انتبهوا أيها السادة

بداية أعتذر لكاتب قصة الفيلم الذي اقتبست عنوانه، والذي حذر فيه من سلبيات الانفتاح الاقتصادي والعشوائي والمتسرع، في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، علي شرائح المجتمع. وفي هذا المقال أود أن أحذر من انتشار ظاهرة خطيرة في الوقت الحالي، أظن- وليس كل الظن إثم- أن لها من السلبيات ما قد يؤثر علي الاقتصاديات في دولنا العربية.

ففي الآونة الأخيرة راقبت عن كثب اندفاع بعض الناس للاشتراك في نظام (كارتيللا) تقوم بتنظيمها بعض الشركات المجهولة في أماكن متفرقة من العالم، تدعي السمعة الطيبة. وفي هذا النظام يقوم الفرد بتسديد مبلغ من المال عن طريق التحويل البنكي أو شيك مقبول الدفع إلي هذه الشركة، ثم يقوم بمحاولة إشراك آخرين في هذا النظام، علي أمل أن يسترد المبلغ الذي دفعه، ثم البدء في تحصيل الربح. وبالطبع تعده الشركة بالربح الخيالي كلما نجح في ضم أعداد أكبر من المشتركين. وبدأ المشتركون في البحث عن جدد، واصطدم الجميع بأن الكثيرين علي نفس الحال، والجميع يبحث عن جدد، وبالكاد يستطيع الفرد إدخال مجموعة قليلة، لا تفي بالعدد المطلوب كي يبدأ في استرداد ما دفع، ناهيك عن جني الأرباح. وبطبيعة الحال يصاب الجميع باليأس من الاستمرار، ويستعوض الله فيما دفع، ويتناسي الأمر، وخاصة أن المبلغ صغير.

وحينما حللت الأمر، أرجعته إلي أنه لا يزيد عن عملية نصب واحتيال، استغل فيها أحد النصابين أو مجموعة منهم، تلهف الناس علي الثراء السريع و المريح، وقاموا ببيع الترام لهم، وبطبيعة الحال القانون لا يحمي المغفلين.

ولكن وبعد أن هدأت هذه العملية، وكأنما كانت عملية لجس النبض، إلا وبدأت التالية.

فعن طريق جهاز الكمبيوتر، والشبكة العنكبوتية، بدأت بعض الشركات، ومقرها جنوب شرق آسيا في الترويج لعمليات أكبر. وهذه المرة يبيعون للمشترك ميدالية ذهبية، أو عملات تذكارية، أو ما شابه بأضعاف ثمنها الحقيقي، وتقوم بتسديد نصف الثمن، ولا تتسلم مشترياتك، مع وعد بالحصول عليها (إغراء الحصول عليها بنصف الثمن) في حال إقناع عدد معين بالشراء، ثم وأيضاً كلما زاد عدد ا لمشترين عن طريقك، كلما زادت فرصتك في جني أرباح مالية. ويبدأ حلم الثراء السريع، والاندفاع للاشتراك، ومن الممكن الاشتراك بأكثر من حساب واحد، حتي تزداد الأرباح، ثم تبدأ رحلة البحث وإقناع الغير، وكلما نجحت مرة، تهرع إلي الشبكة العنكبوتية لتراقب بسعادة إضافة هذا الجديد إلي رصيدك. ثم تذهب السكرة وتأتي الفكرة، فما زال أمامك الكثير حتي تبدأ في جني الأرباح. وحتي علي فرض أن واحداً في الألف من أصحاب الحظ السعيد، واستطاع بفضل دعاء الوالدين، تجميع العدد المطلوب، فبحسبة بسيطة، نكتشف أن أرباحه لا تمثل قطرة في محيط أرباح هذه الشركات الوهمية الناتجة عن تدوير هذه الأموال الطائلة في الأسواق الخارجية. أما باقي التعساء، فسوف يصابون باليأس بعد فترة، ويستعوضون الله فيما دفعوا، ومرة أخري القانون لا يحمي المغفلين، وخاصة أن حكومة دولة الإمارات مثلاً أعلن في الصحف المحلية عن عدم مسؤوليتها عن اشتراك الأفراد في مثل هذه الشركات.

هذه المرة تحليل الأمر يختلف عن سابقته، فالمبالغ المتسربة من بلادنا كبيرة (في بعض التقديرات مليارات الدولارات) ولو تم ضخها داخل بلادنا بالطبع سوف تسهم في ازدهار اقتصادياتها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخري فالموضوع أكبر من أن يكون عملية نصب عادية، ولا هو بعملية غسيل أموال (شيكات الأرباح المحدودة المنصرفة لبعض سعداء الحظ علي بنك كبير بالولايات المتحدة الأميركية) كما أن الموضوع منتشر علي الشبكة العنكبوتية، المراقبة بالطبع من المخابرات المركزية للدول الكبري. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، من المستفيد الأكدر من ضخ كل هذه الأموال خارج الحدود العربية؟؟.

ألا تتفقون معي (وبعيداً عن نظرية المؤامرة) أن هناك رائحة أياد خفية موشومة بالنجمة السداسية.

علي أي حال، أعتقد أننا يجب أن ننتبه أيها السادة.

[c]يعيطك العافيه اخوي رخااا2000على هذا الموضوع
المهم والذي يهم الجميع..فلايستبعد ان يقع اي احد منا عن حسن نيه في مثل هذه الشراك..

وكما قلت اخي..القانون لايحمي مغفلين

يعيطك العافيه اخوي
تقبل اطيب تحيه..[/c]

مشكور اخوي فعلا مثل هذه الأمور قد يغفل عنها الانسان

مرحبا ......بنت عنيزة ......


اردينا ........



شكرا عالتواصل ........تسلمن ...!!!