- هو ( أبو السائب ) فإذا أردنا أن نرتب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفق سبقهم الزمني إلى الإسلام فإن هذا الصحابي رضي الله عنه يقع في الترتيب الرابع عشر
- كان راهبا عظيما ، لا من رهبان الصوامع ، بل من رهبان الحياة , وكانت رهبانيته عملا دائبا في سبيل الحق ، وتفانيا مثابرا في سبيل الخير والصلاح.
- كان رضي الله عنه ، واحدا من القلة التي سارعت إلى الدخول في الإسلام , حيث إنطلق مع بعض الصحابة إلى رسول الله .. وأسلموا جميعاً في ساعة واحدة ، وذلك قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، وقبل أن يدعو فيها ، ولقد نزل به من الأذى والضر ، ما كان ينزل يومئذ بالمؤمنين الصابرين الصامدين ..
- عندما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة كان رضي الله عنه أمير الفوج الأول من المهاجرين ,
- في دار الهجرة المنورة ، يتكشف جوهرهـ رضي الله عنه ، فاذا هو العابد ، الزاهد ، المتبتل ، الأواب .. واذا هو الراهب الجليل ، راهب الليل فارس النهار ، بل راهب الليل والنهار ، وفارسهما معا كان له طابعه الخاص في العبادة .. اذ أمعن في زهده وتفانيه امعانا رائعا ، أحال حياته كلها في ليله ونهاره الى صلاة دائمة مضيئة ، وتسبيحة طويلة عذبة .. فمضى لا يلبس الا الملبس الخشن ، ولا يأكل الا الطعام الجشِب ..
- كان أول المهاجرين وفاة بالمدينة ( سنة 2 ) للهجرة ، كما كان أول المسلمين دفنا بالبقيع .
- لقد أحبه الرسول صلى الله عليه وسلم حبا عظيما .. وعندما حانت سكرات الموت أكب الرسول صلى الله عليه وسلم على جبينه يقبله ، ويعطره بدموعه التي هطلت من عينيه الودودتين فضمخت وجه ( .... ) الذي بدا ساعة الموت في أبهى لحظات اشراقه وجلاله ..
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم يودع صاحبه الحبيب : " رحمك الله يا أبا السائب ، خرجت من الدنيا وما أصبت منها ، ولا أصابت منك "
ولم ينس الرسول صلى الله عليه وسلم صاحبه بعد موته ، بل كان دائم الذكر له ، والثناء عليه ، حتى لقد كانت كلمات وداعه صلى الله عليه وسلم لابنته رقية ، حين فاضت روحها : " الحقي بسلفنا الخير ، ( ..... ) "
- شهد رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة سنة 8هـ ، وغزا معه حنين ، وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بيته وأصحابه فيها ، حين ولى الناس منهزمين ، وشهد مع الرسول عليه السلام حجة الوداع ، وأردفه الرسول صلى الله عليه وسلم وراءه من المزدلفة إلى منى ، فيقال له : رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- كان رضي الله عنه جسيما وسيما .. أشتهر بجماله وحسنه ,
- له ذكر في كتب الحديث ، فقد روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة وعشرين حديثا .
- أنجب ابنة واحدة هي أم كلثوم ، تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب ثم فارقها فتزوجها أبو موسى الأشعري رضي الله عنهما .
- اختلف الرواة في تاريخ وفاته ، منها أنه خرج إلى بلاد الشام مجاهدا واستشهد في معركة اليرموك ، ومنها انه توفي في طاعون عمواس في نواحي الأردن سنة 18هـ في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .
- هو عم لأنس بن مالك خادم الرسول .. وينسب إلى بني النجار في المدينة.
- أسلم رضي الله عنه بعد وصول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وقد أثنى عليه صلى الله عليه وسلم حيث ورد في الأثر أن أخته كَسرت ثنية جارية فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص فقال ( .... ) رضي الله عنه : ( لا والله لاتكسر ثنيتها يا رسول الله ) فرضي القوم وقبلوا دية الكسر ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره "
- لم يعلم رضي الله عنه بخروج النبي صلى الله عليه وسلم لقتال المشركين يوم بدر، فحزن حزنا شديدا ، ونذر نفسه للشهادة في سبيل الله ليعوض ما فاته من يوم بدر. وذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم نادما أن فاتته غزوة بدر، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : ( يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت فيه المشركين والله لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع )
- لما كان يوم أحد ، خرج مع المسلمين ، وهو يتمنى أن يلقى الله شهيدا في هذه الغزوة. وبدأت المعركة وكان النصر حليف المسلمين إلى أن خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتحول النصر إلى هزيمة ، وفر عدد كبير من المسلمين ، ولم يثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم سوى نفر قليل ، فلما رأى ( .... ) رضي الله عنه ذلك المشهد تذكر على الفور وعده لله تعالى ، وذهب إلى رجال من المهاجرين والأنصار ، وقد ألقوا بأيديهم فقال : ( ما يجلسكم ؟ )
قالوا : قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال رضي الله عنه : ( فماذا تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم )
ثم انطلق يشق صفوف المشركين قائلا : ( اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء " يعنى أصحابه " وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء " يعنى المشركين " )
ثم تقدم شاهرا سيفه ، فاستقبله سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال : ( أي سعد ، هذه الجنة وربي إني لأجد ريحها دون أحد )
وأخذ يقاتل ويضرب بسيفه يمينا وشمالا ، حتى سقط شهيدا على أرض المعركة
- قام الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليتفقدوا شهداء أحد ، ويتعرفوا عليهم ، فوجدوا (....) رضي الله عنه وبه بضعة وثمانون جرحا ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم ، وقد مثل به المشركون فلم يعرفه أحد إلا أخته ( الرُبيع ) عرفته ببنانه .
وروي أن هذه الآية الكريمة : (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) نزلت في ( .... ) ومن معه من الصحابة رضي الله عنهم.