَمْ اَخِي: بَعْضُ النَّاسِ اِذَا سَاَلْتَهُ لِمَاذَا لَاتُخَالِطُ النَّاسَ!؟ اَمَا عَلِمْتَ اَنَّ رَسُولَ اللهِ جَعَلَ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى اَذَاهُمْ خَيْراً مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَايُخَالِطُ النَّاسَ وَلَايَصْبِرُ عَلَى اَذَاهُمْ؟ اِلَى مَتَى سَتَبْقَى تَعِيشُ مُنْعَزِلاً وَحِيداً؟ نَعَمْ اَخِي: فَمَاذَا يَقُولُ لَكَ؟ اِي اَللهْ عَايِشْ لَوَحْدُو( بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ يَعِيشُ وَحْدَه! وَنَقُولُ لِهَذَا: رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى غِيرْ اَنْتَ، فَلَاتَقِسْ نَفْسَكَ عَلَيْه، فَلَوْ اَرَادَ اَنْ يَعِيشَ وَحْدَهُ، مَاخَلَقَ هَذَا الْكَمَّ الْهَائِلَ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، وَلِذَلِكَ لَاتَقِسْ اُمِّيَّتَكَ اَيْضاً عَلَى اُمِّيَّةِ الرَّسُولِ، فَاِذَا سَاَلَكَ اِنْسَانٌ لِمَاذَا لَاتَتعَلَّمُ الْقِرَاءَةَ وَالْكِتَابَةَ!؟ فَلَاتَقُلْ لَهُ لِاَنَّ الرَّسُولَ كَانَ اُمِّيّاً وَاَنَا سَاَقْتَدِي بِهِ وَاَكُونُ اُمِّيّاً، فَهَذَا خَطَاٌ فِي التَّفْكِيرِ وَفِي التَّصَوُّرِ وَالِاعْتِقَاد، نَعَمْ اَخِي{اِقْرَاْ بِاسْمِ رَبِّك(اَيْ اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مَعَ اُمِّيَّتِكَ سَيَخْلُقُ فِيكَ الْقُدْرَةَ عَلَى الْقِرَاءَةِ! وَسَيَخْلُقُ فِيكَ الْقُدْرَةَ عَلَى اَنْ تَنْطِقَ بِكَلَامٍ بَلِيغٍ! وَلِذَلِكَ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَاُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِم(بِمَعْنَى اَنَّ الْكَلِمَةَ الْقَصِيرَةَ اَوِ الْعِبَارَةَ الْقَصِيرَةَ تَحْمِلُ مَعَانِيَ كَثِيرَةً وَغَزِيرَة! وَهَذَا مِنْ جُمْلَةِ مَااَعْطَى اللهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، نَعَمْ اَخِي: اَحْيَاناً تَرَى بَعْضَ النَّاسِ يَتَكَلَّمُ وَيُطِيلُ فِي الْكَلَامِ، وَلَكِنَّ مَعْنَاهُ يَكُونُ قَصِيراً اَوْ بَسِيطاً، وَاَمَّا النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَكَانَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ الْبَلِيغَةِ الَّتِي هِيَ مِنْ عِدَّةِ حُرُوفٍ، وَلَكِنْ تَحْمِلُ مَعَانِيَ كَثِيرَة! نَعَمْ يَارَسُولَ الله{اِقْرَاْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق(نَعَمْ اَخِي: وَالْخَالِقُ هُوَ اللهُ وَهَذَا مَفْهُومٌ عِنْدَنَا وَعِنْدَ الْعَرَب، وَالْعَرَبُ لَمْ تَكُنْ تُنْكِرُ الْخَالِقَ، بَلْ كَانَتْ تُؤْمِنُ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى! وَلَكِنْ تَجْعَلُ مَعَهُ اَنْدَاداً(شُرَكَاء( نَعَمْ اَخِي: وَفِي اَيَّامِنَا يُوجَدُ كُفْرٌ مُرَكَّبٌ وَهُوَ الْاِلْحَاد، وَاَمَّا الْمُشْرِكُونَ فِي جَاهِلِيَّتِهِمُ الْاُولَى، فَلَمْ يَكُونُوا مُلْحِدِين، نَعَمْ اَخِي: اِنَّ الْمُلْحِدَ لَايُؤْمِنُ بِوُجُودِ الله، وَاَمَّا الْمُشْرِكُونَ فَكَانُوا يُؤْمِنُونَ بِوُجُودِ اللهِ، وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْاِلْحَادَ هُوَ اَشَدُّ ظُلْماً وَجُرْماً مِنَ الْاِشْرَاكِ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ اَخِي: هُنَاكَ شِرْكٌ عَظِيمٌ، وَهُنَاكَ شِرْكٌ اَعْظَم، فَحِينَمَا يَعْتَقِدُ الْاِنْسَانُ اَنَّ لِلهِ شَرِيكاً، فَهَذَا شِرْكٌ عَظِيم، وَلِذَلِكَ{يَابُنَيَّ لَاتُشْرِكْ بِاللهِ، اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم( نَعَمْ اَخِي: لَكِنَّ الظُّلْمَ الْاَعْظَمَ مِنْهُ، هُوَ اَنْ يُنْكِرَ وُجُودَ الْخَالِق! نَعَمْ اَخِي: وَالْعَرَبُ الْمُشْرِكُونَ الْكُفَّار{وَلَئِنْ سَاَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضَ لَيَقُولُنَّ الله( فَهُمْ وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ شِرْكِهِمُ الْكُفْرِيِّ وَعَنَادِهِمْ، لَايُنْكِرُونَ وُجُودَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَالدَّلِيلُ هُنَا فِي هَذِهِ الْآَيَةِ السَّابِقَة، نَعَمْ اَخِي: وَهُنَاكَ اَيْضاً مَاهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الشِّرْكِ وَهُوَ الرِّيَاءُ الَّذِي يُسَمَّى بِالشِّرْكِ الْاَصْغَرِ، وَلِذَلِكَ[اِيَّاكُمْ وَالشِّرْكَ الْاَصْغَر (وَهُوَ الرِّيَاء، بِمَعْنَى اَنَّهُ يُرَائِي بِعَمَلِهِ، بِمَعْنَى اَنَّهُ يَفْعَلُ الْخَيْرَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَرَاهُ النَّاسُ وَيَمْدَحُوهُ وَلَايُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ، وَلِذَلِكَ{اِقْرَاْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق(وَمَادَامَ اللهُ قَدْ خَلَق، وَمَادَامَ اللهُ قَدْ رَزَق، وَمَادَامَ اللهُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ، فَيَجِبُ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُطِيعَهُ اَيُّهَا الْاِنْسَان، نَعَمْ اَخِي: بَعْضُ النَّاسِ كَثِيراً مَايَتَكَلَّمُونَ عَنْ عَظَمَةِ اللهِ، وَعَنْ قُدْرَةِ اللِه فِي الْكَوْنِ، وَفِي كُلِّ شَيْءٍ، وَلَكِنْ تَعَالَ اِلَى سُلُوكِهِمْ! فَتَرَاهُ غَيْرَ مُنْضَبِطٍ بِمَا اَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِهِ! نَعَمْ اَخِي {اِقْرَاْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْاِنْسَانَ مِنْ عَلَق( نَعَمْ اَخِي: وَالْعَلَقُ هُوَ مَرْحَلَةٌ مِنْ مَرَاحِلِ تَطَوُّرِ الْاِنْسَانِ فِي رَحِمِ اُمِّهِ حِينَمَا يَكُونُ فِي بَعْضِ الْمَرَاحِلِ عَلَقَةً اَيْ قِطْعَةَ لَحْمٍ جَامِدَةٍ تَعْلَقُ فِي جِدَارِ الرَّحِم، نَعَمْ اَخِي{اِقْرَاْ وَرَبُّكَ الْاَكْرَم( نَعَمْ اَخِي: اِنَّهَا مَعَانِي حَضَارِيَّةٌ لَامَثِيلَ لَهَا غَزِيرَةٌ مَوْجُودَةٌ فِي كَلِمَةِ اِقْرَاْ، فَلِمَاذَا قَالَ لَهُ اِقْرَاْ؟ لِمَاذَا لَمْ يَقُلْ لَهُ صَلِّ، وَصُمْ، وَحُجَّ، وَزَكِّ، وَاِنَّمَا بَدَاَ الْوَحْيُ بِكَلِمَةِ اِقْرَاْ؟ نَعَمْ اَخِي لِيَسْتَفِيدَ وَتَسْتَفِيدَ مَعَهُ اَيْضاً مِنْ هَذِهِ الْقِرَاءَةِ وَتَصِلَ اِلَى دَرَجَةٍ تَفْهَمُ مِنْهَا اَنَّ اللهَ لَيْسَ هُوَ الْكَرِيمَ فَحَسْبُ، بَلْ هُوَ الْاَكْرَمُ؟ لِاَنَّ الْكَرِيمَ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ عِنْدَ الْاِنْسَان، لَكِنْ حِينَمَا نَقُولُ اَلْاَكْرَم، فَهَذَا اَفْعَلُ تَفْضِيل، بِمَعْنَى اَنَّهُ مَهْمَا وُجِدَ مِنْ كَرِيمٍ، فَاللهُ تَعَالَى هُوَ اَكْرَمُ، وَلِذَلِكَ اَخِي{اِقْرَاْ وَرَبُّكَ الْاَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْاِنْسَانَ مَالَمْ يَعْلَم(نَعَمْ اَخِي: وَالْاِنْسَانُ مِنَّا يُولَدُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ وَلَايَعْلَمُ شَيْئاً، وَلِذَلِكَ اَنْشَاَنَا اللهُ تَعَالَى فِي اَرْحَامِ اُمَّهَاتِنَا{وَاللهُ اَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ اُمَّهَاتِكُمْ لَاتَعْلَمُونَ شَيْئاً، وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْاَبْصَارَ وَالْاَفْئِدَة(وَهِيَ اَجْهِزَةُ الِاسْتِقْبَالِ الَّتِي تَسْتَقْبِلُ بِهَا اَخِي الْمَعْلُومَاتِ ثُمَّ تُرْسِلُهَا، نَعَمْ اَخِي: وَلَنْ تَكُونَ اِنْسَاناً اجْتِمَاعِيّاً مُفِيداً اِلَّا اِذَا كُنْتَ مُسْتَقْبِلاً وَمُرْسِلاً، نَعَمْ اَخِي مُسْتَقْبِلاً تَسْتَقْبِلُ الْعِلْمَ وَلَاتَحْتَكِرُهُ لِنَفْسِكَ وَاِنَّمَا تُعَلِّمُ غَيْرَكَ، نَعَمْ اَخِي: وَلَاتَخَفْ عَلَى عِلْمِكَ اِذَا عَلَّمْتَ غَيْرَك، يَقُولُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه< اَلْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَال( فَقِيلَ لَهُ لِمَاذَا يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِين؟ فَقَالَ لِاَنَّ الْمَالَ يَحْتَاجُ اِلَى مَنْ يَحْرُسُهُ، وَالْعِلْمُ يَحْرُسُ صَاحِبَهُ، وَالْمَالُ اِذَا اَنْفَقْتَ مِنْهُ نَقَصَ، وَالْعِلْمُ كُلَّمَا اَنْفَقْتَ مِنْهُ ازْدَادَ، فَحِينَمَا تُعَلِّمُ النَّاسَ، فَعِلْمُكَ يَزْدَادُ اَكْثَرَ فَاَكْثَر، نَعَمْ اَخِي: فَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ اَوْجَدَنَا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لَانَعْلَمُ شَيْئاً، وَلَكِنْ اَعْطَانَا اَجْهِزَةً نَسْتَقْبِلُ بِهَا الْمَعْلُومَات، وَكُلَّمَا تَقَدَّمَتْ بِنَا السِّنُّ وَكَبِرْنَا شَيْئاً، نَسْتَطِيعُ اَنْ نَقِيسَ الْمَسَافَاتِ عَلَى حَقِيقَتِهَا، نَعَمْ اَخِي: وَالْاِنْسَانُ مِنَّا حِينَمَا يَكُونُ طِفْلاً، فَاِنَّهُ يَسْمَعُ وَيَرَى وَيَاْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَحْبُو، وَلَكِنْ لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يُقَدِّرَ الْمَسَافَاتِ، فَحِينَمَا اَخِي تَحْمِلُ ابْنَكَ الصَّغِيرَ، فَيَنْظُرُ اِلَى الْقَمَرِ، وَيَظُنُّ اَنَّهُ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَصِلَ اِلَيْهِ وَيُمْسِكَهُ كَمَا يُمْسِكُ الْكُرَةَ الَّتِي يَلْعَبُ بِهَا، لَكِنْ حِينَمَا يَكْبَرُ فَهَلْ يَفْعَلُ ذَلِك؟ نَعَمْ اَخِي: لَنْ يَفْعَلَ، وَلِذَلِكَ حِينَمَا كَانَ صَغِيراً كَانَ يُبْصِرُ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَقِيسَ الْمَسَافَاتِ اِلَّا حِينَمَا صَارَ كَبِيراً، وَكُلُّ ذَلِكَ يَتَطَوَّرُ شَيْئاً فَشَيْئاً، وَلِذَلِكَ عَجِيبٌ اَمْرُ هَذَا الْاِنْسَان! خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى وَصَوَّرَهُ! وَجَعَلَ لَهُ الْعَقْلَ وَالتَّفْكِيرَ وَاللِّسَانَ النَّاطِقَ وَالسَّمْعَ وَالْاَبْصَارَ وَالْاَفْئِدَةَ! وَمَعَ ذَلِكَ{ضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ، قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيم، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي اَنْشَاَهَا اَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيم(فَهَذِهِ قَضِيَّةٌ مَنْطِقِيَّةٌ لَاتَحْتَاجُ اِلَى تَعْقِيد، فَالَّذِي خَلَقَكَ اَوَّلَ مَرَّةٍ، هُوَ الَّذِي يُوجِدُكَ وَيُنْشِئُكَ مَرَّةً ثَانِيَةً بَعْدَ اَنْ تَمُوت، فَهَذِهِ قَضَايَا مَنْطِقِيَّةٌ مُسَلَّمَةٌ بَسِيطَةٌ، وَلَكِنَّ الْكُفْرَ، وَلَكِنَّ الْمُكَابَرَةَ وَالتَّعَنُّتَ وَالْعَنَادَ، هُوَ الَّذِي يَدْعُو النَّاسَ اِلَى اِنْكَارِ الْحَقِيقَة، نَعَمْ اَخِي: فَهَذِهِ الْآَيَاتُ الَّتِي بَيْنَ اَيْدِينَا، هِيَ اَوَّلُ مَانَزَلَ مِنَ الْقُرْآَن ِ، وَقَدْ بَدَاَتْ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِقْرَاْ(؟ لِيَلْفِتَ انْتِبَاهَكَ اِلَى اَهَمِّيَّةِ الْعِلْمِ، فَلَوْ بَدَاَ سُبْحَانَهُ بِالصَّلَاةِ اَوِ الزَّكَاةِ اَوِ الصَّوْمِ اَوِ الْحَجِّ اَوْ غَيْرِهَا مِنْ اُمُورِ الدِّينِ، فَاِنَّ كُلَّ هَذِهِ الْاُمُورِ، تَحْتَاجُ اِلَى عِلْمٍ وَفِقْهٍ وَدِرَايَةٍ بِهَا قَبْلَ اَنْ نَتَعَبَّدَ اللهَ بِهَا، فَلَامَنَاصَ وَلَامَهْرَبَ مِنَ الْعِلْمِ وَالتَّعُلُّمِ فِي كُلِّ الْاَحْوَال، نَعَمْ اَخِي: فَهَذِهِ الْآَيَاتُ هِيَ دَفْعَةٌ اِنْسَانِيَّةٌ عَالَمِيَّةٌ اِلَى التَّقَدُّمِ، وَ اِلَى التَّطَوُّرِ، وَاِلَى السَّيْرِ الْعِلْمِيِّ الْحَثِيثِ؟ مِنْ اَجْلِ الِارْتِقَاءِ بِالْحَضَارَةِ الْاِنْسَانِيَّةِ الَّتِي تُسْعِدُ النَّاسَ جَمِيعاً مَادَامَتْ حَضَارَةً تَعْتَمِدُ عَلَى الْاِيمَانِ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَعَلَى تَطْبِيقِ مَنْهَجِ اللهِ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِه، اَللَّهُمَّ يَارَبّ خَلِّقْنَا بِاَخْلَاقِ نَبِيِّكَ وَاَقْوَالِهِ وَاَفْعَالِهِ آَمِين، اَللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَانَعْلَمُ وَمَالَانَعْلَمُ وَمَااَنْتَ بِهِ اَعْلَم، اَللَّهُمَّ آَمِنَّا فِي اَوْطَانِنَا وَفِي اَمْوَالِنَا وَفِي اَعْرَاضِنَا وَفِي كُلِّ شَيْءٍ يَارَبَّ الْعَالَمِين، اَللَّهُمَّ سَاعِدْنَا حَتَّى نَكُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنوُا وَلَمْ يَلْبِسُوا اِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ اُولَئِكَ لَهُمُ الْاَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُون، اَللَّهُمَّ هَذَا حَالُنَا لَايَخْفَى عَلَيْك، اَللَّهُمَّ بَدِّلْ خَوْفَنَا اَمْناً، اَللَّهُمَّ بَدِّلْ جَزَعَنَا سَكِينَةً، اَللَّهُمَّ بَدِّلْ تَهَوُّرَنَا وَقَاراً وَانْضِبَاطاً وَنِظَاماً وَتَنْظِيماً وَتَعَقُّلاً، اَللَّهُمَّ بَدِّلْ ضَعْفَ اِيمَانِنَا قُوَّةً وَثَبَاتاً يَارَبَّ الْعَالَمِين، اَللَّهُمَّ يَااَللُهُ اَنْتَ وَلِيُّنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَة، تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ وَاَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ بِرَحْمَتِكَ يَااَرْحَمَ الرَّاحِمِين، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة كُلَّمَا رَفَعْتُمْ اَصْوَاتَكُمْ فَاِنَّكُمْ تَضْطَّرُّونَ خَطِيبَ الْجُمُعَةِ اِلَى اَنْ يَخْفِضَ صَوْتَهُ لِيَلْتَزِمَ بِاَدَبِ الْكَلَامِ مَعَكُمْ، وَلِذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ الْاَدَبِ وَاللَّيَاقَةِ اَنْ تَرْفَعُوا اَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ مِنْ خُطَبَاءِ الْجُمُعَةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَرَثَةِ الْاَنْبِيَاءِ بِاَيِّ شِعَارَاتٍ مَهْمَا كَانَتْ مَقْبُولَةً شَرْعاً، فَاِذَا اَرَدْتُّمْ اَنْ تَهْتِفُوا لِلْمَظْلُومِينَ مِنْ اَبْنَاءِ الشَّعْبِ السُّورِيِّ، فَاهْتُفُوا لَهُمْ خَارِجَ الْمَسْجِد، عِبَادَ الله، اِنَّ اللَهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانَ وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطِّعُوا اَرْحَامَكُمْ اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ(وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من اختكم في الله غصون، وآخر دعوانا اَنِ الحمد لله رب العالمين
[/COLOR][/B][/CENTER][/SIZE]

  رد مع اقتباس