عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 05 / 2011, 42 : 11 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي لحظات للتأمل في رحمة الله


من المسلَم به لنا كمسلمين بأن القرآن الكريم هو معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى، التي لا تتغير ولا تتبدل مع تغيّر الزمان وتبدُل المكان، فهو معجز في فصاحة ألفاظه الجامعة لكل شرائعه، وفي أنباؤه الغيبية وتوضيح خفايا الأمور، سلامته عن التناقض والاختلاف ومن الخرافات، أسراره العلمية التي لم تهتد إلى بعضها العقول إلا بمعونة الأدوات الدقيقة والآلات الرقيقة المستحدثة.
استمعت اليوم إلى آيات من سورة الأنعام، وكان منها الآية رقم (54) والتي من ضمنها قوله تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).
وللأمانة استمعت إلى هذه الآية وكأنما أستمع إليها للمرة الأولى، ثم أخذت استرجع بعضاً من رحمته سبحانه وتعالى بجميع مخلوقاته.
فالرحمة هي من أكثر صفاته جل وعلا التي نرددها في كل وقت، فنحن لا نبدأ بعمل أي شيء بدون أن نقول "بسم الله الرحمن الرحيم"،
كما أن من أول آيات سورة الفاتحة التي نتلوها على الأقل سبعة عشر مرة في صلواتنا كل يوم هي : ( الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم*) وهما اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة, والرحمن أشد مبالغة من الرحيم لأن الرحمن هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، فهم مرحومون برحمة الله ولولا رحمة الله ما أكلوا وما شربوا وما اكتسبوا وما سكنوا ولكنّ الله رحمهم فهيّأ لهم ما تقوم به أبدانهم من المعيشة الدنيوية, ,والرحيم ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين يوم القيامة, وكما اتفق على ذلك أكثر العلماء.
وحينما يقول سبحانه وتعالى: ( كتب ربكم على نفسه الرحمة )، فإنما هو إشعار للناس – والمؤمنين خاصة - بالأمل في رحمة الله في الدنيا والآخرة بحيث لا ييأسوا من رحمته أبدا ً
مهما ضاقت بهم الدنيا،
وضاقت بهم السبل،
وضاقت بهم أنفسهم، بل ومهما ارتكبوا من معاصي ..
فالرحمة الإلهية حاضرة دائما ًوموجودة في كل حين، وقريبة بوجه خاص من المحسنين، بل ومكتوبة للخلائق كقاعدة أساسية ومبدأ أصلي فضلا ً عن أنها صفة أصلية وذاتية للخالق الرحمن الرحيم نفسه عز وجل…
ولشدة رحمة الله أوجد شتى الأسباب ليغفر الذنوب ويقبل توبة عباده ويكتب الحسنات لهم،ويمحو السيئات عنهم, وفي رواية (ليس العجب ممن نجا كيف نجا, وإنما العجب ممن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله).
فالله هو الرحمن الرحيم الذي قد كمل في رحمته، وأحسن إلى خلقه بأنواع الإحسان، وتحبب إليهم بصنوف النّعم، ووسع كل شيء رحمة وعلما، وأوسع كل مخلوق نعمة وفضلا فوسعت رحمته كل شئ ووسعت نعمته كل حي، وعمّ إحسانه البرايا قال سبحانه تعالى:{ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً }(غافر:7 ).
والله سبحانه وتعالى هو ذو الرحمة الحقيقية العظيمة الواسع فقال جل وعلا:{وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ}(الأنعام:133)،
وقال أيضا: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ}(الكهف:58)، فلا مخلوق إلا وصلت إليه رحمة الله وغمره فضله وإحسانه.

أحبتي:

قد تضيق بنا الدنيا أحياناً، وتطغى مساحات الحزن على مساحات الفرح في أعيننا، وقد نشعر بثقل همومنا، فنفكر في الحياة بفكر سوداوي،
ولكننا يجب أن نثق بالله وبرحمته سبحانه وتعالى بأن الكرب سينفرج وسيتلاشى الحزن كما يتلاشى الظلام أمام أشعة الشمس.
أنها رحمة الله التي تأتينا من غير حول منّا ولا قوة . . . تتهادى إلينا في ضيقنا فتنفرج أمامنا الدروب وقد كنا نظن أنها لا تفرج
أنها رحمة الله التي كتبها سبحانه وتعالى على نفسه لتشمل عباده الصالحين،

هي دعوة ليكون شكرنا لله عملاً . . وعملنا له شكراً

دمتم بحفظ الله.

  رد مع اقتباس