الموضوع: تناسي الهموم
عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 06 / 2019, 29 : 09 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي تناسي الهموم

يشكو الكثير من الناس من حجم الهموم التي تحيط بهم والتي قد تجعلهم أسرى للاكتئاب الذي ينغّص عليهم حياتهم، مع العلم بأن البعض منهم ليس لديهم مشاكل حالية تتسبب في مثل تلك الهموم.
ولو حاولنا معرفة أسباب ذلك لوجدنا بأن أحدها هو ما يُطلق عليه "اجترار الهموم" وذلك من خلال استرجاع الذاكرة للأحداث والمشاكل القديمة التي حدثت منذُ سنوات، ثم البدء بعتاب النفس على ما حدث في ذلك الوقت مثل قول: "ليتني فعلت كذا، أو ليتني لم أفعل كذا"، فيتكرر في كل مرة إحساسه بالهموم وما يتبع ذلك من مشاعر سلبية.
كما أن من الأسباب أيضاً هو استذكار من انتقلوا إلى رحمة الله في أوقات يفترض بأنها أوقات للسعادة، مثلما يحدث من البعض في الأعياد من تذكر من انتقلوا إلى رحمة الله بحزن شديد فتتحول الأفراح إلى أتراح، وكذلك الحال لمن حدث لها / له طلاق سابق فيتذكر ذلك الحدث بكثير من العِتاب للنفس.
ومن الأسباب أيضاً، تغليب الأفكار السوداوية طوال اليوم والليلة مثل القلق المبالغ فيه على الأبناء، توقع الحوادث السيئة، التخوّف من كل شيء بدون أسباب مبررة.
إن ارهاق الذهن يؤدي إلى ارهاق الجسد ... والثقل النفسي الذي نحسّه أكثر من الثقل الجسمي الذي نلمسه، ذلك ان إنهاك الذهن من جراء تراكمات الهموم يؤدي إلى ما هو ابعد من الاعياء وربما الى خطر الموت نفسه، فيكون ذلك أشبه ما يكون بالانتحار البطيء.
وفي المقابل فإن الذين يقبرون مشاكلهم ويلقون بها في هوة النسيان، ويستقبلون يومهم الجديد بأمل جديد وطاقة متجددة نشيطة لم تعلق بها هموم الأمس ومشاكله سيكونون الأكثر قدرة على مواكبة الحياة وعلى استيعابها، بل وعلى إخضاعها لمنطق الفأل والبسمة.
لو أن الذين يجهدون أنفسهم دفنوا همومهم في قبر يومي اسمه النسيان لاستراحوا ولكان لهم في كل يوم خطوة جديدة تباعد بينهم وبين الانفعال النفسي والجسمي المدمر
إن راحة البال أغنى واثمن من المال ولكن هل في استطاعة كل منا ان يتجنب ما حدث له في امسه ليستقبل يومه بفكر إيجابي بكر؟
قد يكون ذلك صعباُ على البعض في البداية، ولكن يجب علينا الاستمرار في المحاولة بحثا عن مقبرة النسيان حتى لا يصرعنا اجهاد النفس وتراكمات همومها على حين غرة وغفلة، ويكون ذلك بالاستعانة بالله أولاً ثم الحرص على الأذكار اليومية، والرجوع إلى أهل الاختصاص إذا تطلب الأمر.


ودمتم سالمين.

  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عبدالله 12 على المشاركة المفيدة:
wafei   (12 / 06 / 2019)