عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 09 / 2013, 11 : 12 PM   #1
شموع الغربية 
مشرفة عامة

 


+ رقم العضوية » 46606
+ تاريخ التسجيل » 17 / 12 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 8,420
+ معَدل التقييمْ » 2358
شكراً: 14
تم شكره 41 مرة في 37 مشاركة

شموع الغربية غير متواجد حالياً

Smi73 فما ظنكم برب العالمين

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


هذه آية سامقة المبنى جليلة المعنى
صحيح أن كثيراً من أهل التفسير
ذهبوا إلى أن مبنى الآية
(ما ظنكم برب العالمين أن يفعل بكم إذا لقيتموه وقد أشركتم معه غيره)
ولكن الأظهر أن الآية ينصرف معناها أول ما ينصرف إلى معنى:
(أي ظن سوء هذا الذي ظننتموه بربكم من النقص والعجز
فدعاكم إلى أن تجعلوا من الأوثان والأصنام آلهة تُعبد معه أو من دونه)
ويظهر لمن تأمل أن الكفر من لوازمه الظن السيئ برب العالمين
فاليهود والنصارى وبعض مشركي العرب ظن بالله النقص فنسبوا له الولد
ولهذا جاء الرد القرآني عليهم متضمناً ضلال ما ذهبوا إليه
قال الله تعالى (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ ولَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ)
وكفار مكة ظنوا بالله العجز فاستبعدوا إحياء الموتى وبعث الناس ونشورهم
قال الله تعالى: ( أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأَرْضَ
ولَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ المَوْتَى بَلَى إنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
وظنّت طائفة من أهل الإشراك بربها ظن سوء وحسبوا أن لا يعلم كثيراً من عملهم
ولهذا قال الله عنهم (وذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الخَاسِرِينَ)
وعليه نجزم أن الإيمان مبني أصلاً على حسن الظن برب العالمين بمهفومه الواسع الحق
ومن مظاهره، أن العبد المؤمن الموحد علم أن الله وحده من يحيي ويميت
ويخلق ويرزق فلم يعبد غيره ولم يشرك أحداً معه.
وأدرك أن الله أرحم الراحمين ما كان ليدعو عباده إلى التوبة
ولا يتوب عليهم ولا ليدعوهم للاستغفار ثم لا يغفر لهم
ولا ليدعوهم للدعاء ثم لا يستجيب لهم بل قال وقوله الحق
(ادعوني استجب لكم)
(وهُوَ الَذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ)
وهذا فضل منه وكرم ورحمة بعباده وأوليائه
وقدر ذكر أهل التأريخ أن الحجاج بن يوسف الثقفي لما حضرته الوفاة قال:
(اللهم اغفر لي، فإن الناس يزعمون أنك لن تغفر لي)
قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله
(ما حسدت الحجاج على شيء حسدي إياه على اثنتين
إعظامه للقرآن وإكرامه لأهله وقوله عند الموت
(اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لن تغفر لي)
ومن حسن الظن بالله أن يدرك المؤمن أن الله لا يضيع أجر المحسنين
فمن صدقت سريرته وسلمت نيته ووافق عمله هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن الله يحفظ له عمله ويوفيه أجره ويجزل مثوبته
بذلك وعد عباده وأخبر عن كرمه ومن أوفى بعهده من الله
فطوبى لأهل الجمع والجماعات، والمكثرين من الصدقات
والقائمين بالعهود والمحافظين على حق الله وأداء الأمانات
جعلنا الله ممن يحسن الظن به ويصدق توكله عليه

للشيخ / صالح بن عواد المغامسي
منقووول

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الغربية على المشاركة المفيدة:
ملكة الاحساس  (04 / 09 / 2013), عطر الحروف  (04 / 09 / 2013)