عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 08 / 2012, 39 : 04 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي ليكون العيد سعيداً بأذن الله



تزخر كتب التاريخ والأدب العربي بالكثير من القصص الحقيقية المليئة بالدروس والعِبر التي يجب أن نتعلمها منها، والتي من الممكن أن تكون مناهج تُدرّس.
ومن هذه القصص قصة "جفوة" حدثت في احد الأيام بين محمد بن الحنفية وأخيه الحسن بن علي رضي الله عنهما، فانصرفا من مكانهما متغاضبين، فلما وصل محمداً إلى بيته، أخذ ورقة وكتب فيها.‏

‏ بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن علي بن أبي طالب، إلى أخيه الحسن بن علي بن أبي طالب، أما بعد.‏ ‏ فإن لك شرفاً لا أبلغه، وفضلاً لا أدركه، فإذا قرأت رقعتي هذه، فالبس رداءك ونعليك، وسر إليّ فترضـَّني، وإياك أن أكون سابقك إلى الفضل الذي أنت أولى به مني.

والسلام.
‏ فلما قرأ الحسن الرقعة، لبس رداءه ونعليه، ثم جاء إلى أخيه محمد فترضـَّاه.
تذكرت هذه القصة ونحن مقبلون على أيام عيد الفطر المبارك الذي سيحل علينا قريباً جداً، والذي نتمنى أن يكون عيداً سعيداً على الجميع.
ولكن هل يكفي التمني فقط بأن يكون هذا العيد سعيداً؟، أم يجب أن نعمل ليكون كذلك؟.
ولعل من أهم الأسباب التي ستجعل أعيادنا سعيدة بأذن الله هي المبادرة إلى وصل ما أنقطع بيننا وبين من نعرف، وخاصة إذا كانوا من القريبين منّأ علاقة.
فلو نظرنا إلى احد الحِكم والمعاني لعيد الفطر المبارك ، فإننا نجد بأنه يأتي بعد الانتهاء من أداء فريضة الصيام، حيث يُفترض أن يكون الإنسان قد عاد إلى نفسه وإلى فطرته الأولى , وإلى صدقه ومصالحته مع نفسه ومع غيره،
ليكون عيد الفطر هو البداية العملية لهذه البداية الجديدة بصفاء نية , وقدر كبير من التسامح , وعهد جديد مع الله، ولعل ذلك يكون بتطبيق التوجيه النبوي الكريم الذي ورد في الحديث الشريف الذي رواه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا و يعرض هذا و خيرهما الذي يبدأ بالسلام " رواه البخاري و مسلم ،
إذن لنكن نحن المبادرون، ولنكن نحن من يبدأ بالاتصال والسلام.

إن من خيار الناس من يواجهون أخطاء غيرهم بالابتسام، ويقابلونهم خطاياهم بالصفح، لأنهم بهذا التسامح يجعلون قلوب الآخرين تضئ بالمحبة، فيكون هذا هو بداية طريق الفرح. فما بالنا لو كان هذا التسامح ليلة ويوم العيد.
فالعيد هو موعد مع التسامح والموّدة والفرح والبهجة والسرور
فهو فرحة لقلوب المسلمين ومصالحة للمتخاصمين، وخاصة بالنسبة للأهل والأقارب والأحبة.

وتختلف أيام العيد عن غيرها من الأيام، فأيامه تحظي بطعم خاص مقترن بصفاء النفوس وتراحم القلوب ومغلف بالمحبة والفرح.
ومن أجل ذلك جعل الله لنا الأعياد‏..‏ لتكون محطات لتفريغ الهموم‏..‏ لنسيان الألم‏..‏ ‏..‏ لشحن الفرح . . وللترفيه البريء.
وهي مناسبات للتجمعات الأسرية‏..‏ ولقاء الأصدقاء‏ والتراحم ..‏ فلا عيد بدون الآخرين‏..‏ بل العيد هو الآخرون‏..‏ العيد هو نحن جميعا وقلوبنا مجتمعة وليست متفرقة .

العيد... هو إعادة شحن الحب في قلوب خبت فيها المحبة.