عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 12 / 2012, 33 : 12 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي لنقلل من مساحة الحزن


تحفل حياتنا بالكثير من المتناقضات والاختلافات التي نراها ونعايشها باستمرار، ومن تلك المتناقضات الجمال والقبح، الحق والباطل، الكسب والخسارة، اللقاء والفراق.
وكذلك الحال بالنسبة للبشر فهناك اختلافات أيضاً في تصرفاتهم ومشاعرهم وردود أفعالهم تجاه ما يصادفهم من حالات مختلفة، حيث تتراوح تلك المشاعر بين الفرح والحزن، والحب وعكسه.
ولهذا تمر بنا مواقف كثيرة نتفاعل فيها مع أنفسنا، ومع غيرنا. وكلما كانت علاقتنا أقوى مع ذلك الغير كان تفاعلنا الإيجابي أو السلبي مع تلك المواقف أكبر.

ونظل في أوقات كثيرة نتفاعل مع ما يحيط بنا بأسلوب عاطفي يكون منطقياً غالباً ويكون غير ذلك أحياناً أخرى فنتقلب تبعاً لذلك بين السعادة وغيرها.
ومن فضل الله علينا أن جعل مداخل السعادة في حياتنا أكثر من مداخل الحزن، قال تعالى:{ فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا } (الشرح: 5-6).
ولتوضيح معنى هاتين الآيتين لنتأمل قول ابن مسعود رضي الله عنه حيث يقول : ( ‏لو كان العسرفي جحر ضب لتبعه اليسر حتى يستخرجه ، لن يغلب عسر يسرين‏)، فإضافة "ال" التعريف لكلمة "عسر"في الآيتين الشريفتين دلالة على أنه عسر واحد بينما تنكير اليسر في الآيتين دلالة على تكراره, فكل عسر مهما بلغ من الصعوبة ما بلغ فإن آخره التيسير الملازم له ,وتأكيد ذلك قوله تعالى:{ سيجعل الله بعد عسريسرا}( الطلاق: 7 ).

بالتأكيد لا يوجد في دنيانا هذه من لم يذق طعم المرارة والألم،
كما لا يوجد فيها من لم تمر عليه ولو بعض أوقات السعادة.
ولكن الخلل قد يكون فينا لأننا نتعامل مع لحظات السعادة بتغافل غير مقصود، بينما نقف طويلاً للتشكّي أمام كل لحظة من لحظات الحزن. أي أننا باختصار قد لا نشكر عند السراء ولكننا نشكو عند الضراء، وننسى أن الله جل وعلا جعل مواقف الحزن أسباباً للتأمل ولمحاسبة النفس ومراجعة حساباتنا مع الجميع.
فالكل يعلم بأنه لا أحد سيبقى في هذه الدنيا الفانية مهما طال عمره،
وإن الحصيف هو من يتزود من هذه الدنيا بالأعمال الصالحة التي تفيده في آخرته، والتي تعينه على القيام بواجباته تجاه أسرته ومجتمعه، وهو من يحرص على أن تكون علاقاته الإنسانية مع الجميع حسنة ليترك ذكرى طيبة لدى محبيه ومن عرفوه.

إن تعاملنا مع الموقف الحياتية بشكل منطقي ومتوازن يزيل عنّا كثيراً من دقائق الحزن وساعاته، فتجعلنا نتذكر بأن ذلك الحزن سيعقبه بالتأكيد محطة سعادة جديدة، وإن علينا أن لا نغرق في الحزن حتى نستطيع أن نستمتع بأوقات السعادة القادمة، وأننا في أوضاعنا الحالية أفضل بكثير من غيرنا الذين تنقصهم أساسيات الحياة ومنها الأمن والطعام وغيرهما.

********

من كتاب " لا تحزن " للشيخ عايض القرني:

يا إنسانُ: إن بعد الجوع شبعٌ ، وبعْدَ الظَّمأ ريٌّ ،وبعْدَ السَّهرِ نوْمٌ .

بشَّر الليل بصبح صادق يطاردُهُ على رؤِوسِ الجبال ،ومسارب الأوديةِ ،

بشِّر المهمومَ بِفرجٍ مفاجئ يصِلُ في سرعةِ الضَّوْءِ ،ولمُحِ البصرِ ،

بشِّرِ المنكوب بلطف خفيٍّ ، وكفٍ حانيةٍ وادعةٍ.

إذا رأيت الصحراء تمتدُّ وتمتدُّ ، فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراء وارفةّ الظِّلالِ.

إذارأيت الحِبْل يشتدُّ ويشتدُّ ، فاعلمْ أنه سوف يَنْقطُعِ،

إن بعد الدمعةِ بسمةٌ ،

وبعد الخوفِ أمْنٌ ،

وبعد الفَزَعِ سكينةٌ.

  رد مع اقتباس