عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 09 / 2011, 32 : 10 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي القول والفعل ومن نحب


يقول رالف اميرسون وهو احد أشهرالكُتّاب والفلاسفة في القرن التاسع عشر: " إن ما تفعله يتكلم بصوت عالٍ جداً لدرجة أنني لا أسمع ما تقول" ، وهذه العبارة تعني شيئاً أساسياً في حياتنا وهو أن ما نقوله قد يكون مهماً، ولكن الأهم هو ما نفعله.
ويمكن استخدام هذه العبارة أيضاً للحكم في الغالب على مدى صحة ما نقوم به من أدوار في حياتنا الخاصة والعامة،حيث أننا أحياناً نقول ونظن بأننا نفعل الصواب أحياناً، ولكن بعد مقارنة الفعل بالقول نجد بأننا مقصرون تجاه الغير.
من أكثر المواقف التي يمكننا أن نطبق هذه العبارة فيها هي قضاؤنا لأوقاتنا مع من نقول بأننا نحبهم ونعمل من أجلهم، فمن السهل أن يقول الشخص لوالديه أو لأولاده وزوجته وبقية من يحبهم بأنهم أهم شيء في حياته، ولكن ما يؤكد قوله لديهم هو ما يرونه من فعل تجاههم، فهم يقيّمون حبه لهم بما يقضيه من وقت فعليّ معهم ولهم، لأنهم يرون أنه يقضي الساعات الطوال في عمله،وقد يقضي ساعات أخرى لتأمين احتياجات المنزل، وكذلك لزيارة أقاربه وأصدقائه،بينما لا يقضي إلا دقائق محدودة جداً مع من يقول بأنهم أهم الأشخاص في حياته، وهنا يرون الفجوة الكبيرة بين أقواله وأفعاله في منظورهم.


ومن المواقف الأخرى التي يقيّم فيها الأبناء والزوجة أهميتهم لدى رب أسرتهم، هو عندما يقوم رب الأسرة بالجلوس مع زوجته وأطفاله جسداً بينما هو مشغول عنهم بالتحدث بالهاتف مع غيرهم أو مشاهدة التلفزيون لفترات طويلة وقد تكون أطول مما يقضيه معهم جسداً وروحاً، وعندها سيفهم الأبناء وغيرهم بأن الهاتف والتفزيون يشغلان أولوية لدى الأب أو الزوج أكثر منهم لديه.

وقد يقول قائل بأن ما يفعله رب الأسرة من أعمال هو من أجل كسب العيش له ولأسرته، ولكن لا زالت هناك العديد من الأساليب البسيطة التي يمكننا بواسطتها من أن نؤكد لأفراد أسرتنا ولمن نحبهم بأنهم أهم شيء لدينا، حيث يمكننا أن نعتذر أو نتنازل عن بعض الارتباطات الغير هامة على مستوى العمل أو على المستوى الشخصي لنقضي الوقت المخصص لها مع من نحب.

يجب أن نُشعر أفراد الأسرة ومن نحب عندما نكون معهم بأننا سعداء بقضاء الوقت معهم، وأننا اخترنا أن نمضي الوقت معهم لأننا نرغب في ذلك، وان لا نجعلهم يشعرون بأننا متضايقون، وأننا ضحايا لهم لأننا مجبرين على أن نذهب معهم بدون رغبتنا.
لذا فإن تصرفاتنا تجاه أسرنا وكل من نحب محسوبة ، فكما أنهم يتضايقون من تقصيرنا تجاههم، فإنهم حتماً سيقدرون كل خطوة إيجابية نقوم بها تقوي روابط الحب بيننا وبينهم، وتقلل من مشاعرالإحباط التي قد تكون تولدت لديهم في وقت سابق.

يجب أن نُظهر لأسرنا ولكل من نحب قولاً وفعلاً بأنهم أهم شيء في حياتنا.

بيت شِعر للشاعر إبراهيم طوقان
مَثَلُ القولِ لا يؤيِّدُه الفِعـلُ
أزاهيرُ لا يفــــوحُ شذاها

  رد مع اقتباس