بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومع باقي الذكريات يكون الموعد في وسط غرفة السماء
وهذه الغرفة شهدت أجمل ذكرياتي وأحلى أيام الصبا
كانت هي بداية الاستقلال عن التبعية الموهمة
والدخول إلى عالم تتويج ألذات وغرس الآهات
وكان لوجودها قصة
بنيت لتكون دكان للإيجار، لبعدها عن البناء، حيث تحتل أخر الفِناء
ثم عدلنا عن الفكرة وهُجرت مدة من الزمان
حتى زرتها في احد الأيام وتأملتها في إعجاب
وعشقتها بدون كلام , ووقعت في قلبي موقع الاهتمام
رغم تجردها من الألوان , وخلوها من الدقة والنظام
فقد كانت مجردة من الأنوار والمكيف والأبواب
وقمت بجولة مكوكية بين الأهل والعمان0
وتمت الموافقة النهائية على إن تكون الغرفة داري ومقر إقامتي
وسُهلت الأساسيات وتُركت جدرانها خالية من الألوان
وتم النقل من دفئ ألام إلى برد الجدران
وكانت ليلة لا تنسى
حيث عملت النزالة 000عيش وجبنة وحلاوة
ولم أنام تلك الليلة لترتيب المقر وللفرح الغامر بنيل الاستقلال من وهم الاستعمار
وتم تدوين التاريخ ليكون موعداً وطنياً خاصاً للتتويج 0
وعمدت الذاكرة ، في نسج الأفكار لتجميل الموطن والاستقرار
قال الراوي:
وغطيت الجدران بصور من واقع الحال ، وقسمت إلى أركان واختصاصات
فذاك لرياضة الإبطال وهذا صور مشاهير الزمان وبينهما لوحات من روائع السريان
فهنا صورة لفاتنة ! ولاعباَ طائراً، وسيارة عابرة، وطائرة وباخرة
وكل ما تدركه الذاكرة0
فغدت غرفتي واحة للناظرة، وبهجة للسامرة وتلك طبعاً في خيالي قائمة وهي للحقيقة مغائرة0
ولم يكن يشوه المنظر الا سقفها المبرقع ، اناظره فيدعو للقرف والملامة
واجتهدت كي أغيره ولكن الخوف من تدمير مناظر الجدران وخسارة تعب الليالي
والأيام جعلني اشحذ الذاكرة حتى اصل لفكرة سارة
وفعلاً هداني تفكيري لجعل السقف0 سماء0 لواحتي 0
ولم أتأخر في تنفيذ الفكرة 0
وشريت الكواكب والنجوم والأفلاك والأجرام!
وأصبحت السماء فسفورية وغامقة : فتلك نجمة لامعة وذاك كوكباً غامضاً
وجرما ونيزكاً ساطعاً يسبح في سديم الكون صامتاَ
والسقف أصبح سماء لواحة خضراء
ومن اجل هذا أسميتها 0000سمـــاء0
كنت استلقي فيها وأناظر السماء وأتعرف على كل خلجات الهواء !
وكنت نائماً وصاحي اشعر إني في الفضاء
وتدمع العين وتدمع
لترسم حروف من ماء 0
وتسبح الذاكرة حالمة
بعد إن كنت اقرأ كتاب
وأعيش مع أحداثه في واحة السماء!
وتصبح الأفكار قائمة
حقيقة عابرة
تأخذني لعالم من الرخاء
وغموض ووفاء
وبعدها اخلد لنوم الهناء
كانت واحتي سماء فيها ابث حزني
وفيها ابني حُلمي
فيها الوقت يمضي وبها اجتماع الأحباب
كانت السمرة وكانت المسامرة
وكانت الفرحة عائمة
واستمرت الفرحة وكان الخيال ينسج في قلب الزمان صروح من الأحلام
ولبس كل ما كان فيها سعيد 00بل ليس كل ما فيها مفيد
ولكن تبقى جزء من ذاكرتي طرزته أعماقي ليبقى عشقي الصافي0سماء
سماء
لم تخني يوماً من الأيام
ولم تضجر مني
ولم تكتم مشاعرها
كنت اذهب لها هارباً من كل شيء
فأجدها عروستي الحالمة
اهيم بها وهي هائمة
واطرب لها وهي ساحره
كانت صادقة وكانت شاعرة
سماء غرفتي
ذات ليلة كانت سماء قاتمه وفي داخلها عبارة ثائره
سألتها الخبر! ولما الكدر!!0000؟
قالت نُـبيت إن بابي قد فـُـتح
ومعه صوت باكياً يقول: الحق في حذر
الفـــــــــــــاجــعـــة00 الفـــــــــــــاجــعـــة
أبوك فـــــــــــــــــــــــــــي خطـــــــــــــــــــــــــر
وكانت صادقه ومع الساعة الثالثة
جاني الخبر 0أبوك فـــــــــــــــــــــــــــي خطـــــــــــــــــــــــــر
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ00 آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ00 آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ00
من هذا الخبــــــــــــــــــــــــــــــــر
و
و
و
عظم الله أجرك يا ولد
أحسن الله عزاء من حضر
هذا مصير البشر
واستمرت الأيام تطوي الليالي وسماء0 كانت لي ومعي في فـِناء قد هُجر0
وتأتي الأخبار قائلة:
سماء00سماء00سماء
فـــــــــــــــــــــــــــي خطـــــــــــــــــــــــــر
هي زائدة وفي الشارع قائمة
ولا بد من إزالة الشائبة0
إزالة سماء من آخر الفِـناء
لتعبر الآلة الصماء
تُــزال سماء وتساوى بالثرى
وتعبر سيارة الفناء0
مستحيل مستحيل مستحيل مستحيل مستحيل مستحيل مستحيل
ودُمرت سماء في ليلة غبراء
بكيت فيها بكاء ومازلت في بكاء حتى ظننت إنني ذاهباً إلى الفناء0
وعند موتها0!!0
كانت سعادة لكل طفل وطفلة
رأيتهم يتسابقون نحوها 0لينزعو غنيمة السماء
نجمة لامعة و كوكباً غامضاً وجرما ونيزكاً ساطعاً
في مشهد من مشاهد الرثاء
رأيتهم يجمعون الكون في سماء
رأيتهم يجمعون الكون في سماء
رأيتهم يجمعون الكون في سماء
وتعجز الذاكرة إن تفي بالخاطرة
فتلقي ظلالها صامته على أشباح سماء فاترة
وكانت النهاية 00القاتمة000000000000000000000
وللذكرى بقة إن كتب رب البرية
سند الذكريات