عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 01 / 2012, 32 : 03 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي المشاركة بصنع الفرح



إن كنت لا تستطيع صنع الفرح . . فلا تفسد فرح الآخرين


اتصل الزوج بزوجته من مقر عمله وطلب منها بأن تكون جاهزة في المساء هي والأبناء لأنه يريد أن يحتفل معهم في أحد المطاعم الراقية بمناسبة ترقيته في عمله.
فرحت الزوجة فرحاً كثيراً لسببين أولهما ترقية زوجها، والسبب الثاني والأهم هو أن هذه هي المرة الأولى منذ سنوات عديدة التي يبادر فيها زوجها بدعوتهم للعشاء خارج المنزل، ولهذا حرصت على أن تتزين بكل ما هو جميل بما في ذلك خاتم الخطوبة الذي يذكرّها بأجمل أيامها قبل ثمانية عشر عاماً.
ذهب الجميع إلى المطعم وبدأ الأبناء والوالدين بطلب ما يريدونه من قائمة الطعام، ثم أخذ الزوج والزوجة يتحدثان بفرح ظاهر لم يفيقهما منه إلا عبارة صدرت من ابنتهما الكبرى ذات الستة عشر ربيعاً تخاطب أمها قائلة: "ايش هذا الخاتم القديم اللي أنتي لابسته؟".
وهنا تبدلّت علامات الفرح في وجه الأم وحلّت بدلاً منها مسحة من الحزن بسبب استهزاء البنت بذوق أمها.
لاحظ الزوج تغيّر سحنة زوجته فأخذ يُعاتب ابنته على ما قالته لأمها، وكيف أنها أفسدت على أمها سعادتها في تلك الليلة.
وهنا تدخلت الأم وهي تحاول منع دمعة توشك أن تسقط من عينيها: "اتركها . . لا تزعّل نفسك . . هي دائماً كذا . . لا تفرّح أحد ولا تخلي غيرها يفرح".
حاول الأب أن يعيد أجواء الفرح إلى الجلسة مرة أخرى ولكنه لم يستطع، فخرجت الأسرة من المطعم إلى المنزل صامتة بسبب جملة قيلت بدون سبب يدعو إليها.

أحبتي: القصة التي وردت من خلال السطور السابقة هي قصة حقيقية رواها لي أحد زملائي حدثت له قبل يومين، وذلك عندما كنا نتحدث عن كيف أن البعض منّا قد يتسبب – بدون قصد أحياناً- بجرح مشاعر غيره أو في إفساد مناسبة سعيدة.
حقيقة، أثرت فيّ هذه القصة، وخاصة عبارة الأم وهي تصف ابنتها، فقد كان وصف الأم دقيقاً وبليغاً، فهناك البعض ممن لا يكفيهم بأنهم لا يشيعون الفرح في المكان، بل إنهم قد يفسدون بقصد أو بغير قصد فرح الآخرين.
إن بإمكان كل واحد منا أن ينشر الفرح والسرور بين الناس ولو كان من خلال المشاركات الوجدانية التي لن تكلفنا شيئاً، وهذا سيمنح كل من يقوم بذلك رصيداً من الحب لدى الناس يضعه في بنك الحياة ليصرف منه عند الأزمات.

  رد مع اقتباس