اعلان الحرب على الله و رسوله

بسم الله الرحمن الرحيم

إعـلان الحـرب عـلى الله ورسـوله

أوردت صحيفة الرأي العام الصادرة بتاريخ 18/03/2002م، خبراً مفاده أن حكومة السودان وقعّت اتفاقية قرض يُموِّل بموجبه الصندوقُ الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية مشروعَ سد مروي بـ «31» مليون دينار كويتي «100 مليون دولار» وتبلغ مدته 28 عاماً بما فيها فترة سماح لسبع سنوات، ويُسدَّد القرض على 42 قسطاً بفائدة سنوية قدرها 2.5%. ولا يختلف اثنان على أن هذه معاملة ربوية.

إن الربا أو ما يسمى بالفوائد أو خدمات الديون، إنما هو فكرة شيطانية، وقد تفتقت حديثاً عن العقلية الرأسمالية على هيئة صناديق مالية، فاستغلتها الدول الاستعمارية في نهب ثروات البلاد الضعيفة، والتأثير على مراكز صنع القرار فيها، وتوجيه سياساتها وفق سياسة الدول الاستعمارية، وفرض شروط مجحفة عليها تؤدي إلى تدمير عملتها وارتفاع الأسعار فيها. ما أدى إلى إفقار كثير من الدول، ومنها دول بترولية مثل نيجيريا والجزائر، بل دفع بدول عدة إلى حافة الإفلاس كالبرازيل والأرجنتين. إن الدولة المدينة تدفع أضعاف أصل الدين، فديون السودان مثلاً التي بلغت 16 مليار دولار، كان أصلها في حدود المليار دولار.

وقد انتقلت مصيبة الربا تلك، من بلاد الكفار إلى بلاد المسلمين وصناديقها المالية، مثل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، واتفاقية القرض التي أبرمها مع حكومة السودان والتي يُمول بموجبها مشروع سد مروي بفائدة قدرها 2.5%.

إن الربا علاوة على المحقة التي يجرها على البلاد والعباد كما قال تعالى: ]يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ[ ، وعلاوة على الأخذ بالسنين - أي النقص في إنتاج الغذاء وغيره - كما قال r: «ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أُخذوا بالسَّنة» وعلاوة على أن مآل آكله إلى الفقر كما قال r : «الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل» ، نقول علاوة على كل ذلك فإن الربا منكر من أكبر المنكرات وقد توعد الله سبحانه وتعالى فاعله بأشد العقوبات، قال r : «أربعة حقاً على الله تعالى ألا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها، مدمن خمر وآكل ربا...» ، كما قال r : «لعن الله الربا وآكله وموكله وكاتبه وشاهده» وقال: «ليأتين على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا فإن لم يأكل أصابه من غباره» وفي حديث آخر قال: «الربا سبعون باباً أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه».

إن الربا هو الجرم الوحيد في الإسلام الذي توعد الله سبحانه وتعالى فاعله بالحرب: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ @ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ[ ، بعد كل هذا التهديد بالفقر والمحقة والأخذ بالسنين، وهذا الوعيد بالحرب من الله ورسوله، نجد قوماً من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا يريدون بناء الاقتصاد من تجارة وزراعة وصناعة وغيرها من الخدمات على الربا!

أيـهـا المسـلمون:

إن الذين جلبوا لنا هذه القروض الربوية إنما يريدون بفعلتهم الشنيعة هذه أن يهلكوا أنفسهم ويهلكونا معهم بإعلانها حرباً خاسرة ونتيجتها محسومة سلفاً: الفقر والذل والهوان في الدنيا والطرد من رحمة الله وأشد العذاب يوم القيامة. ولا مخرج لنا ولا مناص إلا أن نترك المعاملات الربوية، بل كافة المعاملات غير الشرعية، ونستجيب لله تعالى وننظم اقتصادنا وكل أمور حياتنا على أساس كتاب الله وسنة رسوله r ، وذلك بإعلانها خلافة على منهاج النبوة.



]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ[ .



حزب التحرير

ولاية السودان

8 من شهر محرم 1423هـ.
22/03/2002م.

اخي الفاضل ... حمزة

جزاكم الله كل خير وبارك فيكم واثابكم ...