24 / 11 / 2001, 47 : 08 PM
|
#1
|
وئامي جديد
|
|
|
|
|
|
|
|
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
|
![افتراضي](images/icons/deficon1.gif)
لكي لا يصيبنا ما أصاب بني إسرائيل
إن بني إسرائيل قد عاشوا آلاف السنين بإنتظار آخر الإنبياء الذي بشرهم به نبي الله موسى و غيره من أنبياء بني إسرائيل –صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين-. كانوا يستعدون دائما لنصرة هذا النبي بدمائهم و أموالهم و أولادهم. لقد صدقوا أنفسهم العهد على نصرة الإسلام مهما كلفهم ذلك من التضحيات.
غير أن بني إسرائيل و عبر السنين، قد بنو لأنفسهم صورة معينة عن هذا النبي القادم، بل و عن دعوته و أعماله التي يجب أن يقوم بها:
كانوا يريدون إسلاما يعظمهم و يمجدهم فوق كل بني البشر، و يستبيح لهم دماء و أموال و أعراض الناس
كانوا يريدون إسلاما يخاطبهم على أنهم شعب الله المختار المغفور له خطاياه أين كانت
كانوا يريدون إسلاما يجعل الله إلاههم، و الأخرين كفارا لا إلاه و لا رحمة و لا غفران لهم
كانوا يقولون للإنصار في زمن الجاهلية أن الله سيبعث فيهم رسول ليقاتلوهم به و يقتلوهم ( و ليس ليهدوا الناس به إلى عبادة الله الواحد القهار؟!)
كانوا يريدون إسلاما يمجد تراثهم و حميتهم الإقليمية و العرقية
كانوا يريدون إسلاما مفصلا على طريقتهم، و لايغير شيئا من طبائعهم و عاداتهم و أعرافهم و أفكارهم
لقد إشترطوا على الله تعالى كيف و أين و بماذا يرسل نبيه
و لكن ليس هكذا أراد الله الإسلام، و ليس هكذا أراد أن يكون نبيه، و ليس هكذا أراد أن تكون دعوت نبيه و أعماله. فلما بعث الله رسوله كما هو –سبحانه و تعالى- أراد، غضبت بنو إسرائيل و أخذتهم العزة بالإثم، فحقت عليهم اللعنة إلى يوم القيامة.
أما نحن، فنحن نؤمن بالإسلام الصحيح و الحمد لله، و هذا لا خلاف عليه
و لكننا نريد أن ينتصر هذا الإسلام بطريقتنا و حسب ما نسجته أحلامنا عبر السنين
من غير أن نلتفت أو نتسأل ولو لحظة واحدة ماذا يريد منا الإسلام أن نغير في حياتنا قبل أن يكتب لنا النصر؟
ماذا يريد منا الإسلام أن نتخلص منه من أفكارنا و حميتنا الإقليمية و العرقية حتى يكتب لنا النصر؟
إن للإسلام بيئة خاصة به، قد خلق لها، و هي قد خلقت له.
و إن للإسلام دولة لها مميزات و صفات خاصة، قد خلق لها، و هي قد خلقت له.
و إن للإسلام شعب خاص به، قد خلق له، و هو قد خلق له.
إن الإسلام لن ينتصر أبدا في دولة إقليمية،
في دولة تقوم المواطنة فيها على غير دين الإسلام، و دين الإسلام فقط
لأن الإسلام لا ينتصر في بيئة، الإسلام فيها هو خيار من الخيارات، و ليس الخيار الوحيد
و الإسلام لا ينتصر على يد شعب إقليمي
أي شعب تجمع بين أفراده وحدة الإنتماء الإقليمي أو العرقي
لأن الإسلام لا ينتصر في بيئة، مصالحه و مقدساته ليست هي العليا عند أفرادها جميعهم
الإسلام خلق لينتصر في دولة هي "دولة المسلمين"
دولة تقوم المواطنة فيها على أساس الإسلام
دولة كانت في يومنا هذا دولة إقليمية، و لكن أهلها إختاروا الله و رسوله،
و إختاروا أن يحولوها إلى دولة للمسلمين، لكل المسلمين، و المسلمين فقط من دون الناس
الإسلام خلق لينتصر و لتعلو رايته على يد أبناء "شعب المسلمين"
و هم مسلمون كانوا في يومنا هذا يؤمنون بالإنتساب لشعوب إقليمية و عرقية و لشعب المسلمين في آن واحد،
و لكنهم في النهاية أدركوا أن هذا كان خطأ كبيرا، و إختاروا الله و رسوله،
و إختاروا أن ينتسبوا لشعب المسلمين فقط، و أن يسقطوا إعترافهم بالإنتساب لشعوب إقليمية و عرقيية،
و كيف ينتسبون لشعوب لا وجود لها أصلا
إن علينا أولا و قبل كل شيء أن نعيد هذه البيئة أو النظام الصحيح أولا
علينا إيجاد هذه الدولة و ذلك الشعب أولا و قبل كل شيء
قبل أن نستطيع أن نحشد كل الطاقات البشرية التي نملكها على جبهة الدفاع عن الإسلام و مقدساته
قبل أن نطلب من الصالح و الفاجر و الفاسق أن يقاتل دفاعا عن الإسلام و مقدساته
و قبل أن نستطيع أن نطلب من المسلمين أن يتصرفوا كما يجب أن يتصرفوا
و أن يفكروا كما يجب أن يفكروا، و أن يغضبوا كما يجب أن يغضبوا
و من حكام المسلمين و قادة الجيوش المسلمين أن يغضبوا غضبة المعتصم
و من رجالات الإعلام و الثقافة أن يحركوا أقلامهم جميعها لنصرة دين الإسلام و مبادئه و قيمه
و من كل نفس مسلمة أن تبدع و تطور قدرات المسلمين في شتى مجالات الحياة لتتيسر وحدتهم و بناء قوتهم.
إن العمل من أجل نصرة هذا الدين و رفع شأنه و إستعادة مقدساته يجب أن تستمر،
و لكن يجب أن يصاحبها عمل جاد لإعادة البيئة التي ستحافظ على ذلك العمل و تنميه و تقويه و تمده بالرجال و المال و الحماية و الدعم من كل أنواعه. إن "البيئة الصحيحة" هي شريان الحياة للعمل الإسلامي بكل أنواعه. إن تغيير إنتساب المسلم من شعب إقليمي إلى "شعب المسلمين" الواحد فقط و تحويل كل دولة إقليمية إلى دولة للمسلمين، يمثل الهدف الأول الإستراتيجي الذي يجب أن نعمل جميعا لتحقيقه. لأننا يجب أن نتذكر دائما أن الإسلام سينتصر في بيئته التي خلق لها و التي يريدها هو، و ليست تلك التي نريدها نحن.
|
|
|
|
|